بون تزدهر اقتصاديا بعد خمس سنوات من مغادرة الحكومة لها إلى برلين العاصمة التاريخية

TT

بون (المانيا) - رويترز: كان المستقبل يبدو مظلما بالنسبة لمدينة بون منذ خمس سنوات عندما حزمت الحكومة الالمانية أمتعتها وأدارت ظهرها لعاصمتها المطلة على نهر الراين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان انتقال الحكومة الى برلين يعني خسارة 21 الف وظيفة اتحادية بدءا من المستشار وحتى عاملة النظافة بل أكثر من ذلك يمثل تهديدا بترك بلدة فخورة للغاية بدورها في اعادة بناء الديمقراطية في المانيا لاحساس عميق بالفراغ.

واتضح ان المخاوف من فقدان الاهمية لم يكن لها أساس من الصحة. فقد حولت بون نفسها من مدينة حكومية تعتمد بشدة على الاحساس بأنها العاصمة الاتحادية الى مركز مزدهر للصناعات التقنية المتقدمة بها سوق مزدهرة للوظائف وعدد متزايد من السكان بل زيادة في عدد مواليد الاطفال.

ومن الصعب ان تجد أي علامة على الاكتئاب في بون هذه الايام على عكس التوقعات التي سمعها الناس طوال التسعينات من انها ستخسر سبب وجودها وقوام حياتها بدون الحكومة وصناعتها المقاومة للركود.

ولم تنهار أسعار العقارات في بون أو يرتفع معدل البطالة الذي ظل متماسكا حول 7.8 في المائة ليكون واحدا من أقل المعدلات في انحاء البلاد ويماثل نصف معدل البطالة في برلين. ولم يتحول الحي الذي كان يأوي مكاتب الحكومة الى أرض خراب.

على العكس من ذلك أصبحت هناك ناطحة سحاب زجاجية ترتفع في المكان وتعرف باسم برج البريد تضم مكاتب هيئة بريد المانيا وترتفع 40 طابقا أعلى من مبنى الكاتدرائية في كولونيا التي تبعد 40 كيلومترا الى الشمال.

وعلى مقربة يوجد مبنى دويتش تيليكوم أو هيئة الاتصالات الالمانية التي أصبحت أكبر صاحب عمل في بون حيث يبلغ عدد العاملين فيها 11940. ولتوفير مكان لمزيد من المكاتب الحديثة اشترت المقر السابق للحزب الديمقراطي المسيحي وهدمت المبنى الذي عمل فيه المستشار الاسبق هيلموت كول لمدة 25 عاما في اواخر العام الماضي. ودويتش تيليكوم وهيئة بريد المانيا اللتان يعمل بهما الان 380 الف موظف في 220 دولة هما من أكبر 50 شركة في المانيا.

ورغم ان 21 الف وظيفة انتقلت الى برلين في عام 1999 فقد أعيد توزيع سبعة الاف وظيفة في الوكالات الاتحادية الى بون. وبالتالي يصبح صافي الخسارة 14 الف وظيفة. وعلاوة على ذلك أصبح لدى بون عشرة الاف وظيفة أكثر مما كان لديها في عام 1999. ونقلت الامم المتحدة نحو 600 من العاملين فيها الى الحي الحكومي القديم في القطاع الجنوبي من بون بجوار نهر الراين من بينها «أمانة المناخ».

وعقدت قمتان بشأن المناخ في بون كما زارها من خلال مؤتمر للامم المتحدة في الآونة الاخيرة 1100 مندوب من 156 دولة بالاضافة الى 2000 صحافي ومراقب ومستشار.

ويعمل 11 الف موظف في جامعة بون التي يدرس بها 30 الف طالب وتوصف الجامعة بأنها من العوامل الاقتصادية المؤثرة في اقتصاد المدينة.

وقفز عدد سكان بون الى 312527 نسمة هذا العام من 306826 نسمة في عام 1999. وزاد عدد الاسر بنسبة ستة في المائة منذ عام 1999 الى 30 الف اسرة.