التلفزيون و 200 مليار دولار

علي المزيد

TT

يشارك التلفزيون السعودي في تغطية مناسبات متعددة منها الاجتماعي والرياضي وغير ذلك من المناسبات الأخرى وهذا حق بل قل واجب، ولكنه يغفل جانبا مهما في هذه التغطيات أهمها الجانب الاقتصادي وخاصة ما يتعلق بسوق الأسهم السعودية، فنجده يعطي مساحة من الوقت ضيقة للأسهم تتمثل في عرض نشرة الأسهم غير المكتملة بعد النشرة الإخبارية، وهذه المساحة قليلة لاعتبارات متعددة أهمها ان رسملة سوق الأسهم السعودية تبلغ 750 مليار ريال (200 مليار دولار)، ويجب أن تحظى بتغطية أوسع من التلفزيون. ولعلي أقترح في هذا السياق أن يقوم تلفزيوننا بتخصيص خمس دقائق يوميا من مساحة بثه الممتدة طوال الأربع والعشرين ساعة للأسهم يستضيف خلالها في كل يوم أحد المهتمين بالسوق، ليحلل ما جرى فيه، ويوضح لغير المختصين من المشاهدين أسس الصعود والهبوط والتغيرات السعرية المصاحبة للتعاملات، أو يستضيف أحد صغار المتعاملين للتعرف على وجهة نظره، ويعرض لنتائج أهم الشركات مثل «سابك» و«الاتصالات» وغيرهما. الأمر الآخر أن يقوم التلفزيون ببث أسعار السوق حية ومباشرة من خلال شريط صغير أسفل الشاشة وخلال الجلستين الصباحية والمسائية ومدتهما 4 ساعات. وحين أسوق هذا الاقتراح فأنه يتركز على عدة أمور أساسية أهمها .. أن التلفزيون بحاجة لاستقطاب المشاهدين وسوق الأسهم يحظى بشريحة واسعة من المتعاملين والمهتمين، مما سيخلق شريحة واسعة من المتابعين لتلفزيوننا في أوقات لا تصنف على أنها أوقات الذروة، كما ان عرض أسعار الأسهم سيزيد المساحة الإعلانية في تلفزيوننا والتي تمثل دعما له في بقية أنشطته. ان الوسائل الإعلامية تسعى لتغطية الحدث الذي يهم المشاهد وسوق الأسهم السعودية واحدة من الفعاليات التي تهتم بها شريحة واسعة من المجتمع، إضافة إلى أن ما سيقوم به التلفزيون ليس بدعا على التلفزيون بل أن جميع التلفزيونات في العالم تهتم بالجانب الاقتصادي المحلي، بل وحتى التلفزيونات الخليجية تعرض من خلال شريط أسفل شاشة العرض حركة سوق أسهمها المحلية.

يضاف إلى ذلك أن التلفزيون إذا أهتم بسوق الأسهم السعودية فانه من الطبيعي أن يهتم بالشركات المدرجة على لائحته مثل البنوك وشركات الإسمنت وغيرهما وأن يجري لقاءات مع مسؤوليها ويبث أخبار أرباحها الربعية والسنوية، وعقودها وبقية أنشطتها، مما يوفر للتلفزيون مادة إعلامية ويوفر لنا كمتلقين مادة اخبارية نسعى لمعرفتها، وأنا على يقين أن جمهور التلفزيون سيزيد لأن كل موظف في شركة سيتابع التلفزيون لمعرفة أخبار شركته أو لمتابعة لقاء مع رئيسه.