تجدد المخاوف الأمنية وانحسار توقعات رفع أسعار الفائدة يضعفان الدولار وأسعار الأسهم الأوروبية ترفع الذهب

الأسهم الأميركية واليابانية تصعد وسط توقعات متفائلة بشأن الاقتصاد وأرباح قوية للشركات

TT

كافح الدولار الأميركي امس قرب أدنى مستوياته أمام اليورو الاوروبي منذ ثلاثة أشهر ونصف الشهر وأدنى مستوى منذ خمسة أشهر أمام الفرنك السويسري تحت ضغوط متمثلة في تراجع التوقعات بالنسبة لاسعار الفائدة وتجدد المخاوف الأمنية في الولايات المتحدة. بينما تحدد سعر الذهب في لندن امس عند 406.60 دولار للاوقية «الاونصة» ارتفاعا من 405.35 دولار في اول من امس. وبلغ سعره عند اقفال امس في نيويورك 407.25 ـ 408.00 دولارات للاوقية الواحدة.

وأدى تباين البيانات الاقتصادية الأميركية ونتائج مخيبة للامال من قطاع الشركات واصرار مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأميركي» على وتيرة «محسوبة» في سياسة رفع أسعار الفائدة الى اقناع العديد من المستثمرين بأنهم بالغوا في توقعاتهم بالنسبة للفائدة.

ودفع تراجع التوقعات، الدولار الى التخلي عن المكاسب التي حققها هذا الاسبوع أمام العملة اليابانية التي تضررت في وقت سابق من الحذر السائد في الاسواق قبل انتخابات برلمانية تجري يوم الاحد في اليابان. وانخفضت العملة الأميركية الى نحو 1.2423 دولار مقابل اليورو امس حيث جرى تداولها بسعر 1.2388 دولار مقابل اليورو. كما ارتفع الدولار امام العملة السويسرية الى نحو 1.2220 فرنك.

وانخفض الدولار الى أدنى مستوى له منذ عدة اشهر مقابل اليورو الاوروبي والعملات الاخرى ذات العائد الاعلى في التعاملات الآسيوية امس لانحسار التوقعات بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة الأميركية وتجدد القلق خشية وقوع هجمات ارهابية.

وتراجعت العملة الأميركية الى أدنى مستوى منذ أسبوع مقابل الين الياباني الامر الذي محا المكاسب التي تحققت بفعل توخي الحرص قبل نتيجة الانتخابات البرلمانية التي تجري في اليابان يوم الاحد المقبل. وانخفض الدولار الى 107.97 ين مسجلا أدنى مستوى منذ ثمانية أيام.

وقال متعاملون ان موجة هبوط الدولار الاخيرة فجرتها تصريحات وزير الأمن الداخلي الأميركي توم ريدج الذي قال اول من امس ان تنظيم القاعدة قد يحاول تنفيذ هجوم واسع لافساد الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال بعض المحللين ان ارتفاع أسعار النفط كان من العوامل التي أثرت سلبا على الدولار.

وقفزت أسعار العقود الاجلة للنفط الخام الأميركي الى أكثر من 42 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ أكثر من شهر في أعقاب تحذير ريدج مع أنه قال انه ليس لديه خطط لرفع مستوى التأهب الأمني.

وبلغ سعر اليورو الاوروبي 1.2416 دولار بعد أن ارتفع في وقت سابق الى 1.2421 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ 18 مارس (اذار) وذلك بالمقارنة مع 1.2385 دولار اواخر التعاملات في نيويورك. وصعد الجنيه الاسترليني الى 1.8556ـ1.8561 دولار من 1.8500 دولار في أواخر معاملات نيويورك بعد ارتفاعه اول من امس الى 1.8582 دولار ليسجل أعلى مستوى منذ ثلاثة أشهر. وتراجع الدولار امام العملة اليابانية الى 107.92 ين ليسجل أدنى سعر منذ أول يوليو (تموز) الجاري مقارنة مع 109.02 ين أواخر التعامل في نيويورك اول من امس.

من ناحية اخرى ارتفعت الاسهم الأميركية عند الفتح امس بعد ان اعطت ارباحا قوية وتوقعات متفائلة بشأن الاقتصاد من مجموعة جنرال الكتريك دفعة لثقة المستثمرين. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 12.61 نقطة اي بنسبة 0.12 في المائة الى 17. 10184 نقطة فيما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 2.08 نقطة او 0.19 في المائة الى 1111.19 نقطة.

وصعد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التقنية المتطورة 11.57 نقطة او 0.6 في المائة الى 1946.89 نقطة. وفي السياق نفسه ارتفعت الاسهم اليابانية في نهاية التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس منتعشة بعد اغلاقها في امس السابق على أدنى مستوى منذ خمسة أسابيع. وجاء هذا التحسن مع تزايد الاقتناع بأن الانخفاضات الحادة الاخيرة التي شهدتها الاسعار عكست الى حد ما أي قلاقل سياسية محتملة قد تحدث بعد الانتخابات التي تجري في مطلع الاسبوع في اليابان.

وبنهاية جلسة التعامل زاد مؤشر نيكاي الرئيسي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى بمقدار 101.30 نقطة أي بنسبة 0.89 في المائة الى 11423.53 نقطة بعد ان هبط المؤشر 574 نقطة في الجلسات الخمس الماضية. وزاد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.05 في المائة الى 1146.92 نقطة.

وقال محللون أيضا ان صناديق معاشات يابانية ومؤسسات استثمارية أخرى اقبلت على شراء الاسهم امس بعد ان فقد مؤشر نيكاي ما يقرب من 600 نقطة في الايام الخمسة السابقة مما جعل اسعار الاسهم تبدو مغرية في ضوء احتمالات نمو الارباح وقوة الوضع الاقتصادي الداخلي. ارتفعت الاسهم بنهاية التعاملات الصباحية في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس مع انتعاش اسهم البنوك وبعض اصدارات قطاع التقنية غير ان مكاسب السوق كانت محدودة وسط جو من الحذر قبل الانتخابات البرلمانية في اليابان.

زاد مؤشر نيكاي امس بمقدار 47.50 نقطة أي بنسبة 0.42 في المائة الى 11369.73 نقطة بعد ان هبط المؤشر 574 نقطة في الجلسات الخمس الماضية. وزاد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 5.59 بنسبة 0.49 في المائة الى 1140.59 نقطة.