تحد كبير لـ دي مونتيزيمولو على رأس فيات

TT

ربما لا يكون البعض قد فوجئ باختيار لوكا دي مونتيزيمولو، رئيس شركة فيراري الايطالية المتخصصة بصنع السيارات الرياضية الفائقة الفخامة والعالية الاداء، لرئاسة مجموعة فيات العملاقة المثقلة بالديون. فدي مونتيزيمولو ،56 سنة، من المقربين من أسرة آنيللي، مؤسسة فيات، وهو الرئيس الناجح لفيراري، أحد انجح المشاريع الصناعية والتسويقية التي اضطلعت فيات بها. ثم انه انتخب أخيراً لشغل منصب «رئيس ارباب العمل الايطاليين». وبالتالي فخلافة هذا الرجل الارستقراطي الأنيق أومبرتو آنييللي، عميد العائلة المتوفى في الأسبوع الفائت، مسألة شبه طبيعية.

مع هذا، تنتظر دي مونتيزيمولو فترة انتقالية لن تخلو من قرارات صعبة. فحجم مشاكل فيات المالية لا يقاس بما كان عليه التعامل معه في فيراري. ثم ان عليه ان يمهد الطريق بعناية وروية أمام جون ايلكان،28 سنة، الشاب الذي يعتبر «الوريث الشرعي» لعائلة أنييللي ومجموعة فيات. وحقاً عين ايلكان في الأسبوع الماضي نائبا لرئيس الشركة، ممثلا العائلة المؤسسة. وتجدر الاشارة الى ان ايلكان هو حفيد البارون جيوفاني آنيللي رئيس مجموعة فيات لأكثر من خمسين سنة، الذي توفي في يناير (كانون الثاني) 2003، وخلفه يومها شقيقه الأصغر أومبرتو. ويمثل ايلكان الجيل الخامس من اسرة انييللي التي اسس جده الملقب بـ«المحامي» مجموعة فيات عام 1899، وتحت اشراف الأسرة صارت فيات (وتشكل أحرف اسمها الأحرف الأولى من كلمات «المصنع الإيطالي للسيارات في تورينو»). وحالياً تملك الأسرة 30% من أسهم المجموعة.

* العلاقة مع مارشيوني

* من جهة ثانية، سيكون على دي مونتيزيمولو بناء علاقة تعاون مثمر مع سيرجيو مارشيوني ،52 سنة، المدير التنفيذي الجديد للمجموعة، الذي اختير لشغل المنصب خلفاً لجيوزيبي مورشيو. وما يقال ان كلاً من الرئيس الجديد والمدير التنفيذي الجديد من ذوي الشخصيات القوية التي لا ترضى بأنصاف الحلول. وما تحتاجه فيات الآن بالفعل هو حلول ناجعة وجذرية.

فهي ـ وخصوصاً قسم السيارات فيها (وهو أكبر أقسامها) ـ تعاني من تراجع في حصتها من السوق حتى في معقلها إيطاليا، حيث كانت حتى الماضي تهيمن على السوق المحلية بثقة. وتحت المديونية الثقيلة والخسائر المتراكمة اضطرت لاجراء خفض في عمالتها بلغ 8 آلاف وظيفة.

دي مونتيزيمولو أكد عشية توليه رئاسة فيات امام ممثلي المصارف الايطاليين التزامه بخطط اعادة بناء المجموعة وقسم السيارات مطمئناً السوق بعدما اهتزت اسهمها يوم الاثنين الماضي قبل بروز اسمه كرئيس محتمل. كذلك يرى من يعرفون مارشيوني، الآتي الى فيات من شركة «اس جي اس» السويسرية المتخصصة بتصنيع الانظمة الاستكشافية، انه على جانب من الكفاءة والحزم، وخبير بانقاذ المؤسسات التي تعاني من متاعب ثقيلة.

للتذكير سجلت مجموعة فيات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2004 خسارة بلغت 158 مليون يورو (187 مليون دولار).