أوبك تتفق على زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميا مطلع يوليو و500 ألف إضافية في أغسطس المقبل

أسعار النفط تتراجع بعد اتفاق بيروت والخام الأميركي دون 40 دولارا

TT

لندن: «الشرق الأوسط» والوكالات: أعلن وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية أمس في بيروت ان منظمة أوبك ستزيد سقف انتاجها بواقع مليوني برميل يوميا في الاول من يوليو (تموز) ونصف مليون برميل يوميا اضافية في الاول من اغسطس (اب).

وقال العطية للصحافيين: «قررنا زيادة سقف الانتاج بمليوني برميل يوميا في الاول من يوليو، ونصف مليون برميل يوميا اضافية في الاول من اغسطس». من جانبه، أكد وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل هذا الاعلان. وقال للصحافيين «في الاول ستكون الزيادة بواقع مليوني برميل في اليوم، ونصف مليون برميل في اليوم اضافية بعد شهر». واضاف خليل «ان سلة الاسعار لن تخضع للمناقشة قبل سبتمبر. ولم تخضع للنقاش هذه المرة ايضا». في الوقت نفسه، قال بيجان زنكنة وزير النفط الايراني أمس ان اوبك قد تلغي زيادة اضافية حجمها 500 الف برميل يوميا في اغسطس اذا هبطت اسعار النفط بشدة في يوليو. وقال الوزير الايراني انه يعتقد ان الدول المستهلكة ستشعر بارتياح للنطاق السعري الاعلى الذي تحبذه ايران لسلة نفوط اوبك عندما يتراوح بين 28 و34 دولارا للبرميل مقارنة مع النطاق الحالي بين 22 و28 دولارا للبرميل.

وعلى صعيد أسعار النفط العالمية تراجع برنت 60 سنتا الى 36.26 دولار للبرميل بينما هبط الخام الاميركي 96 سنتا الى 39 دولارا للبرميل. ورحبت واشنطن بقرار اوبك، وقالت كلير بوكان الناطقة باسم البيت الابيض ان هذه الخطوة محل ترحيب.

وأكد بورنومو يوسجيانتورو رئيس منظمة أوبك أمس ان المنظمة تبذل قصارى جهدها لدفع اسعار النفط للانخفاض. وقال بورنومو وزير نفط اندونيسيا: «نحن نبذل كل ما هو ممكن للعودة الى أسعار معقولة للنفط».

وكان الوزير الاندونيسي يتحدث قبل الجلسة الرسمية لأوبك بعد جلسة سابقة اتفق فيها الوزراء على زيادة الانتاج مليوني برميل يوميا بدءا من أول يوليو. وقال بورنومو «نحن قلقون للغاية بشأن أسعار النفط المرتفعة وأثرها المحتمل على الاقتصاد العالمي. في الوقت الحالي نحن نشجع دولنا الاعضاء على العمل على تحقيق استقرار سوق النفط». وأضاف في الاجتماع: «لن نقف موقف النعامة وندفن رؤوسنا في الرمال».

من جانب آخر، أوضحت التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي الاوروبي أن المتوسط المتوقع لأسعار النفط في العام الجاري يبلغ 60.34 دولار بما يمثل ارتفاعا عن التوقعات السابقة التي صدرت في ديسمبر الماضي.

وبلغ المتوسط المتوقع للاسعار في العام المقبل 80.31 دولار للبرميل. وكانت التوقعات السابقة للبنك المركزي الاوروبي تشير الى انخفاض النفط الى 50.24 دولار للبرميل في عام 2005 من 28.50 دولار في عام 2003 . وأشارت التوقعات الى أن أسعار السلع الاولية غير النفطية سترتفع نسبة 18 في المائة هذا العام وتستقر في العام المقبل. وافترضت التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي الاوروبي أن سعر صرف ليورو الاوروبي سيبلغ 1.19 دولار في العام المقبل. من جهة اخرى، أبدى لبنان ترحيبه لأن تكون بيروت مقراً دائماً لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) بدلاً من فيينا، كما تمنى ذلك رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في تصريح له امس. وقال خلال تفقده المركز الاعلامي المستحدث لتغطية أعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي لاوبك، «ان لبنان مستعد لتقديم كل التسهيلات اللازمة لتحقيق هذه الخطوة»، وقال: «ان هذا الحدث مهم جداً بالنسبة الى لبنان لأنه يعطي اشارة قوية الى انه عاد ليلعب دوره في المنطقة». وأمل في نجاح المؤتمر في خفض اسعار النفط العالمية «لأن ذلك سينعكس على اقتصادنا من دون ادنى شك. وانا اعتقد شخصياً انه ليس هناك سبب حقيقي لارتفاع الاسعار الى هذا الحد».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال وزير النفط السوري ابراهيم حداد: «ان ارتفاع اسعار النفط الحالي يعود الى عاملين رئيسيين: سياسي ومالي. والعامل السياسي هو الطاغي الآن، فيما العامل المالي مكمل».

من جانبه، قال المستشار الالماني غيرهارد شرودر أمس انه يتوقع أن ترفع اوبك انتاج النفط لدفع الاسعار نحو الانخفاض. وقال شرودر على هامش مؤتمر دولي عن مصادر الطاقة المتجددة في بون «نتوقع ان ترفع اوبك حصص الانتاج بطريقة يكون لها تأثير ايجابي على سعر النفط».

وذكر ان زعماء مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبري سيبحثون المسألة في اجتماعهم الاسبوع المقبل في الولايات المتحدة وان من المهم بحث كيفية التحرك على جانب الطلب. وقال شرودر «ان سعر النفط المرتفع يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي». وتغيب وزير النفط العراقي ثامر غضبان عن الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الذي عقد في بيروت أمس. وقال عاصم جهاد المستشار الاعلامي لوزارة النفط العراقية لـ «فرانس برس» ان وزير النفط العراقي لم يتمكن من حضور الاجتماع الرامي الى التوصل الى قرار بشان إعادة الهدوء الى الاسواق النفطية.

واوضح ان سبب عدم حضور الوزير هو انعقاد الاجتماع الوزاري في الوقت الذي جرت فيه عملية تغيير وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم بالوزير الجديد ثامر غضبان.

واوضح جهاد ان شمخي فرج حويط، المدير التنفيذي لشركة تسويق النفط العراقية «سومو»، حضر المؤتمر على رأس وفد وزاري رفيع المستوى. والعراق مستبعد من نظام الحصص الانتاجية منذ غزوه الكويت في 1990 للسماح له بتعويض الخسائر التي مني بها خلال الحربين السابقتين والعقوبات التي فرضتها عليه الامم المتحدة في الماضي.