الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «منازل الحرمين»: القطاع العقاري في السعودية ينمو بنسبة 10 % سنويا واستثماراته تتجاوز 266 مليار دولار

عصام عوض: نظام المشاركة بالمنفعة هو أحد الحلول المبتكرة لـ«منازل الحرمين» لتحقيق حلم ملايين المسلمين للسكن بجوار الحرمين

TT

قال عصام عوض الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «منازل الحرمين» ان سوق العقار في السعودية ينمو بمعدل 10 %، في حين تتجاوز الاستثمارات في هذا القطاع نحو تريليون ريال (اكثر من 266 مليار دولار) تمثل 15 في المائة من اجمالي الناتج المحلي السعودي. واشار عوض في حوار مع «الشرق الأوسط»، الى ان الدراسات تشير الى ان سوق العقار في السعودية يستأثر على نحو 70 في المائة من حجم التعاملات والاستثمارات العقارية في المنطقة ككل، وهو ما يدلل على قوة ومتانة هذا السوق. وأضاف ان ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المناطق المجاورة للحرمين الشريفين يحول في الغالب من دون تحقيق حلم ملايين المسلمين بقضاء أوقات روحية بجوارهما، مشيرا الى انه من هنا جاء التفكير في ضرورة ايجاد حلول مبتكرة، فكان نظام المشاركة بالمنفعة الذي قدمته شركة «منازل الحرمين».

وقال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لـ«منازل»: ان الشركة ستطرح 5640 وحدة سكنية لنحو ربع مليون عائلة او عقد على مدار السنة في اربعة مشاريع عملاقة، وهي مركز الشرفة المطل على الحرم المكي الشريف مباشرة، وكل من مركز الحرم ومركز القبلة ومركز السبق في المدينة المنورة بجوار الحرم النبوي الشريف. ومن المستهدف الوصول بعدد الوحدات السكنية المشاركة في البرنامج خلال السنوات الثلاث المقبلة الى 12 الف وحدة سكنية.

* في البداية نود التعرف على حجم وملامح نمو قطاع العقار في السعودية؟

ـ منذ بداية الالفية الجديدة وسوق العقار السعودي يمر بمرحلة نمو غير مسبوق وبمعدل يصل الى10 % سنويا، وهذا ما يؤكده ايضا حجم الاستثمارات الهائلة في هذا القطاع والتي تجاوزت ترليون ريال تمثل 15 في المائة من اجمالي الناتج المحلي. وتشير الدراسات الى ان سوق العقار السعودي يستأثر وحده بنحو 70 % من حجم التعاملات والاستثمارات العقارية في المنطقة ككل، وهو ما يدلل ايضا على مدى قوة ومتانة هذا السوق. وقد ادى كل ذلك بصورة مباشرة الى بلورة مفاهيم وصيغ عقارية من شأنها احداث طفرة كبيرة ونقلة نوعية في صناعة السياحة بالسعودية.

* ما هي الاسباب التي أدت الى ازدهار سوق العقار في السعودية؟

ـ من المعروف ان اي صناعة او قطاع اعمال يمر بفترات انتعاش وفترات ركود، ويمر قطاع العقار بحالة من الانتعاش ارجعها المتخصصون الى عدة عوامل، اهمها النمو السكاني في السعودية، انخفاض المخاطر في الاستثمار العقاري والعوائد المالية المجزية التي تجذب المستثمرين لضخ اموال كبيرة في هذا القطاع، الزيادة المطردة في اعداد زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة على وجه الخصوص، وما ترتب على ذلك من ارتفاع الطلب على مشاريع عقارية جديدة تتوفر فيها خدمات عالمية المستوى، حيث تعد مكة المكرمة والمدينة المنورة من اهم مناطق الجذب السياحي والعقاري، كل ذلك بالاضافة الى عودة رؤوس الاموال الوطنية الى الاستثمار المحلي، خاصة في قطاع العقار وذلك في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر.

