رئيسة المنتدى العربي للمرأة: المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي الحل الأمثل لحل مشكلة البطالة في العالم العربي

هيفاء الكيلاني لـ«الشرق الأوسط»: تقديم سيدات الأعمال العرب الناجحات إلى العالم الخارجي يساعد في تحسين صورة المرأة عالميا

TT

هيفاء الكيلاني، مؤسسة ورئيسة المنتدى العربي للمرأة، شخصية عربية ذات أبعاد متعددة، فهي فلسطينية المولد، ولبنانية الجنسية، وزوجة لأحد السفراء الاردنيين السابقين، درست وعاشت في لبنان وتخصصت في الاقتصاد الذي درسته في جامعة اكسفورد في بريطانيا. نشأت الكيلاني وهي تعي عبارات ما زالت ترددها حتى الآن أهمها «المرأة شريك الرجل في تنمية المجتمع»، وحتى بعد زواجها، واصلت هيفاء الكيلاني عملها الاجتماعي التطوعي في مجالات المرأة والطفل، وساعدها عمل زوجها الدبلوماسي في تكوين ومد جسور للتعاون مع غيرها من نساء الدول المختلفة، وعلى مدى 25 عاما هي فترة اقامتها في بريطانيا تزايد لديها الاحساس بغياب المرأة العربية عن خريطة المجتمع الدولي، وجهل ملايين الناس في أصقاع الأرض بأية معلومات عن المرأة العربية، ولهذا كان قرارها بإقامة المنتدى.

«الشرق الاوسط» التقت هيفاء الكيلاني قبيل انعقاد المؤتمر الثالث للمنتدى العربي للمرأة الذي تدور فعالياته في الفترة من 6 الى 9 يونيو (حزيران) الحالي بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بمشاركة 250 سيدة من مختلف الدول العربية، وعدد من دول اوروبا واليابان واستراليا والولايات المتحدة الاميركية.

* كيف بدأت فكرة المنتدى الدولي للمرأة وما الدور الذي يلعبه في النهوض بالمرأة العربية؟

ـ جاء تأسيس هذا المنتدى بعد 18 عاما من العمل التطوعي في شؤون المرأة في لندن، كنت رئيسة للاتحاد العالمي للمرأة في بريطانيا والذي يضم نحو 40 ألف عضو من مختلف أنحاء العالم وكنت أشعر عند رئاستي لهذا الاتحاد ان العالم لا يعرف سوى القليل جدا عن المرأة العربية حتى في مكان وبلد منفتح مثل لندن، فالغرب عنده فكرة خاطئة عن العالم العربي ولا يعرف أن به نساء متعلمات وحاصلات على أعلى شهادات ويعملن في مختلف المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية وكذلك الاجتماعية.

وكنا ننظم العديد من المؤتمرات وورش العمل كل عامين وأدعو بعض النماذج المشرفة للمرأة العربية في شتى المجالات حتى يتحدثن عن تجربتهن في العالم العربي في حضور نساء من العالم الغربي لمشاهدة تلك النماذج الناجحة ولرسم صورة حقيقية للمرأة العربية.

كذلك كنت أول امرأة عربية تتولى منصب نائب رئيس الاتحاد الاوروبي في بريطانيا وفي عام 1999 طلبت مني الحكومة البريطانية بصفتي إحدى المتطوعات في مجال المرأة التعريف بالمرأة العربية في بريطانيا والتعاون معهم ضمن برنامج اقتصادي تنظمه الحكومة البريطانية لمد جسور التعاون الاقتصادي بين سيدات أعمال عربيات وأخريات انجليزيات، وتم تنفيذ مؤتمرين الأول عام 1999 والثاني عام 2000 حول هذا الاطار وتم دعوة عدد من النساء يمثلن 14 دولة عربية وقابلن سيدات أعمال بريطانيات وتمت شراكة بينهن. وبعد هذين المؤتمرين اصبحت هناك حاجة للتواصل المستمر، فكانت فكرة انشاء المنتدى الذي هو في الاساس منظمة عربية دولية غير ربحية تهدف لتحسين صورة المرأة العربية لدى الغرب وعمل شراكة بينها وبين الغرب وبناء جسر اقتصادي متواصل واطار يشمل المرأة في باقي القطاعات.

