انتعاش شركات الطيران الأميركي الكبرى يتأثر بارتفاع أسعار النفط

TT

نيويورك ـ ا.ف.ب: يؤثر ارتفاع اسعار النفط على انتعاش قطاع النقل الجوي الاميركي اذ ان الشركات الكبرى مثل «اميركان ايرلاينز» و«كونتيننتال» اضطرت الى رفع اسعارها مما يجعلها تخسر حصصا من السوق امام المنافسة الشرسة للشركات التي تعتمد اسعارا منخفضة.

وقال ناطق باسم شركة «دلتا ايرلاينز» شريك «اير فرانس» في اطار تحالف «سكاي تيم» لوكالة الصحافة الفرنسية «رفعنا اسعار البطاقات تماشيا مع رفع الشركات الاميركية الاخرى لاسعارها».

والجمعة الماضي اعلنت شركتا «يونايتد ايرلاينز» و«اميركان ايرلاينز» زيادة اسعار بطاقاتهما بين خمسة دولارات و15 دولارا للرحلات الداخلية وبين الولايات المتحدة وكندا بسبب ارتفاع اسعار الوقود.

وقبلهما اعلنت شركة «كونتيننتال ايرلاينز» زيادة جديدة لاسعارها في اميركا الشمالية تماشيا مع الارتفاع الكبير في اسعار النفط.

واوضحت الناطقة باسم المجموعة جولي كينغ «التحدي الاكبر الذي نواجهه هذه السنة هو الكلفة العالية للوقود».

وكانت هذه الشركة التي انفقت العام الماضي حوالي 1.2 مليار دولار على الوقود، عمدت الى رفع اسعارها مرة اولى نهاية فبراير (شباط) الماضي لمواجهة ارتفاع اسعار الوقود.

واعتبرت «كونتيننتال» ان اسعار النفط هذه السنة «ستكون اعلى بكثير» مقارنة باسعار العام الماضي مشيرة الى ان اسعار النفط زادت بنسبة 85% في غضون عامين. وهي الان قريبة من اعلى مستوياتها في السنوات الثلاث عشرة الاخيرة.

ويعتبر رفع اسعار البطاقات حيويا بالنسبة لشركات الطيران التقليدية الكبرى في البلاد. فقد تأثرت هذه الشركات كثيرا بتراجع حركة النقل الجوي بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001، وبالركود الاقتصادي الذي تلا ذلك واضطرت الى ترشيد نفقاتها وهيكلياتها بعد عقود من التبذير ولا تزال تجتهد لالتقاط انفاسها ويؤخرها في ذلك كلفة الاجور الضخمة.

ولا تزال ثالث شركة في الولايات المتحدة «يونايتد ايرلاينز» تجد صعوبة في الخروج من حالة الافلاس وتحاول التوفير على كل الجبهات حتى انها استهدفت البرامج الصحية لموظفيها والمتقاعدين منهم، في حين لا تزال «اميركان ايرلاينز» و«دلتا ايرلاينز» تتكبدان الخسائر. لكن قرار رفع الاسعار لا يخلو ايضا من المخاطر.

ففي حين اتخذت الشركات الكبرى القرار ذاته، ابقت الشركات التي تعتمد اسعارا مخفضة مثل «جيت بلو» و«سبيريت» و«اير تران» على اسعارها بالمستوى ذاته مما يعني انها قد تجذب زبائن جددا من الشركات الكبرى.

وعلى الشركات التي تعتمد اسعارا مخفضة ان تأخذ في الاعتبار سعر الوقود المرتفع الا انها تمكنت حتى الان من السيطرة على الباب الاول من نفقات اي شركة طيران، وهو الاجور. وتتمتع كل هذه الشركات بوضع مالي ممتاز.

وقال الناطق باسم «دلتا» التي لم ترفع شركة «سونغ» التابعة لها وتعتمد اسعارا مخفضة، اسعار بطاقاتها، «صدقوني فكرنا جيدا قبل اتخاذ هذا القرار».

والمنافسة التي تطرحها الشركات ذات الاسعار المخفضة قد تحد من ارتفاع اسعار الشركات الكبرى.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جرونال» الاثنين الماضي عن ديفيد سيغيل رئيس مجلس ادارة «يو اس ايرويز» قوله الاسبوع الماضي امام العاملين في شركته «لو كان بامكاننا رفع الاسعار اكثر لكنا فعلنا. لكن المسافرين يريدون اسعارا منخفضة».