رفعت الحكومة الاميركية سقف توقعاتها بالنسبة لاسعار النفط على مدى الـ 18 شهرا المقبلة الى 37 دولارا للبرميل الواحد نتيجة عوامل عديدة اهمها الطلب القوي على النفط ومحدودية الامدادات، اضافة الى استمرار المخاوف الأمنية. وقالت ادارة معلومات الطاقة، وهي وكالة إحصائية تابعة لوزارة الطاقة الأميركية في تقريرها لشهر يوليو ( تموز) صدر عنها اول من امس ويتناول توقعاتها بالنسبة لسوق النفط العالمي على مدى العام المقبل، «يبدو ان فرص انخفاض تدريجي ومستمر في اسعار النفط الخام على مدى عام 2005، كما كان متوقعا في السابق، بدأت تتلاشى». وكانت الادارة قد قالت في تقريرها السابق لشهر يونيو (حزيران) ان اسعار النفط الخام الاميركي (ويست تكساس) من المحتمل ان تنخفض تدريجيا خلال النصف الثاني من العام الجاري وعلى امتداد العام المقبل الى 33 دولارا للبرميل الواحد.
واشار التقرير الى ان اسعار النفط الخام الاميركي تراجعت عن سعر الاربعين دولارا الذي وصلت اليه في بداية الشهر الماضي، الا انها ما زالت تتأرجح فوق حاجز الثلاثين دولارا رغم التحسن العام في المخزونات النفطية وزيادة انتاج النفط من قبل الدول الرئيسية في «اوبك» بما في ذلك السعودية. وعلى رغم ان توقعات الادارة تشير الى تراجع طفيف لاسعار النفط في الربع الثالث من العام الا ان السوق العالمية ستظل تفتقر الى وفرة في الامدادات مع ارتفاع الطلب البترولي العالمي بشكل موسمي في الربع الاخير من العام مما يزيد من احتمالات ضغوط صعودية غير متوقعة على الاسعار في الشتاء.
وتوقع التقرير ان يصل معدل سعر النفط الاميركي خلال الربع الثالث من هذا العام في حدود 37 دولارا للبرميل الواحد بارتفاع دولار واحد عن التوقعات السابقة. وذكرت ادارة معلومات الطاقة الأميركية ان الطلب على النفط في الولايات المتحدة في الربع الثالث من العام الذي بدأ مع بداية هذا الشهر سيرتفع قليلا الى 20.60 مليون برميل يوميا مقارنة مع 20.52 مليون توقعتها الادارة في الشهر السابق. ومن ناحية اخرى قالت الادارة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية ان الطلب العالمي على النفط في الربع الحالي سيزيد الى 81.41 مليون برميل يوميا من تقدير سابق قدره 81.30 مليون برميل يوميا.
وبين التقرير ان انتاج «اوبك» (بدون العراق) وصل الى 27.1 مليون برميل في اليوم بزيادة قدرها 800 الف برميل من النفط يوميا مقارنة مع شهر مايو (أيار) الماضي، مشيرا الى ان انتاج السعودية ارتفع الى 9.1 مليون برميل يوميا في يونيو من 8.6 مليون في مايو. وفي السياق نفسه قالت ادارة معلومات الطاقة في تقرير آخر موجز يتعلق بنشاطات «اوبك» ان سعر سلة «اوبك» ارتفع فوق 28 دولارا للبرميل الواحد في الثاني من شهر ديسمبر 2003 وبقي فوق هذا السعر حتى يوم اول من امس لحظة اصدار التقرير، اي لمدة 152 يوما متواصلة. واضاف التقرير ان معدل سعر سلة «اوبك» وصل الى 28.10 دولار للبرميل الواحد خلال عام 2003 وهو ما يمثل زيادة قدرها 15% عن عام 2002 التي وصل فيها معدل سعر السلة الى 24.36 دولار للبرميل الواحد.
وتأتي هذه التطورات وسط جدل حول ارتفاع اسعار النفط حيث اشار تقرير نشرته صحيفة «الفايننشال» امس ان الحاجات المالية للدول الاعضاء في «اوبك» حفزت بعض وزراء النفط في المنظمة للدعوة الى العمل لرفع الاسعار حتى فوق معدل سلة اسعار «اوبك» المقرر والذي يتراوح بين 22 و 28 دولارا، الا ان الصحيفة اظهرت ان هناك دولتين فقط تعارضان مثل هذا التوجه، هما قطر التي تملك عدد سكان قليلا ولا تعتمد على النفط وحده في ايراداتها المالية، واندونيسيا التي تواجه فاتورة كبيرة نتيجة استيرادها للنفط الخام من الخارج.