ملتقى «استثمر في اليابان» يدعو الشركات البريطانية والعالمية للاستفادة من المزايا القانونية الجديدة للشراكة الاقتصادية

ثاني أكبر اقتصاد عالمي بناتج إجمالي يزيد على 3 تريليونات دولار يرحب بالاستثمارات الأجنبية

TT

وضع ملتقى ترويج الاستثمار في اليابان والذي انعقد في لندن وشارك فيه ممثلو كبريات الشركات اليابانية ومحافظو اشهر المدن رؤية جديدة لمزايا الاستثمار، في محاولة عصرية معاكسة لاجتذاب الاستثمارات بعد ان غزت الشركات اليابانية الاسواق العالمية.

وعبر المتحدثون، اليابانيون منهم والبريطانيون عن رؤيتهم لافضليات الاستثمار في اليابان، مؤكدين للمستثمرين حقيقة «انك اذا كنت تمثل شركة صغيرة فان توجهك للبحث عن شريك ياباني يعني انك تسعى لكي تصبح شركة عالمية، واذا كنت تمثل شركة عالمية فان شراكتك في اليابان تعني انك اصبحت تحظى بوضع مميزعلى النطاق العالمي».

وفي هذا السياق، اكد غاي هيلد الرئيس السابق لمجموعة الاصول المالية التابعة لـ«اتش اس بي سي» في اليابان ان ملاحظة ازدياد عمليات الاندماج الكبرى في اليابان وشراء الشركات، يعني ان الشركات الاجنبية هي التي فقدت فرصتها في اليابان نتيجة لترددها. وقال ان السوق ما زالت مفتوحة، وان ترديد معوقات مثل اختلاف الثقافة هو حديث قديم مستشهدا بشركات عالمية مثل «رينو» و«جي كي ان» و«برونيشال» وتيسكو وست شركات اخرى، اخذت مكانها في اسواق اليابان».

وعن حجم الاسواق اليابانية اكدت مداخلات المتحدثين بأن هذه السوق تمثل المرتبة الثانية على المستوى العالمي من حيث الناتج القومي الاجمالي بنسبة من الاقتصاد العالمي وحصة الفرد منه وقوة القدرة الشرائية، حيث يبلغ الناتج القومي 3 تريليونات دولار وبعدد سكان 270 مليون نسمة.

وقد كانت تجربة مجموعة «تسكو» للتجزئة في التحرك للسوق اليابانية مبنية على تلك الحقائق واستلزمت ثلاثة اعوام من البحوث والدراسات والتجارب الميدانية استعرضها هارجيت دروبرا المدير الدولي لشؤون الشركات في مجموعة تسكو، مشيرا الى ان بعض تلك البحوث كانت تتمثل بمرافقة زبائن اثناء عمليات شرائهم احتياجاتهم وطريقة استهلاكهم ولم تكن عملية سهلة بل انها كانت صعبة ولكنها ضرورية، موضحا ان حجم سوق التجزئية يبلغ 200 مليون دولار، واكد ان تسكو رغم كل خبراتها فانها دخلت بشراكة مع مثيلتها في التجزئة شركة «سي تي دبليو» اليابانية، معتبرا ان مفتاح فهم تقاليد المستهلك هو الدخول بشراكات محلية.

وكانت مؤشرات حجم السوق للمدن مذهلة حقا، فاقتصاديات محافظة مثل فكواكا في جزيرة كايوشو تزيد على مجموعة اقتصاديات عدة دول عربية حيث يبلغ الناتج المحلي الاجمالي لها 105 مليارات دولار في حين يبلغ الناتج المحلي للجزيرة 246 مليار دولار ويبلغ عدد سكان المحافظة 5 ملايين و15 مليونا للجزيرة.

وقال محافظ فكواكا واتارو آسو، «كنت في السابق سفيرا في بريطانيا، أشجع الشركات اليابانية للاستثمار في بريطانيا وشهدت افتتاح شركات مثل «نيسان» و«تويوتا» و«ان آي سي» و«سانيو» فروعا لها في المملكة المتحدة، والآن اقف امامكم ادعو الشركات البريطانية للاستثمار في اليابان والاستفادة من هذه السوق الكبيرة حقا». واكد واتارو آسو ان الاقتصاد الياباني يشهد مرحلة نوعية وتسهيلات استثمارية حديثة، على الشركات الاجنبية الاستفادة منها.

غير ان وسائل تشجيع الاستثمار في اليابان وطرق التسويق لم تكن موفقة الى حد كبير، حيث اكد البروفسور البريطاني اندرو ميللر والذي يقود ابحاثا علمية مع شركة ميتسوبيشي بأن اليابان «لا تعرض نفسها جيدا في الغرب»، مضيفا ان علماء اليابان يقطعون أشواطا مذهلة، ومعترفا بالرؤية الخاطئة في محاولة علماء الغرب نسخ تجاربهم في اليابان في وقت تتطور الرؤية العلمية هناك اشواطا على ايدي خبراء يابانيين. جدير بالذكر ان فريق البروفسور ميللر والذي يعمل من امبريال كوليج في لندن نجح باكتشاف عنصر «SIRNA» الذي يستطيع انتقاء الخلايا المريضة دون قتل الخلايا الحية في الجسم. واكد بيتر بيكون مدير الكترونكس ـ آسيا وهو غربي كما يدل اسمه على الحاجة الى شراكات مع اليابانيين وليس عقد صفقات مؤكدا ان امكانيات تطوير الشركات الغربية قد يكون عبر بوابة اليابان التي تشكل قلب آسيا.