تصريحات رئيس صندوق النقد الدولي الجديد تشيع الارتياح في أفريقيا

TT

كمبالا ـ رويترز: وعد رودريغو راتو بان يصغي السمع عندما يقوم بأول جولة في افريقيا بعد توليه رئاسة صندوق النقد الدولي، لكن تصريحاته خلال الجولة هي التي أدخلت مشاعر الارتياح على نفوس زعماء أفقر قارة في العالم.

فخلال الجولة التي استغرقت خمسة أيام وشملت نيجيريا والغابون واوغندا وانتهت يوم الجمعة الماضي، قال وزير المالية الاسباني السابق الذي تولى رئاسة صندوق النقد قبل شهرين انه سينفذ تغييرات بهدف اعطاء الدول الافريقية كلمة أكبر فيما يتعلق بهيكل برامج الاقراض بالصندوق. وتأييد راتو لإجراء اصلاحات افريقية وتقديم مساعدات أكثر فاعلية وأيضا تخفيف عبء الديون يجيء في مواجهة انتقادات بان الصندوق ومقره واشنطن يتجاهل مشكلات القارة السمراء.

وقال بينجو وا موثاريكا زعيم مالاوي في مقابلة يوم الجمعة بعد محادثات مع راتو «هذا شيء طيب جدا بالنسبة لنا. هذا ما كنا نقوله منذ فترة طويلة.

نرى أن هذا يشير الى ان هناك بعضا من رياح التغيير في صندوق النقد الدولي». وتتركز نصف برامج الصندوق تقريبا على افريقيا حيث يتجاوز الفقر وما يصاحبه من متاعب اجتماعية جهود التنمية الموجهة لاكثر من 800 مليون نسمة.

بدأت جولة راتو في نيجيريا في اليوم الذي أطلقت فيه الولايات المتحدة تحذيرات جديدة من ان تنظيم القاعدة قد يشن هجمات تستهدف مؤسسات مالية مثل صندوق النقد الدولي. وأوضح راتو خلال الجولة انه يريد ان ينظر اليه على انه مؤيد لافريقيا وليس وكيلا لقوى دولية في التعامل مع القارة المضطربة.

وفي ليبرفيل عاصمة الغابون، قال أمام رجال أعمال ورؤساء نقابات ومنظمات غير حكومية «يمكنكم الاطمئنان الى ان صندوق النقد الدولي سيظل بجانبكم من خلال تقديم النصح المستمر والدعم الفني وأيضا الدعم المالي عندما يتطلب الامر.. كما سيظل مؤيدا لقضيتكم داخل المجتمع الدولي». وعبر راتو أيضا عن وجهة النظر الافريقية تجاه التجارة العالمية قائلا ان بامكان الدول الغنية المساعدة بازالة الحواجز الجمركية ووقف الدعم الزراعي الذي يعوق التجارة الافريقية.

وقوبلت هذه التصريحات باشادة من وا موثاريكا الذي يتطلع للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي لمساعدة حكومته الجديدة على تحقيق معدل النمو المستهدف للعام المقبل وهو 6 في المائة.

وأضاف ان راتو يريد من الدول الافريقية بما في ذلك مالاوي ان تزيد مساهمتها في الاصلاحات من خلال صياغتها بالتشاور مع قطاع الاعمال والعمال والمجتمع المدني. ومضى وا موثاريكا، وهو اقتصادي وصل الى الحكم في مايو (ايار) الماضي يقول «يبدو ان البرامج ستكون مدعومة من صندوق النقد الدولي وليست مفروضة منه». وأضاف «من الواضح الان ان صندوق النقد الدولي يريد الدخول في مشاركة معنا على درب الانتعاش.. ونحن نرحب بهذا». وتضمن جدول أعمال راتو اجتماعات ثنائية واقليمية مع رؤساء; منهم النيجيري اولوسيجون اوباسانجو والاوغندي يوري موسيفيني والكيني مواي كيباكي اضافة الى وا موثاريكا.

ورغم انه وعد باعطاء افريقيا كلمة أكبر في وضع هياكل برامجها الاقتصادية، فانه قال ان وضع سياسات اقتصادية قوية مطلوب أيضا للمساعدة على تخفيف وطأة الفقر الذي يهيمن على القارة.

وفي نيجيريا، وهي من أكبر منتجي النفط في العالم وأكبر دول افريقية من حيث عدد السكان، قدم راتو تأييده لجدول اصلاح اوباسانجو الذي وعد بان يؤدي لزيادة معدل النمو وتسريع الخصخصة ودعم الشفافية وكبح الفساد.

ووافق راتو على ان يتابع صندوق النقد الدولي وتيرة تقدم الاصلاحات خلال زيارات فصلية لن تشمل أية مساعدة مالية.

وقال راتو ان مثل هذا التأييد يستهدف اقناع الدائنين بان الاصلاحات تسير بشكل مناسب. وستمهد هذه المتابعة الطريق أمام نيجيريا لبدء محادثات مع نادي باريس لتخفيف خدمة الديون وتقديم أموال للاستعانة بها في مكافحة الفقر. وخلال اجتماع مع رجال أعمال وزعماء مدنيين في الدول الافريقية الثلاث، استمع راتو لانتقادات بان صندوق النقد الدولي سبق ان أجبر حكومات على خفض ميزانيات وتقليص الإنفاق على الصحة والتعليم وبرامج اجتماعية اخرى.

وساهمت خبرة راتو كمسؤول مالي بإسبانيا في تفهم الاوضاع الاقتصادية للقارة الأفريقية. فبعد سنوات من التأخر في التنمية والنمو الاقتصادي عن معايير الاتحاد الاوروبي نعمت اسبانيا بعدة أعوام من التوسع القوي بفضل سياسات راتو التي جعلت بلاده مثار حسد كثير من الدول الاوروبية.