برنت يتجه نحو 41 دولارا في أعلى مستوياته منذ 1990 و«أوبك» تطمئن الأسواق بقدرتها على ضخ 1.5 مليون برميل إضافية

TT

سجل سعر نفط برنت رقما قياسيا حيث زاد 32 سنتا في عقود سبتمبر (ايلول) ليصل سعر البرميل الى 40.96 دولار. وبلغ أعلى سعر لمزيج برنت من قبل 40.95 دولار للبرميل وسجل في أكتوبر (تشرين الاول) عام 1990 قبل حرب تحرير الكويت. كان سعر البرميل بلغ حينذاك 40.95 دولار. الا ان اسعار النفط للعقود الآجلة هبطت في التعاملات الصباحية ببورصة نيويورك التجارية (نايمكس) في اعقاب خسائر قوية لاسعار البنزين بعد ان اظهرت بيانات حكومية ان مخزونات المنتجات المكررة في الولايات المتحدة زادت الاسبوع الماضي. وانخفض سعر النفط الأميركي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر (ايلول) 30 سنتا الى 43.85 دولار للبرميل بعد ان سجل مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 44.34 دولار في تعاملات اكسيس الليلة الماضية وهو اعلى مستوى للاسعار منذ بدء تعاملات العقود الاجلة في نايمكس قبل 21 عاما.

وكان سعر الخام الأميركي الخفيف قد ارتفع 13 سنتا عن سعر الاغلاق أمس في بداية التعاملات ليصل في عقود سبتمبر الى 44.28 دولار للبرميل في المعاملات الإلكترونية على شبكة أكسيس مسجلا أعلى مستوياته على الاطلاق منذ بدء التعاملات الاجلة في سوق نايمكس عام 1983 .

من ناحيتها اكدت منظمة أوبك انها تمتلك قدرة انتاجية اضافية من النفط تتراوح مابين مليون الى مليون ونصف مليون برميل يوميا، وان هذه الطاقة الاضافة قابلة للضخ في السوق مباشرة وانه سيتم تفعيل هذه الاضافة عند الضرورة لتهدئة الاوضاع في السوق، وطالما ان هناك نقصا في المعروض. وذكر بيان صادر عن المنظمة مساء امس انها مهتمة بالارتفاع القياسي الحالي لاسعار النفط وان وزراء الدول الاعضاء يراقبون ويجرون مشاورات بشأن هذه المتغيرات.

وتشير مصادر مطلعة الى ان البيان جاء لازالة المخاوف التي اثارتها تصريحات رئيس المنظمة وزير الطاقة والموارد المعدنية الاندونيسي بونومو يوسجيانتورو حول عدم وجود نفط اضافي للضخ الفوري، وهي معلومات تتناقض مع تصريحات المسؤولين السعوديين الخاصة بوجود قدرة انتاجية فائضة قابلة للضخ خلال فترة وجيزة. وفي تطور لافت اعلنت متحدثة باسم البيت الابيض أمس ان الرئيس الاميركي جورج بوش ما زال يرفض الاستعانة بالاحتياطي النفطي للولايات المتحدة على الرغم من الاسعار القياسية التي سجلها النفط الخام في الاسواق العالمية. وقالت المتحدثة كلير بوكان لوكالة فرانس برس «ان الاحتياطي النفطي مخصص للطوارئ والرئيس يرى ان الشيء الاهم الذي يمكننا القيام به في مجال الطاقة هو وضع سياسة متكاملة للطاقة في البلاد وهو ما اقترحه على الكونغرس». يشار الى ان الاحتياطي النفطي في الولايات المتحدة يبلغ حاليا 665 مليون برميل، وهو يقارب الحد الاقصى لقدرة الاستيعاب التي تصل الى 700 مليون برميل. وكان الرئيس بوش طلب ان يصل الاحتياط الى حده الاقصى بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .

ومن جانبه اكد وليد خدوري الخبير النفطي ورئيس تحرير نشرة «ميس» المتخصصة، ان هناك اثرا واضحا للمضاربات مابين 4 ـ 8 دولارات للبرميل او ما يعادل مابين 10 ـ 20 في المائة من سعر البرميل السوقي، مما يشير الى اهمية قيمة الاضافة التي يحدثها المضاربون، ويؤكد ضرورة توافر معلومات اكثر دقة حول حجم الانتاج والطلب، وهي المعلومات التي تفتقر حاليا الى الكثير من الموثوقية عدا تلك الخاصة باستهلاك اميركا ومخزونها الاستراتيجي الذي استمر في التصاعد منذ 14 اسبوعا تقريبا.

وقال خدوري في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من مكان اقامته في قبرص، ان تصريح رئيس اوبك حول عدم توافر نفط اضافي فوري لتلبية الزيادة في الطلب يصب بشكل اساسي حول مسألة ان اوبك تنتج حاليا حوالي 30 مليون برميل وان السوق يبحث عن نفط خفيف اضافي، وهي الكمية التي كان متوقعا ان تضيفها السعودية نهاية يوليو (تموز) الماضي من خلال بدء الانتاج في حقل القطيف من خلال مزج الخام الخفيف جدا، والخام المتوسط الذي يتوقع ان ينتج من حقل القطيف العملاق، وهو الانتاج الذي لم يبدأ فعليا حسب المعلومات المتوافرة.

وانتقد خدوري عدم دقة التوقعات التي صرح بها مسؤولون في الاوبك بشأن الطلب العالمي، فقد كان متوقعا حسب تصريحات وزراء في دول الاوبك ان يتباطأ الطلب بنسبة 2.5 مليون برميل في حين انه ارتفع بنسبة 2.5 مليون برميل.

وعن تأثير ازمة شركة النفط الروسية يوكوس قال خدوري ان يوكوس التي تنتج 1.7 مليون برميل في المعدل وتصدر حوالي 800 الف برميل، لن تقوم بضخ اي استثمارات اضافية لتوسيع قدراتها مما يحتم تباطؤ انتاجها تدريجيا، كما ان مستقبل انتاجها مبهم ما يعزز مخاوف السوق في اعقاب المخاوف الاكبر الخاصة باحتمال وقوع اعمال ارهابية.

يشار الى ان معلومات حصلت عليها لـ«الشرق الاوسط» اشارت الى ان التشغيل التدريجي لحقل القطيف الذي يتوقع ان ينتج بعد تطويره حوالي نصف مليون برميل يوميا، سيتم قريبا جدا وقد يكون خلال شهر اغسطس (اب) الحالي.