ونحن أول مؤسسة رائدة حتى الآن تهدف لربط المرأة العربية بالعالم الغربي ويساعدني في عمل هذا المنتدى مجلس أمناء يتكون من 16 عضوا.

* هل تأتي مشاركة عدد من النساء من أوروبا واميركا في المنتدى تماشيا مع الخطط التي تنادي بالاصلاح في العالم العربي ويدعو لها الغرب؟

ـ نحن تأسسنا كمنتدى قبل أن ينادي الغرب بوضع خطط للاصلاح خاصة بالمرأة ومن خلال عملي التطوعي الذي ذكرته كنت أتابع وضع المرأة العربية سواء في بلدانها أو التي تعيش في المجتمع الغربي منذ 18 عاما. والمنتدى تأسس منذ 4 سنوات وكما قلت بهدف عمل شبكة نسائية عربية بالأساس تمتد الجسور بينها وبين نساء العالم لتبادل الخبرات مع الغرب والاستفادة من تجاربهم في مجال الأعمال والاقتصاد وحتى على مستوى العمل الاجتماعي، فالمجتمعات الغربية حافلة بالشبكات المليئة بالرجال سواء غرف تجارية أو صناعية أو مؤسسات مصرفية واتحادات ونقابات، وهذه كلها مؤسسات تساعد في دفع عجلة التنمية في المجتمع بأكمله و99 بالمائة من هذه المؤسسات من الرجال ومن الهام جدا تواجد شبكة نسائية تساعد في دفع عجلة التنمية والمشاركة السياسية، لذلك تواجد مثل هذا المنتدى لدعم قدرة المرأة على مواجهة التحديات التي تواجهها ومنحها الفرصة للاستفادة من الخبرات الأخرى، وخلق نماذج يحتذى بها في المجتمع العربي.

ونحن كمنتدى تأسسنا بناء على قاعدتين الأولى هي الاستفادة من طاقات نصف المجتمع الذي تمثله المرأة لانه لا توجد تنمية في أي مجتمع نصف طاقته معطلة والقاعدة الثانية هي تنمية ودعم مشاركة المرأة في عصر المعلوماتية والانفتاح الذي جعل العالم كله قرية صغيرة، وحتى المرأة في العالم الغربي مازالت بحاجة الى الحصول على حقوق أكثر.

* هل وجود المركز الرئيسي للمنتدى في مدينة لندن مقصود أم جاء هذا بحكم ظروف اقامتك ببريطانيا؟

ـ كما قلت سابقا ان فكرة تأسيس هذا المنتدى هي فكرتي وجاءتني بحكم عملي التطوعي في شؤون المرأة على مدى 18 عاما في بريطانيا، وبحكم اقامتي الدائمة هناك لذلك تم عمل المركز الرئيسي له في لندن ليأخذ الطابع الدولي وله أعضاء في حوالي 40 دولة منهم 22 دولة عربية ولقاءات المنتدى تتحرك بين العواصم العربية والدولية كافة.

كما نتعاون مع الحكومات العربية ليس فقط على مستوى سيدات المجتمع والاعمال انما على مستوى السيدات الأول في العالم العربي. فعلى سبيل المثال لنا علاقة جيدة بالسيدة سوزان مبارك والملكة رانيا ونحترم عملهما ودعمهما للمرأة العربية ونعتبر استضافة جامعة الدول العربية للمنتدى خطوة هامة جدا بالنسبة لنا وتعاونا مثمرا كما نتعاون مع عدة منظمات عربية ودولية منها منظمة العمل العربية والأمم المتحدة والاسكوا في بيروت والمفوضية الاوروبية والمنتدى الاقتصادي العالمي.

