مجموعة مالية مقرها دبي تفاجئ الأسواق بعرض لشراء يوكوس بـ10 مليارات دولار

مصادر ترفض تأكيد الصفقة ولا تستبعد اشتراك إماراتيين بصفقات مع أجانب

TT

فاجأت امس مجموعة استثمارية غير معروفة ومقرها دبي الاسواق بعرض غير مسبوق لشراء شركة يوكوس الروسية العملاقة بمبلغ 10 مليارات دولار. فيما يعتقد أن عددا من أفراد عائلة آل مكتوم قد شاركوا في تقديم عرض عن طريق كونستانتين كاغالوفسكي الشريك السابق لميخائيل خادوركوفسكي أكبر صاحب أسهم في شركة يوكوس التي تعيش ازمة مالية تنذر بنهايتها. وفي حين شككت مصادر اقتصادية في دبي تحدثت لـ«الشرق الاوسط» بالتقارير الصحافية التي نشرتها صحيفة «الصنداي تايمز» الصادرة امس في لندن عندما اشارت الى مشاركة مستثمرين اماراتيين في كونسورتيوم لشراء حصة رئيسية في شركة يوكوس الروسية النفطية بقيمة عشرة مليارات دولار، فأن هذه المصادر قالت بنفس الوقت ان المشاركة بين المستثمرين الاماراتيين والاجانب مبدأ معروف في السوق الاماراتية. وتتيح قوانين المناطق الحرة في الامارات ملكية كاملة للمستثمرين الاجانب الا انها تشترط وجود كفالة وطنية او مشاركة محلية في الاستثمارات الاجنبية خارج المناطق الحرة المشار اليها.

واضافت المصادر الاماراتية الى ان الشركات الخاصة ليست ملزمة بالاعلان عن استثماراتها وعملياتها سواء داخل الدولة او خارجها طالما ان هذه الاستثمارات والعمليات تتم في اطار الانظمة والقوانين المرعية. ولكن الصحيفة البريطانية مضت بالقول إن كاغالوفسكي قد كتب رسالة الشهر الماضي للرئيس الروسي بوتين يعرض عليه فيها دفع الضرائب المستحقة على شركة يوكوس وبالاضافة الى ذلك مبلغا يصل إلى 800 مليون دولار بالنيابة عن خودوركوفسكي وبلاتون ليبيديف صاحب أسهم في شركة يوكوس والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد خودوكوفسكي، تعويضا لأي أضرار قد تطلبها الحكومة الروسية.

لكنه ليس واضحا حتى الآن فيما إذا كان بوتين قد قبل التفكير في العرض على الرغم من وضع يوكوس المالي المتدهور.

وظلت هذه الشركة التي تعد أكبر مصدر للنفط الروسي موضوعا لمداهمات حكومية متكررة للحصول على الضرائب المستحقة على الشركة. مع ذلك فإن الكثير من أرصدة الشركة بما فيها الحسابات المصرفية هي في حالة تجميد وهذا ما أعاق تمشية استحقاقات الدفوعات وأدى إلى مخاوف من إفلاس شركة يوكوس. وساعدت مشاكل يوكوس المتزايدة على رفع أسعار النفط إلى 44.50 دولار للبرميل الواحد في الأسبوع الأخير. ونجم هذا الارتفاع عن تخوف المتعاملين في سوق النفط من توقف النفط المصدر عن طريق شركة يوكوس. وتهدد ازمة ارتفاع أسعار النفط العالية إلى الانتقال إلى واقع أسعار الغاز والكهرباء الحالية. فأسعار الغاز تتأثر بتغيرات اسعار للنفط بسبب الأواصر الموجودة في عقود التزود بالنفط والغاز. في ظل تضرر الكثير من الشركات من ازمة ارتفاع أسعار النفط وهذا ما يضيف 50% من تكاليف استخدامات الطاقة للسنة المقبلة.

وكانت توقعات قد اشارت الى ان الاقتصاد العالمي قد يشهد نموا يزيد على 4 بالمائة خلال العام الجاري في اعقاب ازدياد اسعار النفط، فضلا عن عوامل اخرى مثل زيادة معدلات الفائدة وتراجع انفاق المستهلكين في الولايات المتحدة خلال الربع الثاني. فيما قال آخرون انهم اعادوا النظر في توقعاتهم الخاصة بالاوضاع الاقتصادية للعام 2004 بكامله. ويعتقد خبراء اقتصاديون ان ضغط الحكومة الروسية على شركة يوكوس، قد ادى الى عرقلة انتاجها الذي يصل الى 1.7 مليون برميل يوميا، اضافة الى التوتر العرقي في نيجيريا وتفجيرات انابيب النفط في العراق ورفع الولايات المتحدة لمستوى التأهب ستؤدي الى ازدياد اسعار النفط في الغالب. ولكن في الطبيعي فهناك رابحون وخاسرون في الوضع الحالي، فعائدات الدول الاعضاء في منظمة اوبك وصلت الى 300 مليار دولار خلال العام الجاري، بزيادة قدرها 50 مليار دولار على عائدات عام 2003. وسجلت شركة «بي بي» دخلا بلغ الضعف في النصف الثاني ليصل الى 2.2 مليار دولار بسبب ارتفاع اسعار الطاقة وارتفاع عائدات مشروعها المشترك في روسيا. إلا ان عدد الخاسرين اكبر من عدد الرابحين، اذ اشار مسؤولون في قطاع النفط الى ان المستهلكين شعروا بالصدمة من جراء الزيادة الكبيرة في الاسعار، فضلا عن ان زيادة اسعار الطاقة تنعكس سلبا على قطاع الصناعات الثقيلة في الدول الصناعية.