«الفئة آيه» الجديدة.. تؤكد حرص مرسيدس ـ بنز على حضورها القوي في فئة السيارات الصغيرة

TT

عندما أطلقت مرسيدس ـ بنز عام 1997 الجيل الأول من سيارتها العائلية الصغيرة «الفئة آيه»، استقبل محبّو الماركة الألمانية العريقة سيارتها الصغيرة بشيء من التحفظ...مفضلين الترقب والانتظار. ففلسفة «الفئة آيه» ومواصفاتها كانت جديدة على المقتني التقليدي لماركة مرسيدس، لأنها كانت عملياً منافسة ماركات صنعت اسمها في السوق نتيجة نجاحها في تلبية حاجات القطاع الشعبي العريض، لا النخبة المتطلبة. وصحيح ان تركيز الصانعين اختلف خلال العقود الماضية، واتسع أفقهم واعتمدوا التنويع لتوسيع قاعدة الطلب على منتجاتهم، ولكن من الصحيح أيضاً القول ان لكل ماركة «شخصية» ولكل صانع اولويات وجمهور في معظم أسواق العالم، وبالذات أوروبا.

لذا جاء اطلاق «الفئة آيه» بمثابة هجمة من مرسيدس على ساحة كانت تتنافس فيها تقليدياً داخل المانيا ماركتا فولكسفاغن واوبل. ولئن كانت مرسيدس قد سعت الى الاستفادة من سمعتها التاريخية وجاذبها التسويقي لخطف المشتري الشاب منافستيها القويتين، فانها كانت تخطط على المدى الأبعد لوضعه على طريق التعود على اقتناء مرسيدس. كانت الفكرة من «الفئة آيه»، وما زالت ان تكون «طراز المدخل» للزبون الشاب الذي كان يحلم على الدوام باقتناء سيارة على مقدمها النجمة الثلاثية الشهيرة...لكن ميزانيته في مقتبل عمره المهني تحول من دون ذلك. ولكن فجأة اهتزت الصورة وتعرضت الفكرة الجريئة لنكسة كبرى عندما أعلن عن فشل السيارة الجديدة يومذاك، وانقلابها، في «اختبار الوعل» على طرق السويد. والاختبار ـ كما صار معروفاً في ما ـ يقوم على الانعطاف السريع المباغت لتفادي ما يمكن ان يكون وعلاً شارداً وخارجاً للتو من غابة كثيفة تخترقها الطريق. هذه النكسة المبكرة، قبل سبع سنوات، رسّخت في أذهان كثيرين قناعة تقول ان ارتفاع جسم السيارة وقلة عرضه لا بد ان يؤثرا سلبياً على ثباتها. ومع ان مهندسي مرسيدس وادارييها حاولوا اقناع المشكّكين بأن الاختبار السويدي استثنائي، وتقريباً نظري، فان استمرار الشك دفع مرسيدس الى اضافة مكونات ثبات إلكترونية أسهمت في التخفيف من القلق ومن ثم تبديده. ولكن في الحصيلة النهائية ورغم نجاح مرسيدس ببيع أكثر من مليون و100 الف سيارة ظل الطراز «متهماً» بأنه عصفور يغرد خارج سرب باقي طرازات الماركة الألمانية الوقورة. ثم عندما أطلقت مرسيدس ماركة جديدة تماماً، هي سمارت خصتها بانتاج السيارات المدينية ثم وسعت اطارها لنتنج سيارات كوبيه وأخرى صالون بأربعة أبواب، توقع كثيرون من «يتقاعد» طراز «الفئة آيه»...أو يغير هويته فيندمج بعائلة سمارت.

* إصرار على تعزيز الحضور

* ولكن، يبدو ان مرسيدس عاقدة العزم على الابقاء على هذا الطراز تحت شعار نجمتها الثلاثية. أكثر من هذا، يبدو انها قرّرت تعزيز حضورها وتأكيد مواقعها في السوق، لتثبت لجميع المشككين ان حساباتها نحوه لم تكن في يوم من الأيام خاطئة، وان هالة الفخامة التي ما لم تحيط بماركة مرسيدس ـ بنز بالرغم من انها اكبر ماركة منتج للشاحنات الثقيلة في العالم، لن تهجرها اذا توسعت تشكيلة المنتجات لتشمل سيارة عائلية صغيرة بسعة محرك تقل عن 1.5 ليتر.

* الجيل الثاني... بشخصية مميزة

* مع الجيل الثاني من «الفئة آيه»، الذي سيطل على أسواق العالم من مقر مرسيدس في مدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا، ترجمت مرسيدس عملياً ايمانها المطلق بمستقبل هذا الطراز. فالموديل الجديد جميل جداً وخفيف الظل جداً وانسيابي وأنيق جداً جداً.

