ندوة في لندن تسلط الضوء على إشكالات الترويج السياحي في اليابان والمشاركون يثيرون ارتفاع قيمة الخدمات وغياب الترجمة

TT

رغم محاولات مروجي الاستثمار السياحي لليابان في محاولة عكس صور مغرية للاستثمار السياحي وتشجيع الباحثين عن عطلات سياحية، وبالرغم من الثقل النوعي الذي حضره محافظو مدن سياحية يابانية وكذلك رئيس هيئة الترويج السياحي في اليابان فضلا عن السفير الياباني في المملكة المتحدة، الا ان السحر يبدو أنه انقلب على الساحر.

إذ اثار بريطانيون، في مؤتمر الترويج للسياحة في اليابان الذي عقد امس في لندن واشرفت على اقامته هيئة تشجيع السياحة اليابانية ووزارة الارض والمواصلات اليابانية ولجنة تشجيع الثقافة والاعلام والرياضة البريطانية، اثار هؤلاء ممن سبق لهم ان سافروا في جولات سياحية ورحلات عمل الى اليابان عددا من الاشكالات التي تعيق حركة السائح واقامته في اليابان، ما جعل المروجين السياحيين يرجعون سبب تراجع اجاباتهم الى خلل في اجهزة الترجمة الفورية أو لعدم فهم تلك الاسئلة.

ولا جدال في أن عناصر السياحة من حيث البيئة والاقامة والمواصلات واختلاف الثقافة كمعطى مغر للسائح كانت بصالح الداعين للمؤتمر، حيث استعرض كازوهيرو أوتا من جالباك انترناشيونال وهي الذراع الاوروبي لشركة السياحة اليابانية بنفس الاسم والتي تحتفظ بفروع لها في 18 مدينة عالمية بينها لندن، بعضا من مغريات السياحة في اليابان، فأورد مقارنات طريفة عن رخص الاقامة في اليابان والتنقل وتناول وجبات الطعام ذاكراً ان كلفة السفر في قطارات اليابان المكيفة لا تكلف سوى 80 بنسا مقارنة بالقطارات الارضية في لندن، كما قارن كلفة فندق في ايلنغ يكلف مائة جنيه استرليني بآخر في طوكيو، لكنه اعترف بان جهدا كبيرا مطلوبا لتأسيس علاقة مع صناع السياحة في بريطانيا وتحسين التثقيف باللغة اليابانية وزيادة التنسيق مع شركات الطيران للحصول على عروض سفر واقامة. غير أن احد السائحين البريطانيين ممن ذهب الى اليابان في ثلاث رحلات عمل اجابه بان سمى فندقا له بلغت كلفة الاقامة فيه لليلة واحدة 300 جنيه استرليني كما ان عدم وجود وجبات بديلة للغذاء الياباني لا يعد مشجعا للسائح البريطاني والاجنبي بوجه عام.

وأثار حاضرون فتح لهم باب النقاش اسئلة جدية، من قبيل عدم توفر متحدثون باللغة الانجليزية في محطات قطار رئيسية، وهذه المرة جاءت الملاحظة من مدرسة انجليزية اخذت على مدى سفرتين مجموعتي طلاب لليابان متساءلة عن سبب اغلاق مركز المعلومات السياحية في كيوتو! وأثار احد الحاضرين تجربة شخصية بان تمكن من ايجاد فنادق ارخص من تلك التي ذكرها ممثل شركة السياحة اليابانية، وقال هناك الكثير مما يغري سياحة الشباب، مؤكداً انه لم ير ما لدى المروجين السياحيين ما يفيد ويوضح ذلك، داعيا بنفس الوقت الى الترويج عبر الانترنت عن عروض الفنادق والاماكن السياحية.

لكن وكيل احدى الشركات اليابانية في احدى المدن البريطانية اصاب كبد الحقيقة حين فجر ثلاثة اسباب لتخلف الترويج السياحي في اليابان إذ قال ان اليابانيين لا يمتلكون ثقافة الترحيب بالغرباء وهو أمر أكده احد محافظي المدن اليابانية واعداً بان يتم التثقيف بهذه المسألة مستقبلا.

كما أثار نفس الوكيل مسألة تجارية حساسة، حيث أن الشركات اليابانية غير متحمسة لطرح عروض وتسهيلات وغالبا ما تعزف عن الاستجابة لدى محاولات شركته الاتصال بها للترويج السياحي. ودعا في ختام ملاحظاته الى العمل بجدية اكثر من داخل اليابان بهدف خلق بيئة سياحية قبل التوجه للخارج.

ولابد من القول ان الافلام بما في ذلك الاشارة الى الفيلم الياباني «لوست ان ترانسليشن» الذي اعد انعكاسا لحياة الليل في اليابان وجرى الاشارة اليه عدة مرات وكذلك الصور التي عرضت عن مدن سياحية يابانية كانت جميلة حقا وتعكس رقيا حضاريا في البناء والمواصلات ومستوى الاناقة والنظافة للمدن، ولكن لم يكن واضحا كيفية التعرف عليها أو الوصول الى خدماتها، فمثلا تمثل مقاطعة فاكوكا الواقعة في جزيرة كوشو باقتصادها البالغ 96 مليار جنيه استرليني فرصة للاستثمار السياحي وهي تنتج 10 في المائة من اشباه الموصلات على المستوى العالمي، كما ان مطارها ينفذ 282 رحلة اسبوعيا ويأتي ترتيب خدماته في حمولة البضائع الثالث على مستوى اليابان. وليس اقل من طموح الجزيرة لانتاج مليون سيارة سنويا بعد ان بلغ انتاجها عام 2003 حوالي 817 الف سيارة.

ولكن كل ذلك يبقى بعيدا من اهتمام السائح ما لم يتوفر له ما يغريه في الخدمة السياحية من قبيل فنادق ارخص وطعام متنوع بمستويات متعددة وعروض سياحية متهاودة الاسعار عبر رحلات غير مباشرة، كما أشار احد السائحين الى ان المهم ان يستمتع السائح برحلته وليس العكس.