اكدت قطاعات سعودية عاملة في مجال المباني والمنشآت في القطاعين الحكومي والخاص ازدياد الطلب على اعمال العزل الحراري واتساع حجم مبيعات منتجاتها مسجلة نموا يصل الى اكثر من (20 في المائة) كونها اصبحت من اساسيات البناء والاعمار في منطقة الخليج عموما والسعودية بوجه خاص، والتي سجلت خلال العامين الماضين زيادة في المشاريع الصناعية والانشائية لتصل الى نحو (42) مليار دولار استقطع منها قطاع العوازل الحرارية نحو (10) مليارات دولار نظرا لطبيعة المنطقة الحارة وازدياد الوعي بما توفره عوامل العزل الحراري من تخفيض للطاقة والنفقات وحمايته للبيئة ومساهمته في ترشيد لضغط تواجهه شبكات الخدمات العامة وخاصة الطاقة الكهربائية، الامر الذي خفض الطاقة المستهلكة وتكاليفها الى (30 في المائة) من اجمالي الطاقة المطلوبة للمنشآت في حالة خلوها من ميزة العوازل.
وتجدر الاشارة الى ان الواح الاسبستو الضارة صحيا لم تعد تستخدم في السعودية نظرا للجهود الحكومية والوعي الاستهلاكي المتنامي ووجود البدائل الآمنة التي اصبحت الآن من اساسيات البناء المعتمدة في المملكة وترتبط بها الزاميا تراخيص البناء التي تصدر من قبل القطاعات الحكومية.
وذكر عبد الله قاطرجي مدير التسويق في شركة الفوزان لمواد البناء التي تستقطع حصة كبيرة في سوق مواد البناء بأن سوق العوازل الحرارية يشهد طلبا عاليا في السوق المحلي وهو في نمو متصاعد نظرا للاعتماد الكبير على هذه المنتجات لانها في عصرنا الحاضر اصبحت من ضروريات البناء المعتمدة ودخولها في عصب الانشاءات والمباني الصغيرة قبل الكبيرة، ولذلك سعت قطاعات استثمارية فاعلة في السوق الى الاهتمام بهذا اقطاع وهو ما سعت اليه ايضا مجموعة الفوزان التي تعتبر من اهم موزعي ومسوقي منتجات العزل الحراري، وخصصت لها فريقا تسويقيا وفنيا يقوم بالاهتمام بها توافقا مع الطلب الكبير في جميع انحاء البلاد. وقال قاطرجي ان من ابرز مواد العزل الحراري المستخدمة في السعودية (البولي ستايرن - والبولي يوريثين - الصوف الصخري - الصوف الزجاجي - البيرلايت) والتي تستخدم في عزل الجدران والاسقف لتخفيف الحرارة الداخلة والاحتفاظ بالحرارة او البرودة داخل المباني. واضاف «على ضوء اتساع وتنامي السوق فقد اصبح من الواضح اهمية اقامة صناعة محلية تدعم هذا النشاط حيث استثمرت العديد من البيوت الاستثمارية بالتعاون مع شركات عالمية لها خبرتها». وتعتبر ابرز المصانع السعودية ـ شركة ارنون للصناعات البلاستيكية, مصنع الديكور والبولي ستايرين, مصنع شركة الربيعة والنصار - الشركة العربية الكيماوية, شركة منتجات الغزل والتغليف, علمدار فابوثيرم, البابطين للبولي يورثين، وهذه المصانع وغيرها اصبحت لها سمعتها وقوتها في اسواق المنطقة وليس في السعودية، وان كانت هذه المصانع تحتاج الى دعم ومساندة من الحكومة من خلال حمايتها بفرض جمارك اكثر على المنتجات الخارجية او منح الصناعة المحلية افضلية اكثر، اضافة الى الاغراق الكبير من قبل منتجات خارجية شكلت وساعدت على قيام حرب ومنافسة في الاسعار بين المنتجين. وقال ان متوسط الاستهلاك لمواد العزل الحراري وصل الى سقف الـ( 30) مليون متر مربع لعام 2003 والاستهلاك في ازدياد، وان كان صاحبه زيادة في الاسعار الا ان زيادة الوعي بأهمية العزل لها الدور الاكبر في النمو.