أوبك: اجتماع بيروت قد يبحث وقف العمل بالحصص ووزير الطاقة الأميركي يتوقع زيادة إنتاج النفط من دول أخرى

TT

قال مسؤول بمنظمة أوبك امس ان المنظمة قد تبحث امكانية وقف العمل مؤقتا بحصص الانتاج في الاجتماع الوزاري الذي تعقده في بيروت في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.

وقال المصدر انه رغم عدم تلقيه ما يفيد وجود مناقشة جادة لهذا الاحتمال فمن غير الممكن استبعاده لان معظم أعضاء أوبك يضخون النفط بأقصى طاقة ممكنة بالفعل. ومن جانبه قال وزير الطاقة الاميركي انه يتوقع ان ترفع دول اخرى من اوبك طاقة انتاجها من النفط اضافة الى السعودية. ويرى مراقبون ان فكرة بحث نظام الحصص سوف لن تحدث فرقا يذكر في الانتاج الفعلي لكنها ربما تحدث الاثر النفسي على الاسعار الذي تحدث عنه بورنومو يوسجيانتورو رئيس أوبك في جاكرتا اول من أمس.

كما ستعطي هذه الخطوة موافقة رسمية من المنظمة بأن تضخ السعودية المزيد من النفط من دون ان تتجاوز بشكل صارخ حصتها الانتاجية الجديدة المرتفعة.

وضغط الصحافيون على العديد من وزراء أوبك اثناء اجتماع في امستردام بين يومي 22 و24 مايو (ايار) الجاري بشأن ما اذا كانوا سيقبلون هذه الخطوة.

ولم يرد أحد بالايجاب لكن الاقتراح لم يستبعد.

واقترحت السعودية زيادة سقف الانتاج بما بين مليونين و2.5 مليون برميل يوميا أي ما بين ثمانية و11 بالمائة.

وترى تقديرات أن المنظمة تنتج بالفعل نحو 2.3 مليون برميل يوميا زيادة على سقف انتاجها الرسمي البالغ حاليا 23.5 مليون برميل يوميا ولم يعد لديها سوى القليل من الطاقة الانتاجية الاضافية باستثناء ما لدى السعودية.

وتعهدت السعودية بالفعل بزيادة انتاجها عن تسعة ملايين برميل يوميا على الاقل الشهر المقبل بزيادة قدرها نحو 700 الف برميل يوميا عن انتاجها الحالي.

وبفرض توزيع الزيادات على الانتاج بالتناسب مع الحصص الراهنة ستكون تسعة ملايين برميل أعلى بكثير من أي حصة قد تخصص للسعودية في اطار زيادة انتاج المنظمة بما بين مليونين و2.5 مليون برميل يوميا.

وتبلغ حصة السعودية الرسمية 7.638 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 32 بالمائة من انتاج اوبك. واذا وزعت الزيادات بالتناسب مع الحصص ستخصص للسعودية حصة تتراوح بين 8.29 و8.45 مليون برميل يوميا.

وعلى صعيد آخر قال سبنسر ابراهام وزير الطاقة الأميركي أمس ان بلاده ترى مؤشرات على أن الكويت والامارات العربية المتحدة العضوين في أوبك انضمتا لقائمة الدول المستعدة لزيادة انتاجها للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار النفط.

وأضاف «أعرب عدد من المنتجين عن استعدادهم لزيادة الانتاج منهم السعودية والكويت والامارات والمكسيك ونيجيريا». وتابع «ابلغني وزير النفط السعودي علي النعيمي شخصيا انهم زادوا الانتاج الى 9.1 مليون برميل يوميا في شحنات شهر يونيو وبمرور الوقت سيلبون الطلب على كامل طاقتهم الانتاجية البالغة 10.5 مليون برميل يوميا». ومضى يقول «تفاءلت كذلك للغاية بتصريحات رئيس أوبك أمس عن أن المنظمة تبحث اجراءات لزيادة انتاجها بمليوني برميل يوميا أو 2.3 بل وأكثر من 2.3 مليون برميل يوميا». واشاد ابراهام خلال زيارته لروسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد السعودية بخطط موسكو لزيادة طاقتها التصديرية.

وقال «أعتقد أن كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاربعاء التي دعا فيها لزيادة الطاقة الروسية لتصدير النفط واقرار طرق تصديرية جديدة تعد انباء طيبة للغاية لسوق الطاقة في الاجلين المتوسط والطويل». وانتقد بوتين المسؤولين لاستغراقهم شهورا أو حتى سنوات لاقرار خطط اقامة خطوط انابيب جديدة.

وبلغ الانتاج الروسي ذروته في عهد ما بعد الاتحاد السوفياتي عند مستوى 9.01 مليون برميل يوميا في ابريل (نيسان) الماضي لكن طاقة خطوط الانابيب على التصدير بلغت أقصاها عند مستوى أربعة ملايين برميل يوميا مما زاد المخاوف من ان يحد ذلك من نمو الانتاج.

وقال ابراهام انه من السابق لاوانه الحديث عن تباطؤ حتمي في نمو الانتاج اذا لم يتم اقامة خطوط أنابيب جديدة قبل نهاية هذا العقد.

وتابع أن أسعار النفط المرتفعة ستمكن روسيا من الاسراع بانشاء خطوط تصدير كبيرة منها خط أنابيب لميناء مورمانسك من شأنه زيادة صادرات النفط الروسي للولايات المتحدة عبر المحيط الاطلسي.

وأضاف كذلك أنه لا يعتقد أن الانتاج سيتراجع وسط خلاف بين الحكومة وشركة يوكوس النفطية الكبرى والذي يقول العديد من المحللين ان له دوافع سياسية.

وقال «لا أعتقد بشكل عام أن روسيا لن تسهم بالمزيد من الامدادات في الايام المقبلة». ورفض التعليق على يوكوس بالتحديد.

وقال ابراهام انه لا يعتزم لقاء مسؤولين من يوكوس لكنه سيجري محادثات مع مسؤولين من شركة الغاز الطبيعي جازبروم وشركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط الانابيب وشركة لوك أويل النفطية الخاصة المنافسة ليوكوس.

وتحاول لوك أويل احياء اتفاق على تطوير حقل غرب القرنة العراقي الضخم لكن ابراهام قال ان هذه المسألة ليست على جدول اعمال المحادثات.

ورفض اعطاء تقديرات عن كميات النفط الاضافية المطلوبة لمقابلة زيادة الطلب.

وقال «السوق تسير في الاتجاه الصحيح». وأضاف أنه متفائل بزيادة انتاج النفط العالمي والمخزونات العالمية عن مستوياتها قبل عام.