* سبق وان اشرتم في بداية حديثكم الى مفاهيم جديدة في السوق العقاري بالسعودية لا سيما في مكة المكرمة والمدينة المنورة. فهل لنا ان نعرف ما هو المقصود بذلك؟

ـ لقد احدثت الزيادة المتنامية في اعداد زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة اختلالا واضحا في آليات السوق العقاري تمثل في زيادة الطلب على العرض، لا سيما مع محدودية المساحات والمواقع المجاورة للحرمين الشريفين. واظهرت الدراسات الميدانية ان 33 % من اجمالي انفاق زوار المدينتين يذهب لتغطية نفقات السكن، بينما يتصدر الموقع المتميز والمجاور للحرمين الشريفين قائمة اولويات زوار المدينتين. ومع أخذ محدودية مساحات المواقع المتميزة والمجاورة للحرمين الشريفين بعين الاعتبار ـ وهو ما أدى بدوره الى ارتفاع أسعار العقارات والاراضي في تلك الاماكن المركزية والذي قد يصل الى 350 الف ريال للمتر المربع ـ نجد ان ارتفاع اسعار الوحدات السكنية في هذه الاماكن المتميزة يحول في الغالب دون تحقيق حلم ملايين المسلمين بقضاء اوقات روحانية بجوار الحرمين الشريفين. ومن هنا جاء التفكير في ضرورة ايجاد حلول مبتكرة، فكان نظام المشاركة بالمنفعة المتوافق مع الشريعة هو الترجمة العملية لذلك، منافع يتشارك الجميع في قطف ثمارها، او بمعنى ادق تمليك وحدات سكنية محددة لا لبس فيها ولا غرر ولفترة زمنية محددة باليوم والتاريخ من كل عام ـ مثلا الاسبوع الاول من شهر صفر من كل عام ـ على مدى عشرين عاما. وبالتالي يتيح الفرصة لاكبر عدد من الملاك للمشاركة كل حسب احتياجه وبأقل سعر ممكن.

* ما هي علاقة شركة «منازل الحرمين» بمثل هذه الحلول المتوافقة مع الشريعة؟

ـ شركة منازل الحرمين هي في الواقع الشركة الرائدة في تقديم وتطبيق هذه الحلول لاول مرة في السعودية. وقد اطلقت الشركة اخيرا برنامج منازل الحرمين لتمليك وحدات سكنية في مناطق متميزة مجاورة ومطلة على الحرمين الشريفين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة بنظام المشاركة بالمنفعة. وستقوم الشركة بطرح 5640 وحدة سكنية لنحو 250 الف عائلة او عقد على مدار السنة في اربعة مشاريع عملاقة وهي مركز الشرفة المطل على الحرم المكي الشريف مباشرة، وكل من مركز الحرم ومركز القبلة ومركز السبق في المدينة المنورة بجوار الحرم النبوي الشريف. ومن المستهدف الوصول بعدد الوحدات السكنية المشاركة في البرنامج خلال السنوات الثلاث المقبلة الى 12 الف وحدة سكنية.