أيضا شاركنا مع الاتحاد الاوروبي والمركز البريطاني في مؤتمر في بروكسل في المفوضية الأوروبية تحت عنوان «الحضارة الأوروبية والاسلامية وتمكين المرأة». ودعا المنتدى عددا من الشخصيات النسائية العربية والاوروبية لعمل حوار وتبادل ثقافات في مختلف المجالات ومقارنة تحديات المرأة في العالم الاسلامي بنظيرتها في العالم الأوروبي.

* وماذا عن دور المنتدى في التصدي للبطالة التي ستصل في العالم العربي عام 2013 الى 20 مليونا؟

ـ هذه المشكلة لن يتم حلها إلا من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم لانها تحتاج أموالا طائلة ويوجد بنوك من الممكن أن تساهم في هذه المشاريع نظرا لعوامل الأمان المتوافرة بها كذلك توفير مثل هذه المشاريع لفرص عمل كثيرة ولا يلزم أن يكون العاملون بها من حملة الشهادات العالية ويكفي التدريب الجيد حتى يستطيعوا العمل بنجاح في هذه المشاريع لكن تأسيس أي مشروع تجاري كبير أو صغير الحجم يحتاج الى عامل الأمان بمعنى الهدوء السياسي.

وتعود أهمية تلك المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم لخلق الطبقة المتوسطة في المجتمع التي كادت ان تختفي من عالمنا العربي رغم انها أساس التوازن في أي مجتمع.

وهناك مقولة هامة جدا في العصر الحديث الذي نعيشه هو انه لا توجد تنمية بدون شراكة بين القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني وللمرأة دور فعال في تلك الشراكة.

* ما هي الانجازات التي حققها المنتدى منذ انشائه وما الخطة المستقبلية له؟

ـ منذ انشاء المنتدى ونحن نعمل علي التعريف بالمرأة العربية ومد الجسور بينها وبين المجتمع الدولي بالاضافة الى بناء القاعدة العامة للمنتدى التي تضم عددا من الشخصيات المرموقة في العالم لانهن يؤمن بهدف المنتدى ورسالته وأصبح هناك علاقة شراكة في كافة المجالات بين كثير من النساء المشاركات بالمنتدى وكذلك بين أطراف حكومية.

ونحن نعمل في المنتدى أيضا على التقريب بين الجاليات العربية المقيمة في المجتمع الغربي وأقمنا 4 لقاءات كان أولهم عام 2002 وتم دعوة السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس المصري وتم دعوة 70 امرأة قيادية في بريطانيا في مختلف المجالات، كذلك تم دعوة سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان لتتحدث عن تجربتها كامرأة في عالم الاعمال وتم دعوة 100 سيدة أعمال بريطانية ليستمعن لها وكانت المرة الأولى التي يشاهدن فيها نموذج امرأة عربية خليجية ناجحة مما يساعد في تحسين صورة المرأة.

وأخيرا كان اللقاء الثالث مع د. رجاء الخزاعي عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي واستمع الحاضرون لأوضاع المرأة العراقية والظروف التي تمر بها.

وكان اللقاء الرابع بين أعضاء المنتدى اللاتي يمثلن 14 جالية عربية وبين المسؤولة عن التعيينات الرسمية في الحكومة البريطانية لاننا كجالية عربية بالرغم من قدرتنا والمساهمات في شتى المجالات في بريطانيا إلا انه لا يوجد لنا تمثيل في البرلمان البريطاني أو صوت داخل النظام السياسي البريطاني، لذلك كان هذا اللقاء بين نساء الجالية، وقريبا سيتم عمل لقاء موسع على مستوى نساء ورجال الجالية لمعرفة كيفية الالتحاق بالتعيينات الرسمية لانه من المهم والضروري ان يتم الاستماع الى احتياجاتنا ومطالبنا من الداخل، وأضافت: نحن نعتمد في كل أنشطتنا على دعم بعض المؤسسات العربية أو الدولية في تمويل جولاتنا في البلدان لاننا كمنظمة غير ربحية لا يمكنها الاعتماد على رسوم العضوية التي تعتبر زهيدة جدا لذلك يجب الاعتماد على هذه المنظمات حتى نتوسع في مد جسور التواصل وتحقيق أهدافنا، وهناك بعض الحكومات أو الشركات العالمية والعربية تطلب من المنتدى مساعدتها في تنفيذ بعض المشاريع على سبيل المثال في برنامج التدريب المهني ونعمل حاليا على هذا المشروع في إحدى الدول الخليجية وسيتم تدريب حوالي 50 سيدة أعمال ونحن الآن في مرحلة التحضير وسيبدأ البرنامج في شهر سبتمبر المقبل وسيستمر لمدة عام.

