الخام الأميركي يستأنف صعوده ويتجاوز 40 دولارا للبرميل وسط تزايد القلق بشأن تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط وارتفاع أسعار الوقود

استهلاك البنزين في السوق الأميركية يتزايد بنسبة 4ر3% لأكثر من 9 ملايين برميل يوميا

TT

تجاوز سعر برميل النفط الخام في نيويورك 40 دولارا أمس للمرة الاولى منذ اكتوبر(تشرين الاول) 1990. فبعد 10 دقائق من بدء التعامل، ارتفع سعر النفط الخفيف تسليم يونيو(حزيران) بمعدل 68 سنتا ليصل سعر البرميل الى 40.5 دولار، مسجلا اعلى مستوى في 13 سنة ونصف السنة، مع تزايد القلق من احتمال تعطل الامدادات مع تزايد العنف في الشرق الاوسط. وفي استئناف لاتجاه صعودي بعد موجة عمليات جني ارباح أول من أمس زاد الخام الأميركي الخفيف في عقد يونيو، وهذا اعلى مستوى منذ سجل اعلى مستوياته على الاطلاق عند 15ر41 دولار للبرميل في العاشر من اكتوبر 1990 بعد شهرين من غزو العراق للكويت. وعند مستوى 40 دولارا للبرميل يكون سعر العقد زاد 63 سنتا بنسبة 6ر1 في المائة.

كما ارتفع خام برنت في بورصة البترول الدولية بلندن 53 سنتا الى 06ر37 دولار للبرميل. وقال محللون ومتعاملون «ان تجاوز مستوى 40 دولارا يبدو حتميا». وكانت بورصة البترول الدولية في لندن قد اخلت المبنى أمس، وعلقت التعاملات في المقصورة. ولم تعط المتحدثة باسم البورصة سببا لإخلاء المبنى، لكنها اشارت الى ان التعاملات الالكترونية مستمرة.

وسيكون هذا أعلى سعر منذ أن سجل 15ر41 دولار في اكتوبر عام 1990 بعد غزو العراق للكويت الذي اثار أزمة قادت الى حرب الخليج.

وقال توني ماتشاسيك من شركة برودنشال باتش للسمسرة «الناس ترقب الاحداث في الشرق الاوسط عن كثب. ربما نكون نقترب من مرحلة تعطل فيها الامدادات وهذا أمر مقلق للغاية». وتدعو الولايات المتحدة أوبك لتهدئة الاسعار بضخ المزيد من النفط في الاسواق اذ تخشى ادارة الرئيس جورج بوش من تداعيات ارتفاع أسعار الوقود في عام الانتخابات. من جهتها ذكرت وكالة أنباء أوبك (أوبكنا) أمس أن سعر سلة خامات أوبك قفز أمس الخميس الى 88ر35 دولار للبرميل من 30ر35 دولار الاربعاء الماضي. ولا تزال سلة أوبك فوق الحد الاقصى من النطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولارا للبرميل منذ بداية العام الحالي.

ومن المقرر أن تعقد المنظمة اجتماعها المقبل يوم الثالث من يونيو في بيروت. وقال وزراء المنظمة مرارا انهم يعتقدون أن السوق به ما يكفي من النفط.

وارتفع استهلاك البنزين الأميركي خلال الاشهر الاربعة الماضية بنسبة 4ر3 بالمائة بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي الى 1ر9 مليون برميل يوميا مما دفع المخزونات من وقود السيارات للتراجع الى أقل بكثير من متوسطها في خمس سنوات.

وتفيد بيانات حكومية أن الولايات المتحدة التي تضم اقل من خمسة بالمائة من سكان العالم تبلغ نسبة استهلاكها من البنزين 45 بالمائة من الاستهلاك العالمي منه الذي يزيد قليلا على 20 مليون برميل يوميا.

من جانب اخر قال مصدر في مصفاة مؤسسة البترول الكويتية التي تبلغ طاقتها 80 الف برميل يوميا في ميناء روتردام الهولندي ان المصفاة أغلقت وحدة انتاج البنزين التي تبلغ طاقتها 22600 برميل يوميا منذ الاربعاء الماضي بسبب مشكلة تتعلق بوحدة ضغط الغاز. وأضاف ان من المقرر أن تستأنف الوحدة العمل غدا. وتابع أن المشكلة أسفرت كذلك عن خفض قدرة المصفاة على فصل الكبريت. وقال «انخفضت طاقتنا على فصل الكبريت قليلا... لكننا ما زلنا ننتج وقود الطائرات والسولار والديزل». وتحول الوحدة النفتا الى بنزين. وقال المصدر ان انتاج البنزين من المصفاة توقف لكن يجري توريد المنتجات من المخزون. ومضى يقول «ينقصنا البنزين... قد نضطر لمحاولة اعادة تنظيم التزاماتنا التعاقدية لكن لم تعلن بعد حالة حدوث ظرف قهري سواء بالنسبة للبنزين أو غاز البترول المسال».

وقال أحد التجار ان عمليات تحميل السفن بالبنزين من المصفاة تأثرت بالمشكلة منذ الاربعاء وانه تم تحميل كميات أقل من المعتاد. وأثر اغلاق الوحدة كذلك على انتاج المصفاة من غاز البترول المسال. لكن المتحدث باسم المصفاة قال انه يجري انتاج بعض من غاز البترول المسال من وحدات أخرى بالمصفاة.

من جانبها قالت المفوضية الاوروبية أمس ان أسعار النفط المرتفعة لن تتسبب في صدمة اقتصادية للاتحاد الاوروبي. وقال جيراسيموس توماس المتحدث باسم المفوضية للصحافيين «لا أعتقد أننا سنشهد ما يمكن ان نسميه صدمة».

من جهتها ذكرت وكالة أنباء أوبك «أوبكنا» أمس أن سعر سلة خامات أوبك قفز أمس الخميس الى 88ر35 دولار للبرميل من 30ر35 دولار الاربعاء الماضي. ولا تزال سلة أوبك فوق الحد الاقصى من النطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولارا للبرميل منذ بداية العام الحالي.