في أول قياس تجريه «ماستركارد» لمؤشر ثقة المستهلكين في 7 أسواق في المنطقة: الكويتيون الأكثر تفاؤلا واللبنانيون الأكثر تشاؤما حول مستقبل الاقتصاد والدخل المنتظم

TT

اظهرت نتائج أول مسح لقياس ثقة المستهلكين في منطقة الشرق الاوسط وشملت عينة من 2800 مستهلك في مصر والكويت ولبنان والسعودية وجنوب أفريقيا والإمارات والهند عن تحقيق الكويت لأفضل مستوى في ثقة المستهلكين، فيما كان لبنان الاكثر تشاؤما. وقالت «ماستركارد» التي أجرت المسح إنها اخذت آراء المشاركين خلال فبراير (شباط) الماضي لتحديد التحولات في ثقة المستهلكين حسب خمسة اعتبارات تشمل التوظيف والاقتصاد والدخل المنتظم وأسواق الأسهم ونوعية الحياة. وشمل القسم الثاني من مؤشر «ماستر اندكس» متابعة لأساليب الحياة من نواح مختلفة، ابتدءاً من الاستمتاع بالثروة في الوقت الحالي أو توفيرها للمستقبل والأشياء التي يتطلع الناس لها أكثر من غيرها وامتلاك سيارة أو منزل وصناعة القرارات المنزلية وغيرها من الأمور. ووفقا للمؤشر فقد سجلت الكويت 90.1 نقطة حيث عبر المستهلكون في الكويت عن تفاؤلهم، وكانت نظرتهم للمستقبل ايجابية للغاية في جميع التصنيفات الاقتصادية الخمسة في المؤشر، وحتى في التصنيفات التي كانوا فيها أقل ايجابية مثل فهمهم لأسواق الأسهم. وإجمالا كانت عواطفهم أكثر تفاؤلاً من بقية الأسواق. وجاءت الامارات في المرتبة الثانية بعد الكويت بنسبة (87.1 نقطة)، حيث توافقت درجة عواطف المستهلكين تقريباً مع مثيلتها في الكويت، وخاصة في تصنيفي «الاقتصاد والدخل المنتظم».

واحتلت السعودية المرتبة الثالثة بنسبة (77.8) وبنظرة متفائلة في جميع فئات التصنيف، وخاصة في «الدخل المنتظم». أما جنوب أفريقيا (64.4) فجاءت بعد السعودية. وكان المستهلكون متفائلين جدا حول «الدخل المنتظم» وايجابيين إلى حد ما حول بقية فئات التصنيف.

واقتربت الهند (63.5) من نفس درجة ثقة المستهلكين في جنوب أفريقيا ولكنها تختلف في كون المستهلكين الهنود أكثر تفاؤلاً حول «نوعية الحياة" و"سوق الأسهم". وأقل تفاؤلاً في فئة «الدخل المنتظم"، ومتشائمون فيما يتعلق بالتوظيف.

اما مصر (43.2) فقد كان المستهلكون بعيدون عن التوقعات المتفائلة إلى حد ما فيما يتعلق بـ «الدخل المنتظم" وكان الرأي حياديا أو منقسما تقريباً في فئة «سوق الأسهم"، وكان المستهلكون متشائمون تماماً حول التوظيف ونوعية الحياة والاقتصاد عموماً.

وسجل لبنان (32.3) أضعف درجات عواطف المستهلكين في الأسواق السبعة التي غطتها الدراسة. فباستثناء بعض التفاؤل فيما يتعلق بسوق الأسهم، كان المستهلكون متشائمون جداً حول «الاقتصاد" و"نوعية الحياة" و"التوظيف" وإلى درجة أقل في فئة «الدخل المنتظم" أيضاً. واظهر المؤشر بشكل واضح درجة عالية من التشاؤم في هذا السوق.

وبالنسبة لمتابعة اساليب العيش في البلدان المشمولة بالدراسة اظهر المؤشر حول الاستمتاع بالثروة في الوقت الحاضر أو توفيرها للمستقبل وجود فروقات مهمة بين الجنسيات المختلفة فيما يتعلق بدرجة أهمية ثروتهم الآن أو توفير تلك الثروة من أجل المستقبل. فالكويتيون (59%) يفضلون الاستمتاع بثروتهم الآن، بينما يفضل الهنود والمصريون، وإلى درجة أقل، المستهلكون في الإمارات توفير ثروتهم للمستقبل.

