الدولار يستقر في مستويات صرف مرتفعة مدعوما بانحسار المخاوف الأمنية وبيانات صناعية

TT

استقر سعر صرف الدولار الأميركي قرب أعلى مستوياته منذ ستة أسابيع مقابل اليورو الأوروبي أمس وتغلب على الضعف الذي طرأ عليه في الايام القليلة الماضية بسبب مخاوف أمنية في الولايات المتحدة تدعمه بيانات قوية عن قطاع الصناعات التحويلية الأميركي في اليوم السابق.

وأشار ارتفاع مؤشر معهد ادارة التوريدات لقطاع الصناعات التحويلية في يوليو (تموز) أول من أمس الى أن البيانات الضعيفة الاخيرة عن الاقتصاد الأميركي ربما كانت مؤقتة وكان هذا الارتفاع كافيا لابقاء الانظار في الاسواق مركزة على بيانات سوق العمل التي تصدر يوم الجمعة.

لكن المحللين قالوا ان التوقعات تشير الى أن بيانات سوق العمل ستبقى على تقلبات الدولار ارتفاعا وانخفاضا. وينتظر المستثمرون هذه البيانات لمعرفة حالة الاقتصاد الأميركي ووتيرة رفع أسعار الفائدة.

وتراجعت المخاوف الأمنية التي تفجرت في مطلع الاسبوع بعد ان رفعت الحكومة الأميركية حالة التأهب الأمني للمؤسسات المالية في نيويورك وواشنطن واسترد الدولار ما خسره أمام الفرنك السويسري عملة الملاذ الآمن للاستثمارات في أوقات الازمات.

وأشار محللون الى تقرير في صحيفة نيويورك تايمز جاء فيه أن جانبا كبيرا من المعلومات التي أدت الى رفع حالة التأهب يرجع الى ثلاث أو أربع سنوات مضت.

وفي لندن تخلى الجنيه الاسترليني عن بعض مكاسبه الاخيرة في بداية معاملات أمس بعد أن استبعد المتعاملون فكرة رفع بنك انجلترا المركزي أسعار الفائدة هذا الاسبوع باكثر من ربع نقطة مئوية. وارتفع الجنيه الاسترليني أمام معظم العملات الرئيسية أول من امس بعد أن شجع مسح قطاع الصناعات التحويلية البريطاني البعض في السوق على المراهنة على رفع الفائدة البريطانية بواقع نصف نقطة مئوية. لكن الاسترليني نزل عن أعلى مستوى في ستة أسابيع أمام اليورو وانخفض أمام الدولار في اوائل معاملات امس مع اقبال المستثمرين على جني أرباح.

وتعززت احتمالات اقدام بنك انجلترا على زيادة الفائدة عدة مرات مستقبلا بعد بيانات أمس التي أظهرت أن قطاع الصناعات التحويلية البريطاني سجل في يوليو تموز أسرع معدل نمو في عقد. وتبلغ اسعار الفائدة البريطانية حاليا 4.5 بالمائة وهي ثالث أعلى اسعار في الدول الصناعية بعد نيوزيلندا واستراليا.

وعلى صعيد أداء البورصات العالمية ارتفعت أسعار الاسهم الاوروبية قليلا في بداية تعاملات امس يدعمها ارتفاع أسهم شركات الطاقة لارتفاع أسعار النفط بينما انخفض سهم بنك ايج الإلكتروني البريطاني بعد ان أنهت مؤسسة برودنشال للتأمين مباحثات لبيعه.

وارتفعت أسهم شركة سكوتش اند نيوكاسل أكبر شركات البيرة في بريطانيا 1.4 في المائة الى 407 بنسات بعد ان أبدت ثقتها في تحقيق اهداف السنة وذلك في اعقاب زيادة بنسبة ثمانية في المائة في أرباح العمليات الاساسية في النصف الاول من العام بما يتفق مع التوقعات.

ومن المتوقع ان تعمل أسعار النفط المرتفعة عند مستويات قياسية والتي تحد من أرباح الشركات على استمرار قلق المستثمرين. وبفضل ارتفاع أسعار النفط صعدت أسعار شركات النفط الكبرى في أوروبا بي.بي 0.7 في المائة الى 516 بنسا وتوتال 0.8 في المائة الى 161.1 يورو ورويال دتش شل 1.0 في المائة الى 41.8 يورو في الوقت الذي قال فيه رئيس منظمة أوبك انه ليس بوسع المنظمة أن تفعل شيئا يذكر لتهدئة الاسعار.

وفي وول ستريت انخفضت الاسهم الأميركية في بداية جلسة المعاملات امس مع قلق المستثمرين من وصول سعر النفط الى حوالي 44 دولارا للبرميل وبيانات تظهر هبوطا اكبر من المتوقع في انفاق المستهلكين. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 17.74 نقطة اي بنسبة 0.17 في المائة الى 10161.42 نقطة فيما انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 1.83 نقطة او 0.17 في المائة الى 1104.79 نقطة.

وهبط مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التقنية 7.60 نقطة او 0.40 في المائة الى 1884.49 نقطة. كما هبط مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو للاوراق المالية لليوم الثاني ليغلق منخفضا 0.73 بالمائة امس مع اقبال المستثمرين على جني أرباح مع تفاقم التوقعات بشأن الاسواق العالمية وسط تنامي الشكوك ازاء أسعار النفط والأمن. ورغم استمرار مكاسب وول ستريت بعد يوم من رفع مستوى التأهب في الولايات المتحدة فقد واصلت اسهم كبار المصدرين اليابانيين مثل كانون وتويوتا موتور كورب خسائر أمس.

وقادت أسهم اوليمبوس كورب للكاميرات الرقمية منافساتها نزولا بعد ان أعلنت الشركة انخفاض أرباحها ربع السنوية. وأنخفض مؤشر نيكاي ـ225 للاسهم الممتازة 81.67 نقطة ليغلق على 11140.57 نقطة مواصلا خسائر أمس التي بلغت 0.91 بالمائة. وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.76 بالمائة الى 1127.03 نقطة.