كما بدأنا في الاعداد لاصدار كتاب جديد عن «المرأة العربية في عالم الأعمال» باللغة الانجليزية وسيتم ترجمته الى العربية ويعتبر مشروعا عربيا دوليا وتم اختيار 18 نموذجا لامرأة عربية ناجحة يتم التحدث عنهن في الكتاب. لذلك بالنهاية أقول اننا كمؤسسة عربية دولية نعمل ولا نتحدث كثيرا وبدأ العمل أن يؤتي بثمار جيدة.

* هل تقتصر عضوية المنتدى على سيدات الأعمال أو السياسيات العربيات؟

ـ لا، فلدينا أعضاء لهن اهتمامات أدبية وسنشارك في معرض الكتاب الدولي بفرانكفورت الذي سيقام في اكتوبر المقبل بناء على طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وسندعو حوالي 90 مبدعة في شتى المجالات الثقافية للمشاركة في الجناح العربي كضيف شرف لهذه الدورة باعتبار ان المرأة أيضا تمثل شريكا أساسيا في المجتمع العربي المثقف.

* هل كان انشاء مركز للمؤتمرات نتيجة تأكدكم من الاقبال الكثيف على اقامة المؤتمرات في منطقة البحر الميت؟

ـ نعم، وسيكون للمركز ادارة خاصة ستعمل على تسويق منطقة البحر الميت كمنطقة عالمية للمؤتمرات. وهناك مؤشرات ايجابية.

* يقال «رأس المال جبان» ومعالم المنطقة الغير واضحة تدفع بالكثير من المستثمرين للتردد في الاستثمار فيها. الى اي مدى من الممكن ان يكون الاردن بلدا آمنا لجذب الاستثمارات؟

ـ (ضاحكة) رأس المال ذكي وليس بجبان. لطالما اثر الوضع السياسي العام في المنطقة على الاردن. واذا استطعنا خلال الاشهر الماضية جذب اهتمام المستثمرين فذلك لشعورهم بالامان. بصراحة هناك اهتمام كبير من المستثمرين الخليجيين بالاردن.

* هذا يعني ان غالبية المستثمرين خليجيون. في أي المجالات تصب استثماراتهم ؟

ـ يهتم الخليجيون بنشاطات محددة كالمشاريع السياحية والمجمعات التجارية. المالكون الرئيسيون لهذه المشاريع هم من الخليجيين. هناك استثمارات خليجية ـ اردنية واخرى خليجية بالكامل، لا سيما ان قوانيننا تسمح بذلك حتى في ما يخص تملك الاراضي. ستنطلق مجموعة محمد الشايع الكويتية بالاستثمار في مجال الخدمات وسيكون لمجموعة الخرافي الكويتية استثمارات في الخدمات والسياحة والصناعة. تجدر الاشارة الى ان مجموعة الخرافي قامت بشراء شركة الهاتف الجوال «فاست لينك».

من ناحية اخرى شركة السلطاني الكويتية تنظر لعدد من المشاريع كما هناك زخم اماراتي في الاستثمار.