نعم...«الفئة آيه» موديل 2005 سيارة تتمتع بشخصية واضحة، وجاذبية لا تخطئ، وهي من حيث الشكل تتوفر بنموذجين: الأول الهاتشباك المألوفة من الجيل الأول بخمسة أبواب، أما الثاني فهاتشباك بثلاثة ابواب... يمكن اعتباره بحق سيارة كوبيه شبابية رشيقة وناعمة الخطوط. وسيظهر النموذجان بثلاثة مستويات تصميمية تجهيزية. وأما على صعيد المحركات المعدة للطراز الجديد فهي سبعة محركات رباعية الاسطوانات، بينها محرك ديزل ببخ مباشر «سي دي آي» طور حديثاً ومحرك بنزيني بشحن توربيني يولد قوة جبارة بالنسبة لسيارة صغيرة تبلغ 193 حصاناً. وللعلم، بالمقارنة مع المحركات الأخرى (البنزينية والديزل) الموازية لتلك التي زود بها الجيل الأول من «الفئة آيه»، فان اداءها حسّن بحيث زادت قوتها بنسبة 38 % ورفع حد عزم دورانها بنسبة 46 %، وفي المقابل رغم تعزيز الاداء تمكن مهندسو مرسيدس من خفض معدل استهلاك الوقود في هذه المحركات بنسبة 10 %. ولمن تهمه نظافة البيئة تلبي كل المحركات السبعة معايير «اي يو 4» الاوروبية لمنفوثات العوادم، ويتوفّر نظام تصفية شوائب كتجهيز اختياري في السيارات المزودة بمحركات ديزل.

* جسم السيارة وموجوداته

* الشكل الاسفيني الانسيابي للموديل الجديد بخطوطه الأنيقة الجريئة ينم عن قدر أكبر من الديناميكية من شكل سابقه. وقد أسهم في ذلك اعادة تصميم الشعرية (المشبك الأمامي) والمصابيح الأمامية كلياً، وكذلك اعادة تصميم جناحي السيارة وخاصرتيها بحيث تتناغم فلسفة الانسابية مع صور التماسك والصلابة والحركة السريعة، ويضاف الى ما تقدم زيادة طول جسم السيارة بـ232 مم مقابل زيادة عرضه 45 مم. الا ان التطور الجذري لا يقتصر على الشكل الآخر الافضل بمراحل عما ألفناه في الجيل الأول من «الفئة آيه». ففي كل تفصيل تطوير جديد لتحسين الاداء ومستويات الراحة والاستجابية والرفاهية والسلامة يفسّر نفسه بأكثر من 200 براءة ابتكار تصميمية سجلتها مرسيدس مع السيارة الجديدة.

* موجز المواصفات التقنية

*الجسم: هاتشباك بخمسة أبواب وثلاثة أبواب. وطوله 3838 مم وعرضه 1764 مم وارتفاعه 1595 مم. مع قاعدة عجلية طولها 2568 مم.

ـ المحركات: 7 محركات رباعية الاسطوانات، ثلاث منها ديزل سعة 1991 سم مكعب (2 ليتر) ديزل ببخ مباشر وسكة مشتركة وشحن توربو، يولد أحدها قوة 82 حصاناً عند 4200 دورة في الدقيقة وعزم دوران يبلغ 180 نيوتن متر بين 1400 و2600 دورة بالدقيقة. والثاني قوة 109 احصنة عند 4200 دورة بالدقيقة وعزم دوران يبلغ 250 نيوتن متر بين 1600 و2600 دورة بالدقيقة، والثالث قوة 140 حصاناً عند 4200 دورة بالدقيقة وعزم دوران يبلغ 300 نيوتن متر بين 1600 و2600 دورة بالدقيقة.

اما المحركات الأربعة الأخرى فبنزينية، أصغرها سعة 1498 سم مكعب (1.5 ليتر) يولد قوة 95 حصاناً عند 5200 دورة بالدقيقة. والثاني سعته 1699 سم مكعب (1.7 ليتر) يولد قوة 116 حصاناً عند 5500 دورة بالدقيقة. والثالث سعته 2034 سم مكعب (2 ليتر) يولد قوة 136 حصاناً عند 5750 دورة بالدقيقة. والرابع سعته أيضاً 2034 سم مكعب لكنه معزز بشحن توربو ويولد قوة 193 حصاناً عند 5000 دورة بالدقيقة.

ـ علب التروس (ناقل الحركة): يتوفر كتجهيز قاعدي ناقل يدوي بخمس سرعات وست سرعات، مع خيار ناقل اوتوماتيكي «اوتوترونيك» بنقل دائم التفاوت (هو الأول من نوعه تعتمده مرسيدس).