يبحث المجلس السلعي المصري للحاصلات الزراعية انشاء شركة شحن جوي لنقل صادرات الخضر والفاكهة المصرية الى الاسواق العالمية بعدما زاد الطلب عليها وذلك لتجنب المشاكل والعقبات التي تواجه المصدرين أثناء حجز الفراغات (مساحات خزنية في الطائرة) اللازمة للشحن بالطائرات في المواعيد المحددة. وأضاف رئيس المجلس السلعي للحاصلات الزراعية الدكتور اسامة خير الدين ان سبب التفكير في انشاء هذه الشركة يرجع الى عدم وجود فراغات كافية بالطائرات لشحن الحضر والفاكهة المصرية المعدة للتصدير والمتفق عليها مع مستوردين من أوروبا والدول العربية واسواق أخرى.
وذكر ان مشكلة الزيادة العشوائية في رسوم الشحن من قبل بعض شركات الطيران المصرية والعربية والاجنبية علاوة على نقص الفراغات اللازمة حرم المصدرين المصريين من زيادة صادراتهم من الفاكهة والخضر، محذرا من أن العجز عن التوصل لآلية تضمن تدفق هذه الصادرات التي من المتوقع ان يرتفع الطلب عليها خلال الموسم الصيفي الحالي والموسم الشتوي المقبل بما يتراوح بين 15% و20% يهدد بفقد الاسواق واجهاض الخطط الطموحة لزيادة حصيلة الصادرات الزراعية الى مليار دولار خلال العامين المقبلين، علاوة على تجاهل المستوردين في الاسواق الخارجية للتعاقد مع المصدرين المصريين الأمر الذي سيعرضهم حتما لخسائر ضخمة ويعرقل زيادة الاستثمارات في مجال الانتاج الزراعي.
وانتقد رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية خالد أبو اسماعيل لجوء بعض شركات الطيران الى زيادة رسوم الشحن موضحا ان هذا الاجراء عرقل حركة شحن الصادرات المصرية من الفواكه والخضر بالمعدل الطبيعي وحرمها من زيادة مؤكدة في حجم الصادرات، كما هددها بفقد ثقة المستوردين والمستهلكين في الخارج.
وأشار الى أن استمرار هذه المشكلة يهدد المكاسب المصرية من تفعيل الشق التجاري لاتفاقية المشاركة المصرية ـ الاوروبية ويحد من قدرات المصدرين المصريين على توسيع نطاق تواجدهم في الاسواق العربية والاوروبية.
وذكر المدير التنفيذي لمجلس الحاصلات الزراعية المصري المهندس شريف راشد ان المصدرين يعانون حاليا من عدم القدرة على عقد صفقات جديدة خوفا من نقص الفراغات ونتائج عدم الالتزام بتصدير الكميات المتفق عليها في المواعيد المحددة، واضاف ان مشكلة نقص الفراغات والارتفاع المفاجئ في اسعار الشحن وخروج شركات شحن عديدة من السوق المصرية أثر سلبا على استراتيجيات الشركات المصرية التي وضعت حصصها التصديرية على اساس 3 سنوات مقبلة، وتابع ان بعض الشركات لم تتمكن من الوفاء بالتعاقدات الخاصة بالموسم الشتوي الذي انتهى بالفعل وهناك مخاوف من استمرار الاوضاع الحالية خلال الموسم الصيفي الذي يبدأ رسميا غدا الخميس.
وأكد وكيل أول وزارة التجارة الخارجية السيد أبو القمصان أن مشكلة نقص الفراغات والشحن الجوي التي تواجه مصدري الحاصلات الزراعية سوف تنتهي خلال أيام قليلة حيث يجري حاليا الاتفاق على آلية مناسبة لتجاوز هذه المشكلة بالتعاون مع وزارتي النقل والطيران المدني تتضمن تحديد اسعار شحن موحدة وتوفير الفراغات في المواعيد المناسبة لمواسم التصدير، وتابع ان دعم وزارة التجارة الخارجية للصادرات الزراعية مستمر.