* هل المستثمرون الاردنيون مقيمون في الاردن ام من المغتربين؟ وبأية مشاريع يهتمون؟

ـ نسبة الاردنيين في الخارج ليست بالكبيرة عموما. التقيت مؤخرا بمجموعة من الاردنيين المقيمين في شيكاغو ونحضر اليوم لزيارة شيكاغو لعرض فرص الاستثمار في الاردن. كما وشيّد مبنى آخر في منطقة الكرسي احدى ضواحي عمان. تقوم بالمشروع شركة الموارد الاردنية وشركة سعودي ـ اوجيه ويمتد على مساحة 350 الف متر مربع. المخططات الاعمارية جاهزة وسينطلق العمل قريباً. الهدف من هذا المشروع تطوير هذه المنطقة الواقعة في وسط عمان لتصبح منطقة جذب سياحي. وسيضم المشروع مبنى لكلية تقنية المعلومات خاصا بالجامعة الاميركية في الاردن (المبنى الرئيسي يتم تشييده في العقبة) وبرجين بعلو 30 طابقاً للبرج الواحد وسيضمان مكاتب وفنادق ومحال تجارية، كما ستتضمن هذه المنطقة مقاهي ومطاعم ومركز تسوق وفنادق.

* هل يتم الطلب على المشاريع السكنية من قبل الاردنيين او غير الاردنيين؟ وعلى اي مستوى تأتي هذه المساكن؟

ـ يعود الطلب لأكثر من جهة ولمختلف المستويات، الطلب على المساكن يأتي من قبل الاردنيين المقيمين في الاردن وعدد كبير يعود للاردنيين الموجودين خارج المملكة. هناك مشاريع على مستوى عال من الفخامة واخرى تتوجه للطبقة المتوسطة اضافة الى مساكن شعبية، كما ان هناك مشاريع لوحدات سكنية خاصة بالمصطافين.

* وما هي المناطق التي تشهد حركة اعمارية؟

ـ تشهد منطقة عجلون الجبلية اهتماماً ملفتاً من قبل المستثمرين. كما ان هناك مشاريع على مستوى عال من الفخامة في عبدون ـ دير الغبار وأم اذنية. كما ان مدينتي الزرقاء واربد (خارج عمان) تشهدان حركة كبيرة في بناء مساكن لابناء الطبقة المتوسطة. من ناحية اخرى يتم شراء الاراضي في العقبة من قبل الافراد المقيمين خارج الاردن لبناء مساكن للإقامة المؤقتة. ما يلفت في المشاريع العقارية الاخيرة، بناء مساكن لعمال المصانع. اخيراً انشئ عدد كبير من المصانع التي تضم عمالة بالآلاف ما تطلب قيام مشاريع اسكانية بالقرب منها ومن المدن الصناعية. وهذا شيء جديد على الاردن لأن عدد العمالة في المصانع في الماضي كان بالمئات اما اليوم فبالآلاف.

* ما هي المشاريع السياحية التي يشهدها الاردن؟

ـ هناك الكثير من المشاريع المميزة، منها مشروع مدينة العاب عادت الحياة الاقتصادية للانتعاش. الوضع الاستثماري والتجاري والسياحي يشهد زخما كبيرا، كما ان الحركة التجارية مزدهرة، وذلك يعود لوضوح الوضع العام والتأكد من ان الاحداث لن تؤثر على الاردن وان الامور تجري داخل دولة معينة. سواء في ما يتعلق بالعراق او فلسطين. صحيح ان الوضع العراقي لم يتضح بعد، لكنه اصبح بمثابة شأن داخلي ولن يؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي الاردني. الصادرات الاردنية اليوم للعراق جيدة لكن ليس بنفس نسبة الماضي. كما اننا نصدر للعديد من الدول لا سيما الولايات المتحدة التي تحتل نسبة عالية من صادراتنا. الصادرات نابعة من قطاعات مختلفة اهمها قطاع المحيكات والالبسة، كما نصدر رخاما وغرانيت وزيت الزيتون. بلغت صادراتنا للولايات المتحدة في العام 2003، 660 مليون دولار بينما خلال حقبة التسعينات لم تكن تتعدى 10 ملايين دولار سنوياً.

