تقرير: ازدياد احتياطات النفط العالمية بنسبة 10% لتصل إلى 1.15 تريليون برميل

الشرق الأوسط يحتفظ بأكثر من ثلثي الاحتياطات العالمية بحصة بلغت 726.6 مليار برميل

TT

اعلنت «شركة بريتش بتروليوم ـ بي بي» ان احتياطات العالم المؤكدة من النفط الخام ارتفعت بحوالي 10 % في عام 2003 وهي كمية تكفي لسد حاجة العالم لمدة 41 سنة اخرى بحسب معدلات الانتاج السائدة حاليا، مقارنة مع كمية تكفي لمدة 29 سنة عام 1980 عندما بدأت الشركة اصدار تقييمها السنوي. وقالت الشركة في التقرير الاحصائي التي تجريه سنويا لتقييم اوضاع الطاقة العالمية وصدر عنها اول من امس ان احتياطات النفط العالمية ارتفعت الى 1.15 تريليون برميل في عام 2003 بعد ان كانت في حدود 1.04 تريليون برميل من النفط الخام مع نهاية عام 2002. وحافظ الشرق الاوسط على حصته التي وصلت الى 726 مليار برميل من النفط منها 262.7 مليار برميل موجودة في السعودية لوحدها و 115 مليار برميل في العراق وفقا لما ورد في التقرير.

واكدت ان احتياطات النفط تزداد سنة بعد سنة منذ ثلاثة عقود، واشارت الشركة الى ان ارتفاع اسعار النفط اخيرا ليس له علاقة بمخاطر استنزاف الطاقة النفطية عالميا، وان حديث البعض ان قرب انتهاء النفط ليس دقيقا، لانه لا يوجد اي نقص في مصادر النفط او الاحتياطات، بل ان النفط الذي يتم استهلاكه يعوض باستمرار. الا ان بريتش بتروليوم اكدت ان التحدي الموجود هو توجيه استثمارات كافية من اجل تطوير الطاقة الانتاجية في العالم.

واضافت الشركة ان اسعار النفط عام 2003 كانت الاعلى منذ 20 سنة مع تحقيق سعر نفط «برنت» معدلا وصل الى 28.83 دولار اميركي للبرميل الواحد رغم ان انتاج النفط العالمي ارتفع بنسبة 3.8 % وهي نسبة اعلى من الزيادة في الطلب العالمي التي وصلت الى 2.1 % كانت ناجمة عن ارتفاع قوي في نمو الاستهلاك وصل الى 2.9 عالميا، والحاجة الى ابقاء مستويات المخزون على مستوياتها، مضيفة ان اكثر من ثلثي الواردات العالمية من النفط الخام تتركز في الولايات المتحدة واوروبا واليابان، بينما تحتل صادرات الشرق الاوسط من النفط الخام 41.4 % من اجمالي الصادرات العالمية بزيادة قدرها 4.9 عن العام السابق.

وقالت الشركة ان دولتين على وجه الخصوص كانتا فاعلتين في السوق النفطية العالمية عام 2003 هما روسيا والصين. في حين اظهرت الصين تصاعدا وصل الى 13.8 في طلبها الاجمالي على مصادر الطاقة في ظل طفرة اقتصادية ومعدلات نمو اقتصادي كبيرة تشهدها البلاد وصلت الى 9 % ساعدت في زيادة الطلب على النفط، حيث وصلت حصة الصين من الزيادة في الطلب العالمي على النفط الى حوالي 41 % اي في حدود 600 الف برميل يوميا كما ارتفعت وارداتها النفطية الى 32 % لتصل الى 2.6 مليون برميل يوميا. من جهة اخرى ازداد انتاج روسيا من النفط عام 2003 بمعدل 845 الف برميل يوميا ليصل الى اكثر من 8.5 مليون برميل يوميا. ويأتي تقرير شركة بريتش بتروليوم الاحصائي السنوي لاوضاع الطاقة العالمية وسط تصاعد مكثف لعمليات التدقيق في احصائيات احتياطات النفط بعد الفضيحة الاخيرة لشركة «دويتش/شل» حين اجبرت على تخفيض تقديراتها لاحتياطاتها المؤكدة من النفط الخام اربع مرات خلال هذا العام. ورغم ان كبريات الشركات النفطية الاخرى بقيت محصنة حتى الان من المشاكل التي واجهتها «دويتش/شل»، الا ان بعض المراقبين النفطيين يشيرون الى ان شركة بريتش بتروليوم تحتاج الى تعديلات تخفيضية طفيفة في ارقام احتياطات النفط المؤكدة التي تعتمد بالاساس على بيانات بريطانية رسمية من اجل ان تصبح متوافقة مع القوانين الاميركية التي تعتبر الاكثر تشددا في هذا المجال. وفي هذا السياق اكدت الشركة البريطانية البيانات التي قدمتها في التقرير الاخير تعتبر اكثر دقة من غيرها لانها اعتمدت على عدد كبير من المصادر الثانوية الاخرى.