برامج التقنية المتطورة تحل محل أجزاء ميكانيكية في صناعة السيارات اليابانية وتنعش شركات الإلكترونيات الكبرى

TT

طوكيو ـ رويترز: في عام 1980 انضم نوبويوكي فوروي الى قسم الإلكترونيات بشركة تويوتا ولم يكن يساعده انذاك سوى 50 عاملا او نحو ذلك، الا ان الامور تغيرت الان. وقال فوروي الذي يشغل حاليا منصب مدير مجموعة في قسم هندسة الإلكترونيات بشركة صناعة السيارات الكبرى «الان هناك خمسة اقسام كبيرة للإلكترونيات يعمل بها الاف العمال». لقد حلت الإلكترونيات منذ فترة طويلة محل الوحدات الميكانيكية في انظمة الكوابح والتوجيه على سبيل المثال. وستستخدم بصورة اكبر مع تسابق صناع السيارات على انتاج سيارات صديقة للبيئة واشد أمنا مع توفير مزيد من الراحة والمتعة للسائقين.

وقال تاكيشي اوتشيامادا المدير المسؤول عن تقنية السيارات في تويوتا «لا يوجد عنصر يدار وحده الان بطريقة ميكانيكية». لقد اصبحت الشركات تستخدم مجسات فائقة التطور واجهزة رادار وكاميرات في مبتكرات جديدة مثل وحدات مساعدة تزيد من قدرة السائق على ايقاف السيارة بصورة مثالية في اماكن الانتظار وتعينه على الالتزام بحارة السير بالاضافة الى انظمة تحكم متطورة للغاية.

وفي الوقت نفسه تلعب الإلكترونيات دورا في انظمة المناورة والتحكم عن بعد في الابواب.

الا ان استخدام هذه الاجزاء المتطورة سيتزايد مع اتجاه شركات السيارات بدرجة اكبر للانتقال من مرحلة «الامان السلبي» الى طور«الامان الفعال» على سبيل المثال.

ويمكن انجاز ذلك بتوفير انظمة تعمل على تحذير قائد السيارة من الخطر بدلا من مجرد تقليل مخاطر التصادم باحزمة الامان والوسائد الهوائية.

وبفضل هذه التوجهات زاد الطلب العالمي على استخدام اشباه الموصلات بنسبة 19 في المائة عام 2003 الى 14 مليار دولار. ويتوقع ان تزيد بمعدل سنوي قدره عشرة في المائة في الاعوام التالية وفقا لتقارير رابطة صناعات الإلكترونيات وتقنية المعلومات اليابانية «جيتا».

ومن المتوقع ان يصل حجم طلب صناعة السيارات على رقائق اشباه الموصلات بحلول عام 2007 الى 20.91 مليار دولار وهو رقم قابل للزيادة بدرجة كبيرة.

وتستخدم شركات صناعة السيارات ايضا إلكترونيات للتحكم في وحدات ضخ الوقود والقطاعات الاخرى للمساعدة في الحد من استهلاك الوقود في السيارات التي تعمل بمحركات احتراق تقليدية بطرق يقولون انها لم تكن ممكنة باستخدام العناصر الميكانيكية. واستخدام الإلكترونيات يمضى لما هو ابعد من مجرد الامان والحفاظ على البيئة.

اذ انه من خلال الدمج بين الإلكترونيات وتقنية المعلومات تكثف شركات صناعة السيارات الكبرى العمل في مجال انظمة النقل التفاعلية التي يمكنها المساعدة في تدفق المرور بسلاسة وتيسر للسائقين القدرة على الاتصال مع بعضهم بعضا.

وتستخدم مثل هذه الانظمة الحديثة في اليابان لكن قد يمتد الامر الى تسديد فواتير التزود بالوقود إلكترونيا. وقال هيرونوبو كيرويو كبير المهندسين في شركة هوندا «الإلكترونيات مهمة الان لزيادة قيمة السيارة. بدونها لن يحدث تقدم». الا ان الطريق مازال طويلا. فالمهندسون يحلمون بالتوصل يوما الى سيارات آمنة من حوادث التصادم.

والطفرة في الاعتماد على الإلكترونيات في صناعة السيارات لا تدعم مبيعات شركات قطع الغيار التقليدية مثل بوش وفيستيون فحسب، بل انها تنعش ايضا اوضاع شركات إلكترونيات مثل هيتاشي وماتسوشيتا.

ومع الاعتماد على برامج التقنية المتطورة في انتاج كل جزء مهم من السيارة فان شركات الإلكترونيات الكبرى تقول انها ربما تستطيع قريبا انتاج سياراتها الخاصة.

يعني ذلك ان ثمة مجالا للمنافسة بين الطرفين في المستقبل.

الا ان ياسوهيكو فوجيتا المهندس المتخصص في المجسات والكاميرات بشركة هوندا قال ان العلاقات بين شركات صناعة السيارات وشركات الإلكترونيات تكاملية وليست تنافسية.

لكن منافستها تويوتا غير متأكدة في هذا الشأن، وقال اوتشيامادا من تويوتا «الخط بين شركات صناعة السيارات والإلكترونيات غير واضح تماما». مشيرا الى ان كثيرا من الجوانب التقنية الجديدة امكن للشركة المتخصصة بالاساس في صناعة السيارات تطويرها داخل مصانعها.