«أوراسكوم تلكوم» المصرية تعتزم رفع استثماراتها في الجزائر لأكثر من 1.6 مليار دولار لمواجهة منافسة الشركات وتلبية احتياجات السوق المحلي

TT

تعتزم مجموعة «أوراسكوم تليكوم» التي يملكها رجل الأعمال المصري نجيب ساوريس، رفع قيمة استثماراتها في الجزائر، لبلوغ هدفين رئيسيين، أولهما تلبية حاجة السوق المحلية للهاتف الجوال المقدرة بحولي 10 ملايين طلب، وثانيهما الحفاظ على مكانة المجموعة كأول وأكبر مستثمر خاص في الجزائر.

ويضع مسؤولو المجموعة المصرية حاليا نصب أعينهم، المنافسة التي سيواجهونها بدخول مستثمر ثالث السوق الجزائرية، هو «الوطنية» الكويتية التي ستنطلق في استغلال قطاع الإتصالات إبتداء من الشهر القادم.

ويتسابق على تقديم خدمة الهاتف حاليا، كل من «الجزائرية للاتصالات» بواسطة فرعها «موبيليس» وأوراسكوم بواسطة مؤسستها التجارية «جيزي جي أس أم» لكن الفرق شاسع بين المتعاملين. فبينما سيصل عدد مشتركي في شبكة الهاتف الجوال بالنسبة للمستثمر المصري المليونين مع مطلع يوليو تموز المقبل، لم يتعد عدد زبائن موبيليس، 300 ألف.

ثم إن حجم إستثمار «أوارسكوم»، يعكس رغبتها في الذهاب أبعد مما كان يتوقعه خبراء الإتصالات في الجزائر، بشأن مواكبة الطلب المتعاظم على خدمة الهاتف.

وذكر مدير عام «أوراسكوم تليكوم في الجزائر اللبناني حسان قباني، في تصريحات ل «الشرق الأوسط» بمكتبه بالضاحية الشرقية للعاصمة، أن إجمالي الإستثمارات بلغ 1.6 مليار دولار منذ بداية تنفيذ رخصة الإستثمار في قطاع الإتصالات في فبرايرشباط 2002، علما أن «أوراسكوم» دفعت 737 مليون دولار نظير الحصول على الرخصة واستغلالها لمدة 15 سنة وقد سمحت قيمة الاستثمار، للشركة بالإرتقاء إلى مرتبة أول مستثمر خاص في البلاد، وبذلك زحزحت أوراسكوم أكبر المجموعات الصناعية عن الريادة، مثل «سيفتال» و«بلانكي» المختصين في الصناعات الغذائية وغيرهما.

وحازت «أوارسكوم» في الآونة الاخيرة على جائزة أفضل متعامل للهاتف الجوال بأفريقيا، في إطار مؤتمر نظمته «أفريكا تلكوم» بالعاصمة السنغالية داكار.

وقال حسان قباني عن تجربة «أوراسكوم» بعد أقل من سنة من توليه قيادتها «هدفنا أن يصبح الهاتف الجوال في متناول كل مواطن جزائري، وكان أكبر تحد لنا أن نثبت بأنه يمكن لمستثمر أجنبي أن يقتحم قطاعا كان حكرا على الدولة، وينجح في ذلك رغم كل الصعوبات التي وجدناها في بلد يخطو خطواته الأولى في الإنفتاح الإقتصادي».

مضيفا بأننا نعتقد أن الإنجاز الكبير الذي حققناه ينطلق من حقيقة هامة وهي قبل فبراير 2002 كان امتلاك هاتف جوال حلما، واليوم أصبح واقعا، وبعد سنتين فقط من النشاط نجحنا في تغطية الولايات الـ48 بالجزائر ما يعادل 78% من المناطق الآهلة بالسكان.

ويقدر قباني طلب السوق الجزائرية على الهاتف الجوال بـ10 ملايين، ويرى أنه بالإمكان امتصاص ثمانية ملايين طلب أسوة بعدد حاملي الهاتف الجوال في البلد المجاور المغرب.

ولبلوغ الهدف ستخفض أوراسكوم أسعار المكالمة داخل شبكة «جيزي» إلى مستوى خمسة دنانير جزائرية للدقيقة الواحدة (ما يعادل 0,07 دولار)، وستوسع شبكة التغطية عن طريق وضع عدد أكبر من مواقع الربط، وستضاعف عدد نقاط البيع، وكل ذلك يتطلب استثمارات إضافية يرفض مسؤولو أوراسكوم الكشف عن مقدارها الآن، لأن الأمر يتعلق بأسرار الشركة ولا ترغب، حسب قباني، في أن يطلع المنافس الجديد على أي شيء من استراتيجيتها الموضوعة على المدى القريب.