الأسواق المالية تتحرك في نطاقات ضيقة مع ترقب شهادة غرينسبان نصف السنوية عن حالة الاقتصاد

TT

فيما يستعد المشرعون الأميركيون لاستجواب الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) بشأن مغزى التباطؤ الاقتصادي في يونيو (حزيران) على مدى يومين من شهادته نصف السنوية امام الكونغرس، يتوقع الكثير من الاقتصاديين أن يلقي غرينسبان تبعة التباطؤ على الركود المعتاد في الصيف، مع التشديد على أن الاقتصاد الأميركي بخير وعافية.

وخلال تداولات امس، لم يطرأ تغير يذكر على الاسهم الأميركية منذ بدء التداول، مع تباين اجواء السوق وسط ارباح قوية اعلنتها بعض الشركات وحذر بين المستثمرين قبل القاء شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 6.34 نقطة او 0.06 في المائة الى 10100.40 نقطة، فيما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 0.33 نقطة او 0.03 في المائة الى 1101.23 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التقنية المتطورة ثلاث نقاط او 0.16 في المائة الى 1886.83 نقطة.

وعن نشاط البورصات العالمية الاخرى قادت أسهم شركات التأمين الاسهم الاوروبية نحو الهبوط أمس، بعد أن أصدرت شركة كونفيريوم تحذيرا بشأن أرباح الربع الثاني، لكن شركة نوفارتس السويسرية العملاقة للادوية ارتفعت بعد أن أعلنت تحقيق أرباح فصلية قوية.

وهبط سهم انفينيون الالمانية لصناعة الرقائق بعد أن أعلنت أن أرباح التشغيل جاءت أقل من المتوقع، وسجلت خسارة صافية في الربع الثالث من سنتها المالية بعد أن زادت المصروفات الاستثنائية فيما يتصل بتحقيقات في ممارسات احتكارية.

وتعرضت شركات الرقائق الاخرى لضغوط بعد صدور تقرير من الاتحاد الدولي لمعدات ومواد أشباه الموصلات «سيمي» أظهر ان معدل الطلبيات الى التسليمات بلغ 1.08 في يونيو الماضي انخفاضا من 1.10 في مايو (ايار) ومن 1.13 في ابريل (نيسان).

وانخفض سهم انفينيون 0.5 في المائة الى 9.24 يورو وسهم اس. تي مايكروإلكترونيكس بنسبة 0.7 في المائة الى 15.93 يورو.

وهوى سهم كونفيريوم السويسرية لاعادة التأمين 30 في المائة، بعد أن حذرت المستثمرين من أن أرباح الربع الثاني من العام ستجيء أقل من المتوقع بفعل زيادة الاحتياطيات لتغطية أنشطة التأمين من الاصابات في السوق الأميركية.

وتراجع سهم زوريخ فاينانشال 3.2 في المائة الى 177 فرنكا سويسريا وسويس ري 3.2 في المائة الى 71.45 فرنك.

وهبط سهم نوفارتس خامس أكبر شركة للادوية في العالم 2.4 في المائة الى 54.50 فرنك سويسري، بعد أن قالت ان أرباح النصف الاول ارتفعت بنسبة 19 في المائة أي أكثر من المتوقع لتصل الى 2.8 مليار دولار.

وفي اسعار العملات الرئيسية انخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني عن أعلى مستوياته منذ خمسة أشهر مقابل الدولار الأميركي وتراجع مقابل اليورو الاوروبي أمس بعد أن أظهر تقرير أن نمو أسعار المساكن في بريطانيا بلغ أدنى مستوياته منذ عشرة أشهر.

وأرغم هذا التقرير الاسواق على تقليص توقعاتها بشأن أسعار الفائدة.

وظل الارتفاع النسبي في أسعار الفائدة عاملا داعما للعملة البريطانية في الفترة الماضية، لكن المستثمرين يخشون أي مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع أسعار المساكن بما قد يدفع بنك انجلترا المركزي لابطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة، لكن المحللين ما زالوا يتوقعون أن يرفع بنك انجلترا المركزي أسعار الفائدة في أغسطس (اب) المقبل.

وفي لندن ارتفع الدولار أمام الين متشجعا بتراجع أسهم طوكيو، ولكنه استقر قرب أدنى مستوياته في شهرين ونصف الشهر أمام اليورو امس قبيل شهادة الان غرينسبان.

وهبط مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية 1.55 في المائة ليغلق على أدنى مستوى منذ الرابع من يونيو، مما أثر في الين الذي تعززه المشتريات الاجنبية للاسهم اليابانية.

وبحلول الساعة 06.36 بتوقيت غرينتش جرى تداول اليورو بسعر 1.2446 دولار بانخفاض طفيف عن أعلى مستوى بلغه أمس عند 1.2461 دولار. ومقابل العملة اليابانية ارتفع الدولار 0.28 في المائة الى 108.55 ين، بينما صعد اليورو 0.44 في المائة الى 135.13 ين.

اما على صعيد المعادن الثمينة فقد ارتفع البلاتين الى أعلى مستوى في ستة أسابيع في أوروبا صباح امس بفضل عمليات شراء قادها يابانيون.

وبحلول الساعة 06.27 بتوقيت غرينتش بلغ البلاتين 835 ـ 840 دولارا للاوقية مقارنة بـ826 ـ 831 دولارا في نيويورك.

وينظر غرينسبان في شهادته الى أن الانتعاش راسخ وأن الزيادات التدريجية في أسعار الفائدة ستمنح النمو الاقتصادي القوة والاستمرارية.

وفي الواقع فقد شرع البنك المركزي بالفعل في تفكيك سياسته التحفيزية التي بدأ العمل بها في عام 2001 وأدت بحلول يونيو 2003 الى نزول أسعار الفائدة على 12 مرحلة الى أدنى مستوى منذ عام 1958 عند واحد في المائة.

وفي اجتماعها الاخير يومي 29 و30 يونيو رفعت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية أسعار الفائدة للمرة الاولى في أربع سنوات، وذلك بواقع ربع نقطة مئوية لتصل الى 1.25 في المائة، فيما اعتبره المحللون أول خطوة في سلسلة زيادة محسوبة.

وقال دافيد روزنبرغ كبير اقتصاديي أميركا الشمالية في ميريل لينش في نيويورك، انه يتوقع أن يقول غرينسبان في شهادته انه بشكل عام لا يزال متفائلا بشأن توقعات النمو الاقتصادي... وصبورا في ما يتصل برفع أسعار الفائدة على المدى القصير. ومع اشتداد سخونة حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) سيحاول الديمقراطيون والجمهوريون دفع غرينسبان الى الحديث عما اذا كان الانتعاش ابطأ من أن يكون قادرا على اعادة بناء سوق العمل أم أنه يستجيب بصورة طيبة للتخفيضات الضريبية التي أجرتها ادارة بوش.

وفقد الاقتصاد بشكل واضح قوة الدفع في يونيو، اذ تراجعت مبيعات التجزئة وانخفض الانتاج الصناعي وجاء عدد الوظائف الجديدة من دون التوقعات، ولكن هناك بوادر تحسن في يوليو (تموز)، كما أن صانعي السياسة واثقون من أن عوامل استمرارية النمو الاقتصادي لا تزال قائمة.