النعيمي : لا خلافات داخل «أوبك» وتأجيل زيادة الإنتاج يعود لغياب وزيرين عن الاجتماع التشاوري في هولندا

رئيس «أوبك» يؤكد أن زيادة إنتاج المنظمة ستكون كافية لتهدئة ارتفاع الأسعار * اختتام أعمال أمستردام باتفاق على ضرورة الحوار حول معالجة مشاكل الطاقة

TT

أعلن وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس في امستردام، ان لا خلافات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك» بشأن مستوى حصص انتاج الدول الاعضاء.

وقال النعيمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس في ختام المنتدى حول الطاقة في امستردام «ليس هناك خلافات، أو نزاعات بين الدول الأعضاء».

وأوضح النعيمي بالقول «ان عدم توصل الدول الأعضاء في أوبك الى زيادة حصص الانتاج، خلال اللقاء غير الرسمي، يعود الى غياب وزيرين من الدول الاعضاء». وتابع النعيمي «هناك دعم مطلق للتعاون بين المستهلكين والمنتجين لتهدئة السعر للوصول الى سعر عادل ومعقول». وكانت أنباء اوردتها وكالات الانباء أول من أمس من امستردام وجود بوادر خلاف بين اعضاء اوبك ، بشأن زيادة الانتاج.

وعلى صعيد أسعار النفط صعدت الأسعار في العقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» اكثر من 50 سنتا عند بدء التعاملات أمس ، وفتح النفط في عقد يوليو (تموز) في نايمكس مرتفعا 87 سنتا الى 40.80 دولار للبرميل، قبل أن يصعد لاحقا الى 41 دولارا للبرميل. وأغلق النفط في التعاملات الالكترونية على نظام اكسيس عند 40.15 دولار للبرميل. وزاد سعر مزيج برنت القياسي 1.18 دولار أمس الى37.69 دولار للبرميل، وسط مخاوف من ان الزيادة التي تعهدت بها السعودية قد لا تكون كافية لتلبية الطلب العالمي. وقال تجار «ان مشتريات صناديق المضاربة مستمرة في دفع السعر صعودا».

من جهته قال رئيس منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو أمس انه يؤيد زيادة الانتاج لتهدئة اسعار النفط، ولكنه لم يلمح بحجم أي زيادة محتملة. وقال للصحافيين «ما نريده فعلا هو زيادة في حصص الانتاج يكون لها فعلا تأثير على سعر النفط». ورأى يوسجيانترو ان زيادة حصص الانتاج في «اوبك» اذا ما تقررت في الثالث من يونيو (حزيران/ المقبل ستكون كافية للتأثير على السوق. وقال متحدثا الى المراسلين على هامش منتدى حول الطاقة في العاصمة الهولندية «نريد فعلا زيادة في الحصص يكون لها تأثير حقيقي على اسعار النفط». وأوضح رئيس «اوبك» ان بلاده اندونيسيا ترغب في ان يصار الى رفع الحصص في الاجتماع المقبل للمنظمة في العاصمة اللبنانية بيروت في الثالث من يونيو المقبل.

من جانبه أعرب وزير الشؤون الاقتصادية الهولندي عن ترشيح قطر لاستضافة منتدى الطاقة المقبل في عام 2006. وقال في كلمة الاختتام «اننا تعلمنا درسا في الحوار بين المنتجين والمستهلكين بدلا من لغة تبادل الاتهامات. واننا فخورون أن يحدث مثل هذا اللقاء في هولندا».

وقد كرم الوزير الهولندي المهندس علي النعيمي لقاء جهود السعودية في معالجة ازمة الطاقة الحالية بتقديم هدية تذكارية لها. وترأس النعيمي اليوم الثالث للمنتدى الذي ناقش مستوى الاهتمام بتطوير الطاقة البديلة في المناطق الريفية والجهود الدولية وبالأخص من البنك الدولي لدعم تلك التوجهات.

في الوقت نفسه، اعرب البنك الدولي عن أمله في أن تتحول جهود الحكومات الى التنمية الريفية وزيادة التوظيفات في مجال الطاقة المستحدثة والنظيفة في الارياف والمناطق البعيدة، مشيدا بجهود حكومات الصين وفيتنام وحكومات اخرى وظفت استثماراتها في تلك التنمية.