* ما هي الميزة التنافسية التي تميز برنامج منازل الحرمين عن غيره؟

ـ انطلاقا من ايماننا العميق بأن ما يجمعنا مع الملاك هو علاقة نجاح وتميز لمدة عشرين عاما، تقدم منازل الحرمين برنامجا متكاملا وليس سكنيا فقط، ومعنى ذلك اننا تعاقدنا مع شركات عالمية متخصصة لادارة البرنامج كل في مجاله، فمثلا تمت الاستعانة بشركة «آر سي آي» الاولى على مستوى العالم لادارة تبادل الاوقات والاستجابة لمتطلبات العملاء، كما تم انشاء مركز للتواصل Call Centre للاستجابة الى طلبات الملاك فورا وتقديم كل الخدمات الممكنة لهم، بينما تضم المراكز السكنية المذكورة كافة الخدمات التي يحتاجها الملاك من مراكز تسوق متميزة، عيادات طبية، مطاعم، ومواقف سيارات ومصاعد فسيحة وغيرها، بالتالي نحن في منازل الحرمين نقدم اسلوب حياة متميزا وخدمات عالية المستوى، بالاضافة الى وجود رقابة مستمرة على جودة الخدمات المقدمة. فالاسرة تذهب الى بيتها الثاني في منازل الحرمين امام بيت المسلمين الاول وهذا ما يمنحنا ميزة تنافسية عن الآخرين. وهناك عنصر آخر وهو اننا البرنامج الوحيد الذي يضم مشاريع سكنية في مكة المكرمة والمدينة في آن واحد، وهو ما يوفر ميزة مهمة للملاك تتمثل في امكانية تبادل الوحدات بين الملاك في مكة والمدينة.

* ما هو السوق والشرائح المستهدفة لبرنامج منازل الحرمين؟

ـ يبلغ تعداد المسلمين حاليا على وجه الارض نحو 1.7 مليار مسلم يزداد عددهم سنويا بواقع 3 ملايين مسلم، ويمكنني القول بلا ادنى تحفظ ان العالم الاسلامي من مشرقه الى مغربه هو السوق المستهدف لبرنامج منازل الحرمين. وقد اكدت الدراسات التي اجرتها منازل الحرمين ان هناك نحو 30 مليون مسلم هم الشريحة المستهدفة للبرنامج. وستقوم شركة منازل الحرمين بالاستعانة بكبرى الشركات العالمية المتخصصة لتسويق البرنامج في كافة انحاء العالم وفقا لمعايير دقيقة.

* كيف يتسنى هذا في الوقت الذي لا يمكن فيه للاجانب التملك العقاري في السعودية؟

ـ هذه ميزة اخرى من الميزات الفريدة للبرنامج، حيث يسمح للمسلمين المشاركين في البرنامج من خارج السعودية الحصول على تأشيرة دخول الى السعودية في الوقت المحدد لاقامتهم وذلك بمجرد تقديم عقد التملك في برنامج منازل الحرمين الى الممثليات السعودية في اي مكان في العالم.

* ما هو المردود الاقتصادي الذي يمكن ان يعود على السعودية من وراء هذه المفاهيم الجديدة؟

ـ لقد اظهرت الدراسات ان شريحة كبيرة من ملاك الوحدات السكنية في مكة المكرمة والمدينة المنورة يدفعون مبالغ طائلة لتملك تلك الوحدات ولا يستفيدون منها الا لفترات محدودة من السنة، وهذا الامر من الناحية الاقتصادية يعني ركود رؤوس الاموال، بينما تنطوي فكرة تملك الوحدة السكنية، لعدد 48 عائلة مثلا، وبمقابل مادي معقول، على رواج اقتصادي هائل، كما انه سيساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة الى السعودية من خلال الاعداد المضاعفة للملاك على مدار العام، ومن ثم تطوير المجتمعات المحلية وتنويع مصادر الدخل الوطني، وهو ما لا يتسنى في حالة وجود مالك واحد لكل وحدة.

* هل تنوون الدخول في تحالفات مع شركات اخرى لتقديم خدمات ذات قيمة مضافة للملاك في برنامج منازل الحرمين؟

ـ لقد تم توقيع اتفاقيات مع عدد من الشركات، وهناك مفاوضات وافكار اخرى عديدة قيد الدراسة للدخول في تحالفات جديدة وفق اهداف واضحة ومحددة.

* كلمة اخيرة الى القراء والجمهور؟

ـ ارجو من الجميع ان يتعاملوا مع هذه المفاهيم المهمة والمفيدة للجميع بجدية وايجابية وان تقوم الشركات العاملة في هذا المجال بتقديم كل ما هو جديد ومبتكر لما فيه خدمة المسلمين.