تراجع الدولار مقتربا من أدنى مستوياته في شهرين التي بلغها أخيرا امام اليورو وأقلها في ثلاثة أشهر امام الفرنك السويسري امس مع تأهب الاسواق لمواجهة احتمال تضرر الاقتصاد الأميركي من ارتفاع تكلفة الوقود. ويقبل المستثمرون على بيع الدولار منذ اواخر مايو (ايار) بعد صعود اسعار النفط العالمية الى أعلى مستوياتها في اكثر من عقدين وسط مخاوف من تباطؤ الاستثمار وانفاق المستهلكين في الولايات المتحدة. ومن شأن هذا ان يؤخر رفع اسعار الفائدة الأميركية. وفي حين قد تتضرر اوروبا وآسيا ايضا من جراء ارتفاع تكلفة الطاقة يرى كثير من المستثمرين ان العملات الاقليمية مثل اليورو والفرنك السويسري رهان جيد لانها اقل تأثرا بدورات النمو العالمية. وهبط الدولار خلال يوم امس 0.20 بالمائة عن الفتح وبلغ 1.2265 دولار لليورو. كما انخفض الدولار 0.22 بالمائة امام الفرنك السويسري الى 1.2443 فرنك. وظل الجنيه الاسترليني قرب أعلى مستوياته منذ أكثر من شهر مقابل اليورو الاوروبي وارتفع أمام الدولار الأميركي لاعلى مستوى منذ شهرين بفضل توقعات برفع أسعار الفائدة البريطانية. وأدت بيانات تدعو للتفاؤل صدرت اول من أمس عن قطاعي مبيعات التجزئة والصناعات التحويلية الى زيادة فرص صدور قرار من بنك انجلترا المركزي برفع أسعار الفائدة البريطانية عن مستوى 4.25 في المائة قريبا مما دعم الجنيه الاسترليني. وبلغ سعر الجنيه الاسترليني 1.8470 دولار بعد صعوده الى 1.8486 دولار في وقت سابق امس مستفيدا من الضعف العام الذي اعترى الدولار. واستقرت العملة البريطانية عند 66.41 بنس مقابل اليورو الاوروبي بعد ارتفاعها الى 66.37 بنس يوم الاثنين الماضي مسجلة أعلى مستوى منذ شهر.
وقال متعاملون ان السوق ستراقب عن كثب نتائج اجتماع اوبك في بيروت اليوم الذي ينتظر ان تدرس فيه المنظمة زيادة حصص الانتاج لتهدئة اسعار النفط. الا ان وزير البترول السعودي علي النعيمي قال امس الاربعاء ان زيادة الانتاج قد لا تنجح في خفض اسعار النفط على الفور. لكنه أكد ان منشآت النفط في السعودية«آمنة تماما».
وفي اسواق الاسهم العالمية، ارتفعت أسعار الاسهم الاوروبية امس اذ غطت أنباء عن ارتفاع مبيعات شركة باير الالمانية للكيماويات والادوية على المخاوف من استمرار ارتفاع أسعار النفط الأميركية وبفضل ارتفاع محدود للاسهم الأميركية اول من أمس. وزادت أسهم باير بعد ان قالت الطبعة الالمانية من صحيفة «فاينانشال تايمز» ان مبيعات الشركة في أبريل (نيسان) الماضي ارتفعت بنسبة 4.3 في المائة عنها في الشهر نفسه من العام الماضي. وارتفع مؤشر يوروتوب 300 لاسهم أكبر 300 شركة في أوروبا 0.4 في المائة الى 982.6 نقطة بينما صعد مؤشر يوروستوكس 50 الاضيق نطاقا 0.5 في المائة الى 2727 نقطة. وارتفعت أسعار شركات النفط الكبرى بعد ان أعاد المحللون تقييم احتمالات الارباح في ضوء ارتفاع أسعار النفط. زاد سهم رويال داتش شل 0.7 في المائة الى 41 يورو وسهم شل في السوق البريطانية 0.8 في المائة الى 379.5 بنس.
وفي طوكيو، أغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض بعد ان أثر ارتفاع اسعار النفط على أسهم بعض المصدرين في حين أدى هبوط سهم «يو.اف.جيه هولدنجز» الى موجة بيع لاسهم القطاع المصرفي اجمالا. وهبط سهم «يو.اف.جيه» وهو الخاسر الوحيد بين البنوك الاربعة الكبرى في اليابان لسابع جلسة على التوالي امس بعد ان رفعت مؤسسة جولدمان ساكس البنك من قائمتها للاستثمارات المفضلة. والقت الانباء بمزيد من الظلال القاتمة على السوق التي تضررت بالفعل من جراء ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية والمخاوف من رفع اسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وهبط مؤشر نيكاي القياسي 0.48 بالمائة ليغلق على 11242.34 نقطة في حين فقد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.65 بالمائة وأنهى اليوم على 1136.87 نقطة.
وفي نيويورك، ارتفعت الاسهم الأميركية في بداية المعاملات في وول ستريت امس وسط توقعات باعلان نتائج جيدة عن سوق العمل ونمو الوظائف في تقرير شهري يصدر يوم الجمعة مما خفف من حدة المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط. وعقب الفتح ارتفع مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 24.20 نقطة أي بنسبة 0.24 في المائة الى 10226.85 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز الذي يضم أسهم 500 مؤسسة أميركية 1.86 نقطة بنسبة 0.17 في المائة الى 1123.06 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التقنية 5.02 نقطة بنسبة 0.25 في المائة الى 1995.79 نقطة.