مدير عام الخطوط السودانية: إعادة هيكلة «سودانير» مستمرة وتلقينا عروضا من شركات عربية للمشاركة في الاكتتاب كشركاء استراتيجيين

أحمد اسماعيل زمراوي : طرح سودانير كشركة عامة يستهدف التغلب على مصاعب الديون المتراكمة وتطوير الخدمات الجوية

TT

اعلن مدير عام الخطوط الجوية السودانية احمد اسماعيل زمراوي انه تقرر اعادة هيكلة وبناء شركة الخطوط الجوية السودانية لتتمكن من تقديم خدمة جوية مناسبة ومنافسة، وعرضها للاكتتاب العام لتتحول لشركة مساهمة عامة. وأشار الى ان عدة شركات استثمار عربية تقدمت بعروض للمشاركة وتجري الآن دراستها. وعزا المصاعب الجمة التي تمر بها الخطوط الجوية السودانية لعدة عوامل منها، تراكم الديون والمقاطعة من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية، الى جانب تداعيات احداث 11 سبتمبر 2001.

* ما هي العوامل التي أدت للمصاعب التي تواجهها سودانير؟

ـ العوامل متداخلة، فصناعة الطيران في العالم كله تواجه فترة عصيبة بعد احداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة حيث تضاعفت تكلفة التشغيل، وارتفعت تكلفة متطلبات الخدمة الجوية وكذلك الرسوم التأمينية نتيجة تعاظم الاجراءات الوقائية لمواجهة الارهاب، بالاضافة الى ذلك تراجع السياحة التي كانت موردا مهما لشركات الطيران وذلك مرتبط ايضا بالارهاب والعنف في اجزاء عديدة في العالم. كما تضاعفت معدلات الصرف وتقلصت الايرادات مما أدى الى افلاس كثير من شركات الطيران، ولجأت شركات الى تخفيض رحلاتها وأخرى الى تحالفات او الاندماج مع شركات طيران اخرى.

وفي اطار هذه الأوضاع المعقدة والصعبة بالنسبة لصناعة الطيران تدخلت الحكومات بشكل مباشر او غير مباشر حفاظا على ناقلها الوطني الجوي ومنها الحكومات الفرنسية والسويسرية والايطالية والاميركية، وساهم هذا التدخل في دعم واستمرار الشركات الجوية الرئيسية في تلك الدول.

* وماذا بالنسبة للخطوط الجوية السودانية؟

ـ الخطوط الجوية السودانية تأثرت بالمقاطعة الأميركية منذ حقبة التسعينات وارتفاع تكلفة التشغيل وقطع الغيار والصيانة وارتفاع تكلفة التأمين واحجام الشركات الاميركية والأوروبية عن التعامل معها، ولذلك فالشركة السودانية تعاني الآن من نقص في الأسطول الجوي والتحديث حيث يتطلب دعم الأسطول الجوي اضافة طائرات جديدة الى جانب التحديث، وهذا يحتاج الى اموال طائلة.

* ولكن ألم يسبق لسودانير تنفيذ برنامج اصلاحي للتطوير والتأهيل؟

ـ البرنامج الاصلاحي الذي نفذته الخطوط الجوية السودانية استهدف اعادة جدولة مديونية الشركة مما أدى لتخفيض المديونية الى اكثر من 50%، وتم ايقاف تسيير الرحلات بالنسبة للخطوط الخاسرة والتركيز على الادارات ذات الجدوى الفنية والاقتصادية.

* وما هو البرنامج الجديد للتغلب على الصعوبات وتطوير الناقل الجوي السوداني؟

ـ الدولة من جانبها لدى مراجعة أداء الشركة قررت اعادة هيكلتها وترتيب اوضاعها بصورة تمكنها من تقديم خدمة جوية مناسبة ومنافسة، وعرضها للاكتتاب العام لتتحول لشركة مساهمة عامة، أي ان الدولة تعتزم التأهيل، والهيكلة اولا ثم تعرض للاكتتاب العام، وهذا البرنامج قد يؤدي الى تحسين ادائها وتوسيع شبكتها وتطوير اسطولها وخدماتها وانتظام رحلاتها.

* هل تقدمت شركات او مؤسسات للمساهمة او المشاركة في البرنامج الجديد؟

ـ تقدمت شركات استثمار عربية بعروض لتكون كشريك استراتيجي، وتدرس الجهات المختصة (وزارة المالية والاقتصاد) هذه العروض للبت فيها.

* لماذا لا تكون الحكومة ضامنا للخطوط الجوية السودانية لدى دوائر التمويل الخارجية؟

ـ الحكومة ستكون ضامنا للشركة وستدعمها لدى تطبيق برنامج اعادة الهيكلة.

* ومتى يتم ذلك..؟

ـ خلال الأسابيع القادمة.

* هل ما تزال سودانير تسير رحلاتها العالمية والمحلية؟

ـ السفريات العالمية والمحلية لم تتوقف ولكنها ليست بالمستوى والصورة المطلوبة، ولكن نتوقع لدى تطبيق البرنامج الجديد، وفي القريب العاجل، ان يعود الناقل الوطني الى صورته الحقيقية في تقديم خدمات جوية متطورة وانتظام وانضباط في المواعيد والتركيز على الخدمات الربحية كمراكز الصيانة والشحن والتموين التي يصب عائدها في التطوير والتحديث.

* هل وضعت خطة لتفادي نوع المشكلة التي حدثت للركاب في الرياض؟

ـ لقد جاء التأخير نتيجة لعمليات الصيانة لهذه الطائرة السودانية، واتخذت الاجراءات الاحترازية التي تحول دون تأجيل او تأخير السفريات الخارجية، لأننا نعرف ان السودانيين العاملين بالخارج يميلون لدى العطلات الموسمية لاستخدام الناقل الوطني ونأمل في ان نكون عند حسن ظنهم.