مشاركات في مؤتمر «المرأة الخليجية» في لندن يؤكدن أهمية تعزيز دور النساء الاقتصادي في ظل متطلبات العولمة

TT

ركزت جلسات مؤتمر «المرأة الخليجية»، الذي انطلقت أعماله أمس في لندن في معهد دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة لندن تحت عنوان «التحديات والمعوقات: إعادة تعريف دور النساء في دول مجلس التعاون الخليجي»، واستمرت يوما واحدا على الدور الهام الذي يمكن للمرأة بشكل عام، وسيدات الأعمال بشكل خاص لعبه من اجل تدعيم الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة الخليج، بمشاركة العديد من النساء الخليجيات وسيدات الاعمال وفي مقدمتهم الاميرة السعودية لولوة الفيصل. وخلال جلسة الافتتاح، اشار البروفوسور روبرت سبرينغبورغ مدير المعهد الى اهمية تفعيل دور المرأة في الحياة الاقتصادية، خصوصا بعد صدور تقرير التنمية من قبل منظمة الامم المتحدة الذي اظهر ضعف مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وتحديدا في بعض دول الخليج. واشاد سبرينغبورغ بسيدات الأعمال الخليجيات المشاركات اللاتي اعتبرهن قدوة في مجال عملهن الذي ينبغي توسيعه ليشمل اكبر عدد ممكن من النساء. وركزت مناقشات المحور الاول الذي تناول الجانب الاقتصادي على دور النساء في قطاع الاعمال، وكانت اول المتحدثات هنادي ناصر بن خالد آل ثاني نائبة الرئيس في شركة ناصر بن خالد واولاده في قطر التي قدمت للحضور تجربة المرأة القطرية في مجال النشاط الاقتصادي، وقالت الشيخة في ورقة عمل تحت عنوان «النساء قي قطر: شركاء في التنمية»، ان المرأة في قطر تسعى الى تعزيز دورها كشريكة في التنمية ولا تطالب باقامة مجتمع منفصل. واكدت ان «متطلبات العولمة تفرض علينا الاندماج وزيادة دور المراة لكن ضمن معاييرنا الاسلامية والخاصة».

واشارت في هذا الخصوص الى تنامي دور المرأة القطرية في النشاط الاقتصادي حيث اصبحت النساء يشكلن ربع القوى العاملة في البلاد، وحوالي 15% من المناصب العليا (يشمل ذلك النساء غير القطريات)، كما بينت في الاطار نفسه ان المرأة تشكل اكثر من نصف الاطباء في قطر وحوالي 33% من وزارة التعليم. من جهتها، قالت لبنى القاسمي الرئيسة التنفيذية لتجاري. كوم www.tejari.com التي تعد من اهم الشخصيات الخليجية في مجال تقنية المعلومات، والتي لم تتواجد شخصيا في المؤتمر وانما خاطبت الحضور من خلال الفيديو، ان هذا هو الوقت المناسب للتركيز على دور النساء لأهميته الاقتصادية، مشيرة الى ان حوالي نصف العاملين في تجاري. كوم من النساء وهناك مشاركة نسائية متنوعة وفي كافة المجالات الاقتصادية بعد ان كان دورهن يقتصر على المجالات التقليدية. وركزت الشيخة القاسمي في حديثها على اهمية تقنية المعلومات، وكيفية استخدام الإنترنت بطرق مبتكرة تضمن المزيد من الفائدة للشركات، وطالبت بضرورة تحقيق اقصى استفادة من الفرص التي تتيحها الإنترنت، خصوصا تطوير اجراءات الاعمال وخفضها للتكاليف وتوفير خدمة المشتريات والرفع من القدرة التنافسية للشركات.

ووصفت بعض المشاركات لـ«الشرق الأوسط» المؤتمر، بأنه رسالة توجهها المرأة الخليجية لمجتمعها، وتسعى للفت النظر الى الدور الهام والحيوي الذي يمكن للمرأة ان تلعبه وهي تشكل في غالب الاحيان نصف المجتمع. وطالبن بضرورة تكثيف عقد مثل هذه المؤتمرات ليس في الخارج فحسب، وانما في اطار دول مجلس التعاون الخليجي نفسها. كما اكدن على اهمية التعليم واتاحة الفرص المتكافئة للمرأة في كافة المجالات خصوصا الاقتصادية. ودارت حلقات نقاش اخرى في المؤتمر تناولت 3 محاور مختلفة تخص المرأة الخليجية وتتعلق بالتعليم والاعلام والسياسة تركز جميعها على دور المرأة في هذه المجالات والتحديات التي تواجهها. وشارك الوفد السعودي بورقتي عمل عن التعليم في السعودية، الأولى قدمتها د. فوزية البكر، من جامعة الملك سعود في الرياض بعنوان «المرأة والتعليم في السعودية: معاناة التغيير» والورقة الثانية ألقتها د. حياة سندي.