نائب رئيس القانونيين بالغرفة التجارية والصناعية في جدة لـ«الشرق الأوسط»: مطلوب آلية للأسعار تحفظ للمبدعين والمستخدمين حقوقهم بالملكية الفكرية مع مراعاة الاحتكار

TT

أكد نائب رئيس لجنة المستشارين القانونيين بالغرفة التجارية والصناعية بجدة، عضو اللجنة الوطنية المنبثقة عن مجلس الغرف التجارية والصناعية بالرياض المستشار وهيب ابراهيم اللامي ان حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين في جميع المجالات واجب وضرورة تفرضها جميع الأعراف، ولكن يتحتم على صاحب هذه الحقوق ألا يفكر بمصلحته فقط متجاهلا مصالح الأفراد وفارضا أسعارا مغالى فيها لمنتجاته وخدماته، وذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» بالقاهرة على هامش ندوة «الحماية القانونية للملكية الفكرية» التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة المصري أخيرا.

وقال: «ان المغالاة في الاسعار والشطط فيها هو السبب الرئيسي في عمليات القرصنة سواء للبرامج الكومبيوترية أو للأفلام والأغاني وغيرها»، مطالبا بضرورة توفير آلية تكون عضويتها مشتركة بين المبدعين والمستخدمين أو المستهلكين لتحديد الاسعار التي يمكن ان تحقق مصلحة كافة الاطراف بعيدا عن الشطط فيها والذي يقود الى عمليات القرصنة لدى ضعاف النفوس، موضحا ان الاعتدال في التسعير يحقق مصلحة الجميع ويخفف العبء الثقيل الملقى على الجهات الوطنية المكلفة بمحاربة ومكافحة القرصنة، محذرا من أن حقوق الملكية الفكرية في بعض المجالات واهدارها لدى بعض الدول من الممكن أن تصبح السلاح الذي تغتال به سيادة دول كثيرة من قبل الدول الغنية التي تملك كل شيء الآن.

* الاعتراف بحقوق المبدعين واجب، أليس كذلك؟

ـ من الحق ان نعترف ونحافظ على حقوق المبدعين، ومن حق كل من أبدع أن ينسب إليه ابداعه، من قول أو فعل أو عمل وألا يعتدي أحد على هذا الحق سواء كان اعتداء ماديا أو معنويا، ونحن في المملكة نهتم بذلك كثيرا كما هي الحال في مصر وغيرها من البلدان العربية. ولدى المملكة قسم خاص بوزارة الثقافة والاعلام مسؤوليته تلقي وبحث أي شكوى في هذا الخصوص.

* وماهي أكثر الاعمال المعرضة للقرصنة؟

ـ اشرطة الفيديو والأغاني هي الأكثر على الاطلاق حيث يلجأ ضعاف النفوس الى نسخها وبيعها مما يهدر حق أصحابها في الاستفادة من حقوقهم.

* وكيف تمكن مكافحة القرصنة بشكل عام؟

ـ الواقع ان الجزء الأكبر في هذه القضية يحتاج الى الاحتكام الى الضمير، وأن يعرف الفرد أن هذا الحق يجب ان يصان وعليه ألا يعتدي على حقوق الآخرين خوفا من الله تعالى لأنه بصراحة القوانين والتشريعات ما هي إلا مجرد تقنين للحق والعدل والمحافظة على الملكية سواء الفكرية أو التجارية.

* وهل تعتقد ان المبالغة في الأسعار هي سبب القرصنة؟

ـ اعتقد ذلك لأن الذي لا يملك السعر للاستفادة من المنتج أو السلعة أو الخدمة سيضطر للتحايل على هذا السعر للحصول على نفس الفائدة، وهنا أرى من الضرورة تشكيل آليات تكون مهمتها التوفيق بين مصالح الطرفين، المنتج والمستفيد، ولا مانع ان تضم هذه الآليات عضويات من الطرفين أيضا لتجنب الشطط السعري الذي يفرضه البعض فيضطر الطرف الآخر الى الشطط المضاد في عمليات القرصنة، ولذلك لا بد من تحقيق المصلحة بين الطرفين بالاتفاق على سعر يرضي الاطراف وفي نفس الوقت يخفف العبء الثقيل عن كاهل كافة الجهات الوطنية المسؤولة عن مكافحة القرصنة والسرقة في مثل هذه الخدمات أو المنتجات.

* البعض يرى أن من حق المبدع أن يحدد السعر الذي يراه؟

ـ فعلا، البعض يرى ذلك بحجة ان الابداع فكر انساني أكثر منه سلعة، وان قيمة الفكر الانساني والابداع يقدرها صاحبها مستغلا فترة الحماية التي حددتها اتفاقيات الملكية الفكرية بـ20 عاما يجني خلالها ثمار جهده، ولكن من المهم ألا يبالغ المبدع ويصل بإبداعه الى درجة الاحتكار، الذي يدفع البعض الى التحايل عليه والاعتداء على ابداعه بالنسخ أو القرصنة، وهنا نحتاج الى تكاتف انساني يحفظ للمبدع حقه والمتلقي أيضا لأنه لا غنى لطرف عن الآخر، وبالتالي لا يخضع طرف لشطط أو ابتزاز الطرف الآخر، وهذه هي حال السوق ويجب ان نتكيف جميعا مع هذا الفكر ومع أهمية حماية حقوق الملكية الفكرية.

* هل تتفق مع الرأي القائل ان الملكية الفكرية وعدم حمايتها ستكون أبرز أدوات انتهاك سيادة الدول مستقبلا؟

ـ نعم، لأن الاعتداء على حق من حقوق الملكية الفكرية والذي غالبا ما يكون لشركات كبرى متعددة الجنسيات يمكن ان يكون سلاحا لإذلال دول أو احتلالها أو حتى ضربها وحصارها، لأن الاتفاقيات الدولية في هذا المجال بها مواد يمكن ان تتخذ وسيلة لذلك إذ قد يسرق فرد في أي دولة أي حق من هذه الحقوق ويفرض العقاب على الدولة كلها وهذا هو الخطير لأن الجريمة قد تكون فردية، ولكن العقاب جماعي وهو الأمر الذي نحذر منه ربما يكون سببا في المستقبل لإهدار سيادة بعض الدول. ولذلك من المهم التباحث مع اصحاب الحقوق لتحقيق مصالح الافراد بعرض الخدمات أو المنتجات بأسعار معقولة تضبط السوق وتجنب السرقة وتحمي الدول، ويستفيد في النهاية كل الاطراف.

* ماذا تقول للمبدع العربي؟

ـ لا بد من التسجيل لدى المكاتب المختصة لتحمي ابداعك، وانصح كل من له ابداع أيا كان مجاله أن يبادر بتسجيله من أجل حمايته له شخصيا وحماية لابداعات دولته وهذا التسجيل لايكلف إلا مبالغ قليلة ولكن يحافظ على حقوق مادية ومعنوية كبيرة سواء كان هذا الابداع أغنية أو لحنا أو ابتكارا جديدا أو أي شيء من هذا القبيل، لأن حماية هذه الابداعات تبدأ في نفس اليوم الذي يذهب فيه المبدع ليطلب تسجيل ابداعه، وهذا ضروري لكل صاحب ابداع.