تصريحات المركزي الأميركي تدفع بالدولار إلى الصعود أمام العملات الأخرى والاسترليني يهبط متأثرا بنتائج انتخابات أوروبا

TT

دفعت التصريحات الصادرة عن بنك الاحتياط الفيدرالي (المركزي) الاميركي بشأن اسعار الفائدة امس، الى صعود الدولار امام العملات الاخرى بعد ان كان شهد تراجعا خلال الاسابيع الماضية، فقد ارتفع الدولار امس لأعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل اليورو والفرنك السويسري وأعلى مستوى في اسبوع مقابل الين، كما ان الاسترليني امس هبط لادنى مستوى في اسبوعين ونصف الاسبوع مقابل الدولار الأميركي متأثرا بصعود الدولار أمام العملات الرئيسية ومخاوف سياسية بعد الصفعة التي تلقاها رئيس الوزراء توني بلير في انتخابات البرلمان الاوروبي.

فيما عززت تصريحات مسؤول بمجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأميركي» الاعتقاد بان أسعار الفائدة الأميركية ربما تزيد بقوة هذا العام.

وتبلغ أسعار الفائدة في الولايات المتحدة 1 % وهو أدنى مستوى في 46 عاما، غير أن الاسواق تراهن على رفعها بمقدار ربع نقطة مئوية على الاقل في الاجتماع المقبل للمجلس في 30 يونيو (حزيران).

وارتفع الدولار قليلا خلال تعاملات امس ليصل الى 1.1985 دولار مقابل اليورو بعد أن قلص مكاسب صعدت به الى 1.1956 دولار لليورو وهو أعلى سعر منذ الرابع والعشرين من مايو (أيار).

وبعد أن ارتفع الدولار الى مستوى 111.05 ين وهو الاقوى منذ الرابع من يونيو الحالي، واصل ارتفاعه ليصل الى 111.25 ين. ويزيد احتمال رفع أسعار الفائدة على الودائع بالعملة الأميركية من اقبال المستثمرين الدوليين. ويصدر اليوم مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو الذي يتوقع أن يشير الى أن الاسعار ارتفعت بنسبة 0.4 في المائة اثر صعود بنسبة 0.2 في المائة في شهر ابريل.

ويقول بعض المحللين ان ارتفاع المؤشر الاساسي بنسبة 0.3 أو 0.4 في المائة سيدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي لرفع أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية.

وعلى صعيد البورصات العالمية تراجع مؤشر فاينانشال تايمز البريطاني لاسهم الشركات الكبرى الى ادنى مستوياته خلال تعاملات امس فاقدا اكثر من 1 في المائة مدفوعا نزولا بضعف اسهم البنوك والاتصالات وبتراجع بورصة نيويورك عند الفتح بعد عطلة نهاية اسبوع طويلة.

وتراجعت الاسهم الاميركية في بداية التعاملات ببورصة وول ستريت في نيويورك امس مع قلق المستثمرين بشأن التضخم قبل تقرير عن اسعار المستهلكين وبشأن حجم الزيادة المنتظرة في اسعار الفائدة الأميركية.

وفتح مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى منخفضا 45.14 نقطة بنسبة 0.43 في المائة الى 10360.13 نقطة.

وهبط مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا الذي يضم اسهم 500 شركة 5.02 نقطة بنسبة 0.44 في المائة الى 1131.45 نقطة.

وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التقنية المتطورة 15.44 نقطة بنسبة 0.77 في المائة الى 1984.43 نقطة.

وفي واشنطن اظهر تقرير للحكومة الأميركية امس ان الانفاق الاستهلاكي ما زال قويا وان مبيعات التجزئة زادت في مايو مدفوعة صعودا بارتفاع اسعار البنزين وزيادة مبيعات السيارات. وقالت وزارة التجارة ان مبيعات التجزئة زادت بمعدل اكبر من المتوقع نسبته 1.2 في المائة في مايو الى اجمالي معدل موسمي قدره 335.8 مليار دولار. واظهر التقرير ان مبيعات البنزين زادت بنسبة 0.4 في المائة في مايو مسجلة اكبر زيادة شهرية منذ فبراير(شباط) 2003. وزادت مبيعات السيارات وقطع غيارالسيارات بنسبة 2.7 في المائة. واشار التقرير الى ان العجز التجاري الاميركي زاد بشكل مفاجئ في ابريل ليسجل مستوى قياسيا عند 48.3 مليار دولار فيما ساعد الطلب القوي للمستهلكين وصعود أسعار النفط لاعلى مستوياتها في 21 عاما على بلوغ الواردات مستويات قياسية.

ويزيد العجز الشهري كثيرا عن تقديرات وول ستريت السابقة على صدور التقرير عند 45 مليار دولار. وارتفعت الواردات قليلا الى 142.3 مليار مقابل المستوى القياسي السابق المسجل في مارس(اذار) بينما تراجعت الصادرات الى 93.9 ملياردولار.

ويتوقع ان يؤثر العجز التجاري الاعلى على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة في الربع الثاني وربما يدفع الاقتصاديين لخفض توقعاتهم.

وقفز العجز في تجارة السلع الأميركية مع الصين نحو 15 في المائة في ابريل الى 12 مليار دولار. ويتوقع ان يسجل العجز التجاري مع الصين مستوى قياسيا جديدا في عام 2004 بعد أن بلغ 124 مليارا في العام الماضي.

كما ان اجمالي العجز التجاري الأميركي يتجه نحو تجاوز الرقم القياسي الذي سجله العام الماضي عند 496.5 مليار دولار. كمافتحت الاسهم الاوروبية على هبوط امس فيما يخشى المستثمرون أن يؤدي التضخم الى رفع كبير لاسعار الفائدة في الولايات المتحدة بينما هبط سهم شركة «ايه.بي.بي» الهندسية بعد كشف مشاكل كومبيوترية في وحدتها في ايطاليا.

وساعدت شركة اهولد الهولندية لمبيعات التجزئة على الحد من الخسائر، اذ صعد سهمها 2.1 في المائة الى 6.21 يورو بعد ان جاءت الايرادات الاساسية للربع الاول من العام أعلى من التوقعات. وانخفض مؤشر يوروتوب ـ 300 في بداية التعاملات بنسبة 0.1 في المائة ليصل الى 1002.5 نقطة بينما نزل مؤشر يورو ستوكس ـ 50 بنسبة 0.2 في المائة الى 2791.1 نقطة. وفي طوكيو تراجع مؤشر نيكاي عند اغلاق بورصة طوكيو للاوراق المالية اليوم الاثنين نتيجة هبوط أسهم شركات التقنية الآسيوية. وتراجع مؤشر نيكاي بنسبة 0.31 في المائة عند الاقفال ليصل الى 11491.66 نقطة بعد نزوله 0.42 في المائة يوم الجمعة. وكان المؤشر قد أغلق في جلسة التعامل السابقة على أعلى مستوى منذ سبعة أسابيع.

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.15 في المائة الى 1158.54 نقطة. وكان الانخفاض في السوق ككل محدودا نظرا لاقبال المستثمرين على شراء اصدارات شركات الالات والانشاء وغيرها من الشركات ذات الانتاج الموجه لتلبية الطلب المحلي، وذلك بعد أن صدرت الاسبوع الماضي بيانات قوية عن طلبيات الآلات مما عزز الآمال في انتعاش الاقتصاد الياباني.