شركة سعودية تخصص 5.3 مليون دولار للتدريب سنويا وتتفنن في ابتكار طرق إدارية جديدة

TT

تتجه الشركات السعودية إلى تخصيص مبالغ ضخمة من ميزانياتها السنوية لتطوير قدرات الكوادر البشرية المنظمة إليها حديثا أو لعناصرها العاملة خاصة مع توجه الحكومة السعودية الجاد نحو سعودة الوظائف وإحلال السعوديين في بعض الوظائف إجباري في خطوة لملء نسبة السعودة المحددة سنويا. واتجهت شركة سعودية مؤخرا لتخصيص مبلغ 20 مليون ريال (5.3 مليون دولار) للتدريب سنويا في إطار سعيها نحو تثبيت المفاهيم الإدارية المتقدمة التي استحدثتها وطورتها في مجال التدريب وتطوير القدرات العامة والفردية للموظفين التي ستنعكس على سياسة العمل إيجابا.

وأوضح أحمد عبدا لكريم مدير الموارد البشرية بشركة المنتجات الحديثة في برنامج أعدته شركته وأقيم مؤخراً حول برامج السعودة شملت تدريب وتطوير مهارات 36 موظفاً سعودياً جديداً تحت إشراف 15 مدرباً، ضرورة التمسك بمبادئ والأسس التدريبية الفنية والإدارية التي ترتكز عليها الشركات الناجحة مشيرا إلى أهمية أن تغرس تلك الأسس في موظفيها وتقديمها في قالب علمي عملي إطاره الترفيه والمرح. وشدد عبد الكريم على ضرورة إقامة برامج مقننة للتدريب في جميع القطاعات ولو مرة كل سنة على غرار معسكرات التدريب التي يتم فيها البقاء داخل معسكر لمدة ليلتين كاملتين يبتعد فيها الموظف عن أجواء العمل والارتباطات الاجتماعية بهدف البعد عن جميع المؤثرات الخارجية والتفرغ الكامل للاستفادة من مواد وفعاليات برنامج التدريب. وزاد عبد الكريم: تخيلوا حالة الموظف الجديد الذي يأتي في أول أيام التدريب وفي تصوره مجموعة من القاعات يحاضر فيها مجموعة من الخبراء وقادة الشركة، أقول لكم أن تتخيلوا واقعه وهو يرى نفسه في أول ليلة، وبمجرد وصوله إلى الأكاديمية، يعمل على تهيئة فراشه ويشارك مجموعة من زملائه بطهي العشاء، ثم غسيل الأطباق وأوعية الطبخ باستخدام منتجات الشركة.

وبين عبد الكريم أن شركته تعمد لسياسة جديدة في عملية التدريب إذ تبتكر طرقا جديدة أسهمت في رفع إمكانيات ونفسيات العاملين مشيرا إلى أن الأمور التي قد لا يتوقعها الموظف الجديد هي في الأصل إحدى ابتكارات شركة المنتجات الحديثة وهي لا تخلو من الطرافة والتشويق في تفاصيلها.

وضرب عبد الكريم مثلا بإحدى المجموعات التي كانت تضم عدداً لا بأس به من المدربين من كبار مدراء الشركة تحت قيادة موظف في يومه الثاني فقط داخل الشركة موضحا أن الأصل تحمل هذه الفقرات والفعاليات رسائل هادفة هي أبعد عمقاً مما قد يتخيله الكثير. واستطرد العبد الكريم بقوله إن من أكبر المعوقات التي يواجهها الموظف الجديد هي عملية التأقلم مع أجواء العمل والانخراط فيه مشددا على أهمية القيام بفكرة برامج لإزالة الحواجز النفسية بين الموظف الجديد ورؤساءه من كبار موظفي الشركة بالعمل داخل فرق عمل متجانسة تتيح للجميع فرصة الابداع وإبراز المهارات الفردية. وحول أنواع التدريب أوضح أن أنواع التدريب تنقسم إلى ثلاثة أجزاء الأول هو التدريب على رأس العمل وهو يعد الركيزة الأساسية للتدريب في الشركة وهو من الأهمية بحيث أن 50 في المائة من تقييم مدير أي إدارة يأتي من مدى تطور فريق عمله وتدريبه لهم. أما النوع الثاني فهو التدريب المركز خارج العمل سواء داخل المملكة أو خارجها وفيها يستفيد الموظف من اكتساب خبرات ومعارف جديدة. أخيراً يأتي النوع الثالث وهو التدريب الإلكتروني على مدى 24 ساعة وهذا النوع يتميز بحل مشكلة تغير مستوى الجودة بين المدربين ويعمل على الحفاظ عليها في مستويات ثابتة.