وهذا بفضل اتفاقيات ابرمتها الحكومة الاردنية مع الولايات المتحدة وهي: اتفاقية التجارة الحرة واتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة. ومن المتوقع ان يبلغ حجم الصادرات للولايات المتحدة لهذا العام مليار دولار.

* ماذا تصدرون للعراق؟

ـ السوق كبير ويلزمه كل شيء، نصدر الصناعات الغذائية ومواد التنظيف والالعاب البسيطة للاطفال كما ان للإلكترونيات حصة كبيرة، اليوم تبلغ نسبة الصادرات للعراق حوالي 15%..

* اكثر ما يجذب المستثمرين قطاعا العقارات والسياحة نظراً لامانهما كون ازماتهما تبقى دورية. من موقعك اي قطاعات ترين انها المرغوبة اكثر؟ لاسيما ان الاردن قائم على السياحة؟

ـ هناك تنوع في الاستثمارات، في السابق كان التركيز ينصب على قطاع الخدمات اليوم يشهد قطاع العقارات نشاطاً وحركة ملفتة. هناك زخم في بناء العقارات السكنية والفيلات وقد نما هذا المجال بمعدل 30% عما كان عليه في السابق (خلال عام 2003) والحركة في السوق العقارية ليست نابعة فقط من نشاط المستثمر الاردني بل العربي ايضاً. هناك العديد من وفلسطين. كان لا بد من حوار مع المدير التنفيذي لمؤسسة تشجيع الاستثمار.

«الشرق الأوسط» التقت ريم بدران في مكتبها في المؤسسة، للوقوف على آخر المستجدات الاقتصادية، بدران تحدثت عن أبرز مشاريع «المؤسسة» لاسيما إطلاق «النافذة الاستثمارية» للترخيص للمشاريع بدون المرور بالبيروقراطية.

* اعلنت مؤسسة تشجيع الاستثمار خلال المنتدى الاقتصادي في البحر الميت عن «النافذة الاستثمارية» واهدافها؟

ـ يتم من خلال النافذة الاستثمارية اي من خلال موقع واحد في المؤسسة الترخيص وتسجيل مختلف المشاريع بشكل كامل خلال اسبوعين. وبذلك لن يكون المستثمر بحاجة للذهاب لاكثر من جهة لنيل ترخيص وتسجيل مشروعه. وذلك يقوم بتسهيل الاجراءات الى حد كبير وتقليص البيروقراطية. من خلال «النافذة» اختصرنا الوقت كثيراً.

* ما كان عائد المنتدى على الاردن؟

ـ ليس هناك مردود مباشر على الاقتصاد الاردني. اهميته تكمن بتصويب الانظار نحو الاردن وتحديداً على الساحتين السياسية والاقتصادية. كما انه اتاح الفرصة امام متخذي القرار لرؤية الاردن والتعرف على امكانيات الدول العربية ووجهات النظر في المنطقة في ما يخص الشأنين السياسي والاقتصادي. من ناحية اخرى فقد اتاح الفرصة امام المستثمرين للاطلاع على المجالات الاستثمارية والسياسات الحكومية. وقد تم الاعلان عن عدد من المبادرات الاقتصادية منها «اتفاقية الاردن وسنغافورة للتجارة الحرة» و«النافذة الاستثمارية» في مؤسسة تشجيع الاستثمار اضافة الى الاتفاقية ما بين شركة الموارد الاردنية واعمار الاماراتية.

* الاقتصاد والسياسة لا ينفصلان. منذ نهاية الحرب على العراق والاقتصاد الاردني في ازدهار مع انه كان هناك تخوف من تأثير الوضع العراقي على الاردن لا سيما في ظل ارتفاع نسبة الصادرات الاردنية الى العراق في عهد نظام صدام حسين. كيف تصفين الوضع الاقتصادي اليوم في ظل ما يجري في العراق. هل يلقي الوضع بظلاله على الاقتصاد؟

ـ قبل الحرب على العراق كان