تأرجح مزيج برنت وسط متابعة تطورات إضراب النرويج و«أوبك» تؤكد التزامها زيادة الإنتاج المتوقع مطلع أغسطس

TT

تأرجحت أسعار مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة امس حول مستويات الاغلاق في اليوم السابق، بينما تتابع الاسواق عن كثب تطورات اضراب عن العمل أدى الى توقف أكثر من ثلث مليون برميل يوميا من انتاج النرويج. وأعلنت شركات النفط النرويجية أنها ستمنع العمال من الوصول الى منشآت الانتاج اعتبارا من يوم الاثنين المقبل ليتوقف بذلك كل انتاج النرويج تقريبا.

لكن خفف من حدة هذا النبأ توقعات بأن هذا القرار سيدفع الحكومة النرويجية للتدخل لانهاء الاضراب. وقد ارتفع مزيج برنت في عقود أغسطس (آب) عشرة سنتات الى 35.13 دولار للبرميل. وفي معاملات نايمكس الإلكترونية على شبكة اكسيس انخفض سعر الخام الأميركي الخفيف سنتين في عقود أغسطس الى 37.55 دولار للبرميل. وكانت الاسعار قد انخفضت أكثر من دولار اول من امس بعد أن أظهرت احصاءات حكومية أميركية زيادة مقدارها 2.5 مليون برميل في المخزونات التجارية في الاسبوع الماضي لتصل الى 305.4 مليون برميل.

وفي تطور له اثار مؤكدة على السوق النفطي قررت منظمة ارباب العمل في قطاع النفط النروجي امس اقفال كل المنصات النفطية في البلاد الامر الذي سيؤدي الى وقف شبه تام للانتاج النفطي في النرويج، ثالث اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم. وقد تقرر هذا الاقفال الذي يبدأ مفعوله اعتبارا من الاثنين المقبل، بهدف حل نزاع مستمر في القطاع النفطي النرويجي منذ الجمعة الماضي عبر ارغام الحكومة على التدخل.

وقال بير تريا فولد رئيس جمعية الصناعة النفطية النرويجية (الف) في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» قال انه منذ ان بدأ الاضراب يوم الجمعة الماضي والمفاوضات مجمدة حيث «لم يحدث اي لقاء مباشر بيننا وبين جمعية عمال النفط»، مضيفا «ان كل الامكانيات للوصول الى حل للنزاع مع عمال النفط قد استنفذت والاتجاه السائد حاليا هو التوقف عن الانتاج». واضاف لايف ان الامر متروك للحكومة النرويجية ان تتدخل لحل النزاع مشيرا الى ان العمال لن يتنازلوا عن مطالبهم بتحسين حقوق التقاعد. لكن مراقبين اكدوا لـ«الشرق الاوسط» ان الحكومة النرويجية سوف تتدخل على الاغلب يوم الاثنين المقبل لحل النزاع لان النرويج سوف تخسر في حال توقف الانتاج نهائيا حوالي 130 مليون دولار أميركي يوميا هي عوائد انتاج النفط والغاز.

من ناحية اخرى اكد مصدر مطلع في منظمة «أوبك» امس ان دول المنظمة تتجه لعدم انتظار انعقاد اجتماعهم الاستثنائي المقرر في 21 يوليو المقبل للنظر في تفعيل قرار اجتماعات بيروت الخاص باضافة نصف مليون برميل بداية اغسطس المقبل، كاشفا ان اتصالات هاتفية تجري لاعتماد هذه الزيادة ضمن مبيعات دول «أوبك» الاجلة تسليم شهر اغسطس وما بعده.

وقال المصدر ان المنظمة لديها استعداد لسد اي نقص في الامدادات ناتج عن تعليق صادرات النرويج جراء الاضرابات الحالية او تأخر عودة الصادرات العراقية الى الاسواق، وان دول «أوبك» تمتلك فائضا كافيا في القدرة الانتاجية لسد هذا النقص. وعن الموقف الحالي الذي يشهد تعليقا للعمل بالنطاق السعري المستهدف (22 ـ 28 دولارا للبرميل)، اشار المصدر الى ان دول المنظمة ترى ان الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوق النفط مثل انقطاع امدادات البترول من بعض مصادره الحيوية وكذلك ارتفاع الطلب العالمي وخصوصا في السوق الصيني يحتم تعليق العمل بنظام النطاق السعري، مشيرا الى ان زيادة الانتاج قد ينظر لها على انها خطوة لاحياء هذا النطاق ولكن ذلك غير مؤكد. الا انه اوضح انه لا توجد نقاشات رسمية لتغيير آلية النطاق المستهدف، على الرغم من وجود ملاحظات من الوزراء بهذا الشأن فان هذا الموضوع لم يوضع على اجندة العمل الخاصة باجتماعات الوزراء المقبلة في 21 يوليو، والاجتماع الرسمي في 15 سبتمبر (ايلول) المقبلين.

وفي السياق نفسه اعلن رئيس «اوبك» بورنومو يوسجيانتورو امس ان المنظمة لا تزال عازمة على تطبيق زيادة انتاجها المتوقعة في الاول من اغسطس المقبل على الرغم من تراجع اسعار النفط الخام اخيرا. وقال يوسجيانتورو وزير الطاقة الاندونيسي في جاكرتا «لن يكون هناك اي تغيير، ولا اعادة نظر، لان الطلب سيزداد مع اقتراب فصل الصيف».