مركز دبي المالي العالمي يستعد لبدء نشاطه قريبا بعد تعرضه لهزة الشفافية

الرئيس التنفيذي للمركز: تبعات طرد بعض الموظفين «زوبعة في فنجان»

TT

اجتاز مركز دبي المالي العالمي امس آخر الحواجز التشريعية التي تجيز له ممارسة نشاطه رسميا بعد طول تأجيل نتيجة تأخر صدور بعض المراسيم التي تشرع له ممارسة مهامه كجهاز مالي دولي على ارض الامارات.

فقد اعلن المركز امس عن توقيع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على المرسوم الاتحادي الذي يقضي رسمياً ببدء مركز دبي المالي العالمي لنشاطه والذي يعد بمثابة آخر إجراء تشريعي اتحادي قبل بدء المركز لنشاطه رسمياً. واعتبر أنيس الجلاف، رئيس مجلس إدارة سلطة مركز دبي المالي العالمي، ان صدور المرسوم الاتحادي هو «نقلة نوعية».

وقال في تصريحات للصحافيين ان ولي عهد دبي، الشيخ محمد بن راشد، سيوقع قريباً على القانون المحلي الخاص بالمركز ليبدأ المركز بعد ذلك نشاطه بمعالجة طلبات الترخيص العديدة التي تلقاها. وكان الجلاف هدفا للهجوم من قبل مسؤولين كبيرين في المركز فُصلا من عملهما اثر انتقادات وجهاها للجلاف تتعلق بشفافية عقود الاراضي والمشاريع العقارية والخدمية التي منحها المركز لعدد من الشركات الاماراتية يتولى فيها الجلاف مسؤوليات فيها وهي الاتحاد العقارية والوطنية للتأمينات العامة والإمارات للزجاج.

ورفضت ادارة المركز هذه الاتهامات جملة وتفصيلا معتبرة ان طرد ايان هاي ديفسون من منصب رئيس المجلس التشريعي في سلطة دبي للخدمات المالية وفيليب ثورب من منصب الرئيس التنفيذي للسلطة كان لاعتبارات قانونية. وقال ناصر النابلسي الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» امس ان ما تداولته وسائل الاعلام عن تبعات طرد ثورب وديفسون «كان مجرد زوبعة في فنجان» قام الغرب بتضخيمها. وكشف انه طلب شخصيا من شركة الاتحاد العقارية التي يرأسها الجلاف وتساهم فيها حكومة دبي بنسبة 40% ان تدعم مشروع المركز في بداياته لخلق الثقة بالمشروع.

واضاف« من الطبيعي ان تبادر الحكومة الى دعم مشروعاتها واظهار الالتزام بها.. وقامت الاتحاد العقارية بشراء الاراضي بأسعار اعلى من السوق ترسيخا لهذه المصداقية فيما قدمت الامارات للزجاج افضل الاسعار فهل ارفضها؟». واشار الى ان منح العقود تم على اسس قانونية ولشركات اماراتية عامة تساهم الحكومة بنسب فيها ووفق مبدأ الافضلية للشركات المحلية كما هو متبع في انحاء العالم. ودافع النابلسي عن انيس الجلاف قائلا انه يحظى باحترام المجتمع المالي الدولي ويعتبر من عمالقة القطاع المالي في العالم العربي. وقال:« انا اعمل مع الجلاف منذ عامين وانا فخور بالعمل معه».. وحول ردة فعل المؤسسات المالية المتقدمة للمركز قال النابلسي إن ما يهم هذه المؤسسات هو استقلالية قوانين المركز والمصداقية والشفافية. وقال« هذه الشركات تقول لي بأنها تريد القدوم للمنطقة ليس من اجل فيليب او ديفسون بل للفرص الكبيرة في المنطقة».

وذكر النابلسي ان اولى الرخص ستمنح للمؤسسات المالية المتقدمة للمركز خلال الشهر الحالي فيما من المقرر ان يباشر المركز عملياته رسميا خلال سبتمبر (ايلول) المقبل. واضاف: «هناك أكثر من 1000 مليار دولار من الاستثمارات العربية الموظفة خارج المنطقة والتي لم تجد حتى الآن فرصاً واقعية لتوطينها وتوظيفها. يضاف إلى ذلك أن هناك رغبة متنامية من قبل المستثمرين في كل أنحاء العالم، للاستثمار في هذه السوق الصاعدة، الأمر الذي يوضح أهمية الفرص التي يوفرها مركز دبي المالي العالمي لهذين القطاعين الحيويين، وقد مهد صدور المرسوم الاتحادي الطريق أمام المركز والمؤسسات العاملة ضمنه للمشاركة في آفاق وفرص النمو والازدهار الضخمة المتاحة ضمن المنطقة».

ومن بين الشركات والمؤسسات المالية العالمية التي وقعت خطابات نوايا للعمل في المركز «دويتش بنك الألماني» و«جوليوس بير السويسري» و«كريدي سويس السويسري» و«ستاندرد تشارترد البريطاني».

كما تقدمت وفقا للمركز أكثر من 40 مؤسسة مالية عالمية بطلبات للعمل في مركز دبي المالي العالمي حيث ان صدور المرسوم التشريعي الاتحادي واعتماد قوانين مركز دبي المالي العالمي سيتيحان للمركز النظر في تلك الطلبات وإصدار أولى رخص العمل خلال الشهر الحالي.