واصل الدينار العراقي صعوده على مدار الاسبوعين الماضيين في سوق الصرافة الاردنية ليلامس مستويات 490 ـ 496 دينارا لكل مليون مقابل 475 دينار أعلى سعر سجله منتصف الشهر الماضي بعد أن هبط بشكل حاد ودون 470 دينارا لكل مليون, وفي ظل ركود شديد وتراجع كبير في الطلب.
ويقول متعاملون في السوق الاردني إن الارتفاع المستمر للدينار العراقي مدعوما بعوامل الطلب الملموس بعد أن تعرض الدولار لخسائر متلاحقة على مدار الشهر، اضافة الى عودة الحركة التجارية لطبيعتها بين الاردن والعراق بعد هدوء نسبي شهدته المناطق العراقية عقب حل ازمة الفلوجة. من جانبه اعتبر رئيس جمعية الصرافين في الاردن مطيع الكباريتي، التقدم الذي أحرزه سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى لا يمت بصلة للاوضاع الاقتصادية في العراق او في المنطقة، وكان مبنيا على القناعات الفردية للمتعاملين بالسوق والمضاريين الذين رغبوا في تحقيق مكاسب كبيرة.
واضاف الكباريتي أن المكاسب التي حققها الدينار العراقي وفي ظل اوضاع غير مستقرة لم تكن نتيجة طبيعة لتدفق الرساميل والاستثمارات في العراق انما كانت نتيجة لترجمة الأفراد لقناعاتهم وقراءاتهم بشراء الدينار، مؤكدا أنه من الصعب استقرار الدينار العراقي في ظل الظروف الحالية لافتا الى ما يحدث في العراق من عمليات قتل وحالة فوضى لا يمكن أن تدعم استقرار عملة اي من الدول.
واوضح الكباريتي لـ«الشرق الاوسط» «أن مستقبل الدينار العراقي يمكن أن يكون مزدهرا في حال شهد الاقتصاد العراقي تحسنا ملحوظا وبدات عائدات النفط تدخل حسابات الدولة بشكل شفاف، وهو ما سينعكس بالايجاب على قيمة العملة العراقية، حيث يملك العراق احتياطيا نفطيا هائل الحجم».
تجار عراقيون في الاردن اكدوا على ضخ قوات التحالف لكميات كبيرة من الدولارات في السوق العراقية مما شكل دعما رئيسيا لعملتهم وقالوا لـ«الشرق الأوسط» «العمليات التجارية تسير على نحو افضل من الشهر السابق والتجار استعادوا نشاطهم رغم أن المخاوف ما زالت موجودة بسبب عمليات النهب والسرقة التي يتعرض لها ناقلو البضائع للعراق، مقدرين نسبة استخدام الدولار في العقود والمعاملات التجارية، ونشاطات الاستيراد، خلال الفترة الماضية بما لا يقل عن ستين في المائة من إجمالي النشاط الاقتصادي في العراق.
وقال مقبلون من العراق إن سعر صرف الدولار بلغ 1460 دينارا خلال اليومين الماضيين.
وكانت الاحداث في العراق خلال الشهر الماضي قد دفعت العراقيين لشراء العملات الاجنبية خاصة الدولار الاميركي مما تسبب في انخفاض سعر الدينار العراقي.
وبلغ سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي 1500 دينار بعد أن أغلق سعر الصرف في وقت سابق بـ 1460 دينارا مقابل الدولار.