تعتزم السعودية خلال الأيام المقبلة رفع الحظر عن استيراد المواشي الأوروبية بعد أن أثبتت منظمة الأغذية والزراعة العالمية خلو دول الاتحاد الأوروبي من مرض الحمى القلاعية. إلا أن السعودية سترفع الحظر عن الدول التي كانت موبوءة بالحمى القلاعية واستطاعت السيطرة عليها ولم يثبت وجود أعراض لجنون البقر فيها، فيما ستبقيه على الدول التي لم يثبت حتى الآن خلوها من مرض جنون البقر ومنها بريطانيا وفرنسا. وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز الشتري وكيل وزارة الزراعة السعودية إن الوزارة تعمل حالياً على إصدار قرار برفع الحظر عن استيراد المواشي من دول الاتحاد الأوروبي والذي سيعلن عنه قريباً، إلا أنه أكد أن قرار الحظر لن يشمل الدول التي لم تثبت حتى الآن خلوها من أمراض جنون البقر. وكانت السعودية قد فرضت حظرا على استيراد الماشية من الاتحاد الأوربي عام 2000 بعد اكتشاف حالات إصابة بمرض الحمى القلاعية، فيما كانت تفرض حظرا على استيراد الأبقار من بعض الدول من بينها بريطانيا قبل ذلك نتيجة لاكتشاف حالات مرضية بجنون البقر.
وبيّن الشتري أن القرار الذي ينتظر أن يصدر خلال الأيام المقبلة يأتي بعد تأكد الجهات المعنية في السعودية من خلو أغلب دول الاتحاد الأوروبي من مرض الحمى القلاعية وفي ظل التقارير التي صدرت من منظمة الأغذية والزراعة العالمية التي أكدت خلو هذه الدول من تلك الأمراض، مشيراً إلى أنه سيسمح للشركات السعودية باستيراد الماشية من تلك الدول وفق ضوابط وشروط تضن صحة وسلامة المستهلك وتحفظ الثروة الحيوانية في البلاد.
في المقابل أكد لـ«الشرق الأوسط» مشعل ناصر المكيرش أحد مستوردي الماشية أن رفع الحظر عن استيراد المواشي من دول الاتحاد الأوروبي يفتح آفاقا للاقتصاد السعودي لتنويع وجهات الاستيراد خاصة أن السوق المحلي يعاني في الفترة الحالية من شح استيراد المواشي في ظل استمرار الحظر على الصومال التي تعد من أهم الدول المصدرة للمواشي للسعودية لتدني أسعارها وتوافر كميات كبيرة للتصدير. وأضاف المكيرش أن من الأسباب التي أدت إلى شح الاستيراد في السوق المحلي أيضا المشاكل التي أوقفت تصدير المواشي الأسترالية للسعودية والارتفاع المحموم لأسعار الماشية في سورية الذي خلق عدم استقرار في سوق الماشية السعودية. إلا أنه استدرك وأكد أنه على الرغم من رفع الحظر عن الدول الأوربية إلا أنها لا تمثل نسبة كبيرة في سوق الإستيراد للمواشي للسعودية ما عدا الفصيلة البقرية.
وكانت السلطات في الدول الأوربية قد اتخذت إجراءات صارمة لمحاصرة مرض الحمى القلاعية، ومنع انتشاره بين قطعان المواشي، والقضاء عليه، وحولت أجزاء من الريف إلى مناطق يحظر دخولها، في إجراء وقائي لمنع انتشار الوباء.