وقال وزير الطاقة الصيني ان بلده اصبحت لاعبا مهما في سوق الطاقة الدولي سواء في استخدامات الطاقة او في انتاج الطاقة، مشيرا الى ان الصين يأتي ترتيبها الثالث في مجالات استخدام الطاقة.

وقال الوزير الصيني الذي كان يتحدث لمؤتمر الطاقة المنعقد في امستردام امس في الجلسة الاخيرة للمنتدى، ان حكومته تتجه بسرعة نحو استخدامات الطاقة البديلة والطاقة النووية للاستخدامات السلمية والمدنية، وذلك في معرض اشارته الى مدى تأثيرات زيادة اسعار النفط العالمية منذ مطلع هذا العام وبلوغها مستويات غير مسبوقة وصلت الى اكثر من 40 دولارا للبرميل الواحد، مشيرا الى اننا لايمكن ان نضع انفسنا خارج اطار تلك الصورة من تأثيرات تلك الاسعار على الاقتصاد العالمي.

ولخص علي النعيمي وقائع الجلسة الرابعة التي ترأسها بتركيز الاهتمام على حقيقة الرغبة المشتركة في استمرار التعاون بين منتجي الطاقة والمستهلكين بالاضافة الى المهتمين ومعاهد الابحاث وبالاخص منتدى الطاقة العالمي.

وقال النعيمي ان 75 في المائة من سكان الكرة الارضية سيبقون يستخدمون المنتجات الهيدروكروبونية حتى عام 2030، وهو ما يستدعي تطوير ابحاث الطاقة البديلة، مشيدا بجهود عدد من الدول ودعم البنك الدولي لتطوير مصادر الطاقة البديلة في المناطق الريفية وغير المأهولة، خاصا بالذكر تجربة الصين وفيتنام ودعم البنك الدولي لهما.

وعلى صعيد آخر، ابدى عبد الله بن حمد العطية وزير الطاقة والصناعة القطري رغبة حكومته في استضافة المؤتمر القادم لمنتدى الطاقة العالمي عام 2006، ملاطفا الحضور بالمقارنة بين قطر وايطاليا التي تنوي استضافة المؤتمر ايضا الى جانب الصين بأن المندوبين سوف لن يتأثروا بامطار ايطاليا بل اننا سنعدهم بشمس دافئة في قطر.

وقال في كلمة مختصرة في الجلسة الرابعة الصباحية لمؤتمر الطاقة، «اننا معنيون جميعا بالتزاماتنا سواء في اوبك أو مجلس التعاون الخليجي بتأمين امدادات الطاقة وزيادة الاستثمارات والتوظيفات في مجال تطوير الاحتياطيات المؤكدة لمصادر الطاقة». واضاف الوزير انه لبلوغ ذلك، وهو التزام اكبر من ان نتحمله لوحدنا كدول منتجة، يجب ان يتحقق التعاون من قبل جميع الاطراف على المستوى العالمي لكي نحقق البيئة الصالحة لتأمين الطاقة ومصادرها عالميا.

من جهته، أوضح البروفسور انطونيو مارزانو وزير فعاليات الانتاج الايطالي ان الحفاظ على مستوى من التوازن بين الانتاج والاستهلاك يستدعي استثمارات اكثر في مجالات الاستكشافات وتطوير الانتاج.

وقال الوزير الايطالي ان ربع سكان العالمي ليس لديهم مصدر للطاقة وفي ظل غياب السياسات الفعالة في مجالات الطاقة فإن 1.4 مليار مواطن سيبقون بلا مصادر للطاقة حتى عام 2030 .

وأكد ابراهام سبنسر وزير الطاقة الأميركي ثقته في قدرة وتصميم السعودية في تأمين الامددات النفطية لتهدئة الاسعار. وقال في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس، ان تصميم السعودية على رفع طاقة الانتاج الى تسعة ملايين برميل في اليوم يلقى صدى ايجابيا لدى المستهلكين الأميركيين، ولكنه قال ان العمل على خفض الأسعار عن مستواها الحالي مطلوب من الجميع، وذلك حفاظا على النمو العالمي والانتعاش الاقتصادي الذي بدأت ترتسم ملامحه.

وكشف الوزير عن رحلة يقوم بها الى روسيا في ضوء تعيين وزير جديد للطاقة في روسيا، وقال: «انه يلتقيه للمرة الأولى وكذلك لمتابعة التعهدات باستمرار الامدادات النفطية والغاز».