وبالنسبة للأشياء التي يتطلع الناس لها أكثر من غيرها (الاختيار الأول) فقد كان شراء منزل او عقار هو أهم شيء، ويفضل السعوديون (85%) هذه الناحية أكثر من أية جنسية أخرى.

ويفضل معظم المستهلكين في منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا (80%) شراء منزل خاص أكثر من شراء سيارة، وكان هناك إجماع في سبع أسواق حول هذه النقطة. ولكن لابد من الإشارة إلى أن تفضيل شراء السيارة على المنزل أكثر أهمية بالنسبة للمصريين.

وبالنسبة لاتخاذ القرارات الاستثمارية في البيت اظهر المسح ان الإمارات العربية المتحدة تعتبر من الأسواق التي يغلب فيها القرار المشترك بين الزوج والزوجة. وفي مصر تعتبر التصنيفات الثلاثة أعلاه في درجة متساوية من الأهمية.

وحول القلق المالي قال 89% ممن شملتهم الدراسة أنهم قلقون حول المال بغض النظر عن درجة القلق الكبيرة (36%)، أو أحياناً (48%). وأظهرت الدراسة أن 11% منهم فقط لا يقلقون أبداً فيما يتعلق بالمال. وأظهرت الدراسة أن معظم الكويتيين (64%) و المستهلكين السعوديين (53%) يقلقون حول المال كثيراً، بينما يقول معظم المصريين (63%) واللبنانيين (67%) والمستهلكين في الامارات (69%) إنهم يقلقون حول المال أحياناً. وعند سؤالهم حول ما اذا كانوا يعتبرون الحياة المهنية أكثر أهمية بالنسبة اليهم من الحياة الشخصية، اختار (57%) من السعوديين الحياة المهنية، بينما اعتبر المصريون (67%) والمواطنون الاماراتيون (64%) الحياة الشخصية أكثر أهمية. أما الكويتيون واللبنانيون فكانوا منقسمين حول الموضوع. أما اقليمياً، فهناك نسبة مهمة تضع الحياة الشخصية (52%) في درجة تتقدم على الحياة المهنية (44%).

و كانت ردة الفعل المشتركة والأكثر شيوعاً عند ربح مفاجئ لمبلغ 200 ألف دولار أميركي هي إما الاحتفاظ بالمال للمستقبل (47%) أو إنفاقه على الضروريات الحياتية (46%). ومن ردود الفعل المشتركة إلى حد ما «إعطاء المبلغ للعائلة» (26%) و«شراء منتج فاخر» (26%). وهناك فروق مهمة بين الأسواق التي غطتها الدراسة: يفضل 70% من السعوديون توفير المبلغ للمستقبل، بينما يفضل 55% من المصريين و54% من اللبنانيين و48% من الاماراتيين صرف المبلغ على الضروريات.

وتم سؤال كل من شملتهم الدراسة عن كمية النقود لديهم وفي أين بلد يريدون قضاء فترة تقاعدهم وفيما كانوا يرغبون في العودة إلى أوطانهم لتمضية فترة تقاعدهم في منازلهم او في منازل أولادهم.

وقد أجاب معظمهم بأنهم يريدون تمضية تقاعدهم في أوطانهم. وكان المصريون (88%) والكويتيون (87%) والإماراتيون (81%) الأكثر تفضيلاً ودعماً لهذا الاختيار. بينما كان اللبنانيون (72%) والسعوديون (61%) اقل دعماً لهذه الفكرة بالرغم ان معظمهم أجابوا بأنهم يريدون تمضية فترة تقاعدهم في أوطانهم.

وبالنسبة لفكرة تمضية فترة التقاعد في منازلهم او منازل أولادهم، فقد أجابت الغالبية العظمى ممن شملتهم الدراسة في الكويت (99%) والسعودية (89%) ولبنان (89%) والغالبية في مصر (76%) بأنهم يريدون ان يقضوا فترة تقاعدهم في منازلهم الخاصة. ولم ترق فكرة العيش في منازل الأولاد بالنسبة للمتقاعدين للعديد منهم، في حين سجل المصريون (24%) اعلى نسبة لدعم هذه الفكرة.

وحول ما اذا جعلت التقنية حياتهم أفضل، كانت إجابات غالبية الذين تم استطلاع آرائهم في كل سوق بكلمة نعم وبنسبة (89%). والأمر اللافت للانتباه هنا أن الإجابة بكلمة نعم عن هذا السؤال كانت بنسبة (79%) في مصر، بينما تعتقد نسبة (21%) منهم أن التقنية لم تجعل حياتهم أفضل.