أسعار النفط تواصل تراجعها بعد قرار «أوبك» والبيانات الإيجابية للمخزون الأميركي

شحنات البترول في منطقة الخليج تبلغ مستوى قياسيا والحجز على الناقلات يرتفع

TT

تراجعت أسعار خام برنت مزيج القياس الاوروبي في بورصة البترول الدولية والخام الاميركي في سوق نايمكس أمس مواصلة انخفاضها في الجلسة السابقة بعد صدور بيانات أعطت صورة ايجابية عن مخزونات النفط في الولايات المتحدة وقرار «أوبك» زيادة انتاجها.

وانخفض سعر برنت في عقود يوليو (تموز)57 سنتا الى 35.83 دولار للبرميل بعد انخفاضه 46 سنتا أول من أمس. وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف 53 سنتا الى 38.75 دولار للبرميل في التعاملات الالكترونية على شبكة اكسيس.

من جانب اخر قال محلل بارز لشحنات النفط امس، ان شحنات الدول الاحدى عشرة الاعضاء في أوبك على ناقلات حجزت في السوق الفورية، ارتفعت الى مستوى قياسي في الاسبوع الاخير من مايو )ايار)، في انعكاس مباشر لتعهد السعودية بضخ المزيد من النفط للاسواق العالمية. وقال روي ميسون من شركة «أويل موفمنتس» الاستشارية ان حجوزات ناقلات النفط ارتفعت الى 26 مليون برميل يوميا في الاسبوع من 22 الى 29 مايو بزيادة عشرة ملايين عن الاسبوع السابق. وبلغ حجم الشحنات التي تم حجز ناقلات لها من السوق الفورية وبخاصة من الدول الاعضاء في أوبك في منطقة الخليج، مستوى قياسيا بلغ 20 مليون برميل يوميا في الاسبوع بارتفاع 12 مليون برميل. وقال ميسون «هذا يعني شيئا واحدا فقط هو ان المزيد من النفط السعودي ينقل. وأغلبه يتجه شرقا كما هو متوقع». وأشار الى انه كان من المتوقع أن يشهد الربع الثاني من العام الذي تنخفض فيه الشحنات موسميا انخفاضا في حجم الشحنات، لكن قرار الرياض ضخ المزيد من النفط غير الاتجاه. وأضاف «عندما تستكمل البيانات سيرتفع انتاج أوبك في الربع الثاني بدلا من أن ينخفض كما هو متوقع».

وتصدر السعودية نفطها باستخدام اسطولها الضخم من الناقلات وبعض الناقلات التي تستأجرها من السوق الفورية. لكن قسما كبيرا يباع كذلك بنظام التسليم على ظهر المركب «فوب»، مما يدفع العديد من شركات النفط الدولية للاقبال على حجز ناقلات في السوق الفورية لنقل الكميات الاضافية التي وعدت بها الى مصافيها.

وتعهدت السعودية بضخ ما بين 700 الف و800 ألف برميل يوميا اضافية في يونيو، قبل عشرة ايام فقط في امستردام، وانعكس هذا التعهد بوضوح في بيانات الشحنات.

وقال المتعاملون «ان التعاملات ستكون محدودة بعد اضطراب الاسعار في وقت سابق من هذا الاسبوع، حيث تحركت بمقدار دولارين صعودا وهبوطا خلال اليوم الواحد في الايام الثلاثة الماضية». وقال متعامل «بعد أوبك نعتقد أن السوق استوعبت بالفعل كل الانباء». واتفق وزراء أوبك في اجتماعهم أول من أمس على زيادة سقف الانتاج الرسمي بمقدار مليوني برميل يوميا أي بنسبة ثمانية في المائة اعتبارا من الاول من يوليو (تموز)، وزيادة الانتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا اضافية اعتبارا من الاول من أغسطس (اب). وقال المحللون ان هذه الخطوة جاءت أقل من المتوقع لكنها اشارت الى الالتزام خاصة من جانب السعودية بخفض الاسعار التي دفعت سعر برنت في العقود الاجلة للارتفاع بنسبة 20 في المائة حتى الان هذا العام لتسجل أعلى مستوياتها منذ 13 عاما. وفي حين لا يمثل الاتفاق زيادة حقيقية في الامدادات الفعلية، اذ ان اوبك تنتج بالفعل ما يزيد على سقف الانتاج الجديد تعهدت السعودية والامارات العربية بزيادة الامدادات بأكثر من مليون برميل يوميا في يونيو. الى ذلك رحب منتجون من أعضاء أوبك بأنهم سعداء بانخفاض أسعار النفط عن مستوى 40 دولارا للبرميل وتوقعوا أن تتراجع الاسعار بدرجة أكبر مع بدء تدفقات الزيادة في الانتاج.

وقال عبد الله العطية وزير النفط القطري «نأمل التوصل الى سعر معقول ومقبول ونعتقد ان سعر 28 دولارا للبرميل معقول بالنسبة للجميع». وكان يشير الى سعر سلة خامات أوبك الذي يبلغ حاليا أقل بقليل من 36 دولارا للبرميل. وقال شامخي فراج مندوب العراق الدائم لدى أوبك، هذه هي المرة الاولى التي ترغب فيها أوبك ان تنخفض الاسعار. وقال ادموند داوكورو رئيس وفد نيجيريا «عندما نحاول الوصول الى التوازن الصحيح يجب أن يتم ذلك على مراحل. ويجب أن نرقب الوضع في حال مثل هذه».