الإسترليني يتراجع بعد بيانات بريطانية والدولار لأعلى مستوى منذ أسابيع أمام اليورو والفرنك

TT

ارتفع سعر صرف الدولار الى أعلى مستوياته منذ أكثر من ستة أسابيع مقابل اليورو الاوروبي ومنذ أكثر من شهرين مقابل الفرنك السويسري امس وسط توقعات باعلان تقرير يدعو للتفاؤل عن سوق العمل الأميركية يوم الجمعة. في حين مني الاسترليني بتراجعات اكثر بعد ان تراجعت التوقعات في ان يرفع بنك انجلترا سعر الفائدة نصف نقطة مئوية وبدلا من ذلك توقع مراقبون وفقا لظهور بيانات تفيد بتراجع مبيعات التجزئة البريطانية.

وينتظر الاقتصاديون تقرير معهد مديري المشتريات عن القطاعات غير الصناعية لشهر يوليو (تموز) ويتوقعون ارتفاع المؤشر الى 61 نقطة من 59.9 نقطة.

وارتفعت العملة الأميركية الى 1.1970 دولار مقابل اليورو لتسجل أعلى مستوى منذ 14 يونيو (حزيران) بانخفاض يزيد على نصف نقطة مئوية عن سعر الاغلاق في السوق الأميركية أمس.

كما ارتفع الدولار أمام العملة السويسرية الى أعلى مستوى منذ 24 مايو (ايار) ليصل الى 1.2858 فرنك.

وصعد الدولار ايضا أمام العملة اليابانية نقطة مئوية الى 111.74 ين.

ما جعل الين يمنى بخسائر أمام العملات الرئيسية الاخرى أمس اذ أدى ارتفاع أسعار النفط الى تراجع الامال في النمو الاقتصادي باليابان وشجع المستثمرين على سحب استثماراتهم من أسواق الاسهم الاسيوية.

وفي الوقت نفسه تأرجح اليورو الاوروبي قرب أدنى مستوياته منذ ستة أسابيع مقابل الدولار بعد ان زاد ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا المخاوف من اعتماد الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو على الصادرات لا على الطلب المحلي.

وتأثر الين أيضا بانخفاض مؤشر نيكاي الرئيسي للاسهم اليابانية الى أدنى مستوياته منذ شهرين بعد ارتفاع الخام الأميركي الخفيف الى 44.28 دولار للبرميل ليسجل أعلى مستوى منذ بدء التعاملات الاجلة في بورصة نايمكس الأميركية عام 1983 .

وفي الوقت الراهن يتوقع المحللون أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة الاساسية الى 1.50 في المائة من 1.25 في المائة في اجتماعه المقبل في العاشر من أغسطس (اب) الجاري.

وأظهرت بيانات امس أن عدد العاطلين عن العمل في المانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ارتفع 11 ألفا في يوليو أي مثلي الزيادة المتوقعة.

وتراجع الجنيه الاسترليني أمام الدولار واليورو أمس مع بدء بنك انجلترا المركزي اجتماعا يستمر يومين وينتظر على نطاق واسع أن يسفر عن رفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية.

وراجت تكهنات برفع الفائدة البريطانية نصف نقطة مئوية عن مستواها الحالي البالغ 4.5 في المائة ولكنها لم تدم طويلا وسرعان ما تلاشت بعد أن أظهر مسح تراجعا في نمو مبيعات التجزئة البريطانية.

وفي أسواق البورصات العالمية انخفضت الاسهم الاوروبية امس مع ارتفاع أسعار النفط عن 44 دولارا للبرميل مما اثار مخاوف جديدة من تأثر أرباح الشركات بها ومع انخفاض أسهم مجموعة كريدي سويس المصرفية.

وتصدر سهم كريدي سويس الاسهم الهابطة للمؤسسات الكبرى فانخفض 4.2 في المائة بعد ان تجاهل المستثمرون اعلانه تحقيق أرباح صافية افضل من المتوقع وركزوا على تحذيره من ضغوط على نفقات التشغيل وكذلك عدم اسهابه في الحديث عن التوقعات.

وزاد ارتفاع أسعار النفط المخاوف بشأن النمو الاقتصادي ومن ثم أرباح الشركات.

وارتفعت أسهم مجموعة باسف الالمانية بنسبة واحد في المائة بعد أن رفعت توقعاتها لعام 2004 مع اعلان زيادة تفوق التوقعات بلغت 44 في المائة في أرباح الربع الثاني قبل خصم الفوائد والضرائب والبنود الاستثنائية.

كما رفعت شركة أديداس سالومون توقعاتها للارباح بعد انتعاش أنشطتها في سوقها الرئيسية بأميركا الشمالية مما ساهم في زيادة أكبر من المتوقع في أرباح الربع الثاني، وارتفع سهم الشركة 2.3 في المائة.

وانخفض سهم كوميرتسبنك 2.4 في المائة بعد أن قال إن أرباح الربع الثاني جاءت مطابقة للتوقعات.

وقال ستيف بارو خبير الاسواق الاوروبية في مؤسسة بير ستيرنز«لابد من انخفاض أسعار النفط اذا كان لاسواق الاسهم أن ترتفع مرة أخرى». وأضاف «الكثيرون يتوقعون بيانات قوية عن سوق العمل (الأميركية) غدا الجمعة ولذلك فالخطر أكبر أن تنخفض الاسهم اذا لم تكن الارقام مطابقة للتوقعات. لكن حتى اذا جاءت بيانات الوظائف جيدة فان أسعار النفط تظل مشكلة رئيسية».

وفي طوكيو هبط مؤشر نيكاي للاسهم اليابانية 1.17 في المائة أمس بعد أن قلص خسائره المبكرة التي بلغت أكثر من اثنين في المائة مع انحسار موجة بيع محمومة من المستثمرين للحد من الخسائر.

وفي وقت سابق امس أدت المخاوف من ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي وخاصة انفاق المستهلكين في الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لليابان الى موجة بيع واسعة للاسهم.

وانخفض مؤشر نيكاي القياسي 130.55 نقطة ليغلق على 11010.2 نقطة بعد ان فقد 185 نقطة في الجلستين السابقتين، وهذا هو أدنى مستوى اغلاق للمؤشر منذ 25 مايو (ايار).

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.09 في المائة الى 1114.75 نقطة.

وكان من أشد القطاعات تضررا اليوم أسهم المصدرين والبنوك والسماسرة وحتى سهم شركة تويوتا موتور كورب أكبر منتج للسيارات في اليابان والتي أعلنت أمس تحقيق أرباح فصلية أقوى من المتوقع.