«ميس»: ارتفاع الأسعار يؤثر بشكل أكبر على الدول النامية ولن يوقف تعافي الاقتصاد العالمي

رئيس «أوبك» يتوقع ارتفاعا جديدا في أسعار النفط ويدعو الدول غير الأعضاء إلى زيادة الإنتاج

TT

قال تقرير اقتصادي صدر امس ان ارتفاع اسعار النفط ربما يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي، الا انه من المستبعد ان يحيد تعافي الاقتصاد العالمي عن مساره. وذكرت نشرة «ميس» الاقتصادية التي تصدر من العاصمة القبرصية نيقوسيا ان هناك اجماعا بين خبراء النفط على انه رغم بعض التأثيرات السلبية لارتفاع اسعار النفط الحالية لكنها ما زالت لا تدعو الى القلق من تعافي الاقتصاد العالمي.

ونقل التقرير عن وكالة الطاقة الدولية بانها تتوقع انه في حال استمرار ارتفاع اسعار النفط بقيمة 10 دولارات للبرميل الواحد عن معدل سعر اوبك وهو 25 دولار للبرميل الواحد، اضافة الى عوامل اخرى، فان ذلك ربما يخفض الناتج الاجمالي العالمي بنسبة 0.5% على اقل تقدير. واشارت «ميس» الى انه مع ذلك فان التأثيرات على الدول المستوردة للنفط ليست متجانسة، مضيفة انه بسبب ارتفاع اسعار البترول فان دول منظمة التعاون الاوروبية ربما تخسر 0.4% من ناتجها الاقتصادي الاجمالي في السنة الاولى او الثانية، في حين ان الخسارة ربما تصل الى 0.5 في المائة في منطقة الاتحاد الاوروبي. لكن التقرير يقول ان الدول النامية ربما تتأثر بشكل اكبر لانها تستخدم النفط اكثر بمرتين في عملية الانتاج مقارنة بالدول الصناعية المتقدمة وفقا للاحصاءات الواردة من وكالة الطاقة الدولية. ويتابع ان الدول النامية الآسيوية ربما تفقد 0.8% من ناتجها المحلي الاجمالي في ظل ارتفاع اسعار النفط بواقع 10 دولارات عن معدل سعر اوبك. بينما ستخسر الدول النامية الفقيرة ذات المديونية الخارجية العالية بشكل اكبر وربما تصل نسبة الانخفاض في الناتج المحلي الاجمالي الى 1.6%. الا ان التأثير السلبي الاكبر سوف يتركز في بعض الدول الافريقية الصحراوية التي قد يتراجع انتاجها الاقتصادي بنسبة 3% وهي نسبة عالية جدا في هذه الدول الفقيرة. ويقول التقرير انه في ظل الحسابات التي قدمتها وكالة الطاقة الدولية والتي ايدها العديد من المراقبين الاقتصاديين، فان ارتفاع الاسعار لن يؤثر بطريقة دراماتيكية على نمو الاقتصاد العالمي، الا ان تأثيراتها الكبيرة سوف تنحصر في الدول النامية خصوصا الفقيرة منها، الامر الذي يستدعي تقديم مساعدات من الدول الصناعية المتقدمة لهذه الدول.

ويضيف التقرير انه على الرغم من النمو الاقتصادي الكبير في اقتصادات دول اسيا في منطقة الباسيفيك (باستثناء اليابان) خلال هذا العام الذي وصل الى معدل 8.4% في الربع الاول من العام الجاري، الا ان تأثيرات ارتفاع اسعار النفط لن تكون كبيرة رغم اعتماد دول المنطقة الشديد على الواردات النفطية. ويقول التقرير نقلا عن احد الخبراء في البنك السويسري «يو بي اس» ان التأثير النهائي على الناتج المحلي الاجمالي في هذه المنطقة سيتراوح بين 0.5 ـ 0.6% في حال استمر سعر برميل النفط في حدود 40 دولارا.

ويأتي هذا التقرير وسط تصريحات صحافية لبورنومو يوسجيانتورو رئيس «أوبك» امس دعا فيها الدول غير الاعضاء في المنظمة الى زيادة انتاجها للمساعدة على خفض اسعار النفط في الاسواق العالمية. وقال يوسجيانتورو الذي يشغل كذلك منصب وزير الطاقة الاندونيسي «اننا نطلب من الدول غير الاعضاء في اوبك زيادة امداداتها». واضاف انه يرجح ارتفاع أسعار النفط مجددا نتيجة الاحداث السياسية وأكد التزام المنظمة بقرار رفع الانتاج في أغسطس (اب) للشهر الثاني على التوالي. وقال في تصريحات صحافية «أرجح أن ترتفع أسعار النفط من جديد في الوقت الحالي.