توقف إنتاج النفط العراقي في الجنوب يدفع بأسعار النفط لأعلى مستوياتها القياسية منذ 21 عاما

TT

صعد مزيج برنت في بورصة البترول الدولية بلندن أمس في أعقاب توقف انتاج النفط العراقي من حقول الجنوب. وكان سعر برنت في عقود سبتمبر (ايلول) مرتفعا 1.02 دولار الى 40.65 دولار للبرميل.

وفي الاسبوع الماضي ارتفع برنت الى 50ر41 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ بدء تداوله في العقود الآجلة عام 1988 قبل أن يتراجع يوم الجمعة. وقلص السولار في عقود أغسطس (آب) خسائره بمقدار 50ر1 دولار للطن ليصل الى 377 دولارا للطن. وكــان سعره قفز الاسبوع الماضـي الى 25ر384 دولار للطن مسجلا أعلى مستوى له على الاطلاق. وكان الخام الأميركي الخفيف في التعاملات الإلكترونية مرتفعا الى 44.95 دولار للبرميل بعد ارتفاعه الاسبوع الماضي الى 77ر44 دولار مسجلا أعلى مستوى في تاريخ تداوله في سوق نايمكس الذي يرجع الى 21 عاما. وحول تأثيرات المستوى الحالي لسعر برميل النفط على مستقبل الطلب في السوق العالمي قال روبيرت مابرو رئيس معهد اوكسفور لدراسات الطاقة في بريطانيا والخبير النفطي ان التوقعات في حال استمرار المستوى الحالي للاسعار لمدة تتراوح مابين 3 ـ 4 اشهر أن يؤدي ذلك الى تباطؤ النمو في الطلب خصوصا في الاسواق الكبرى، كأميركا التي تستوعب 20 مليون برميل يوميا، والصين التي يصل حجم الطلب فيها الى 6 ملايين، متوقعا ان يصل حجم التراخي في النمو البالغ حسب الخبراء مليوني برميل ليقل في حال استمرار السعر الحالي بواقع نصف مليون عن مستويات النمو الحالية ليبلغ 1.5 مليون برميل. وحول تصريحات رئيس الاوبك بشأن رفع السقف الرسمي للانتاج ليتوافق مع الانتاج الفعلي، قال روبيرت مابرو ان هذه الخطوة مطلوبة ليجري توفيق بين نظامي الحصص وسقف الانتاج بشكل رسمي، بدلا عن وضع سقف للانتاج ويتم تجاوزه وفقا لمتطلبات السوق.

من جانبه توقع الدكتور سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الاهلي التجاري في جدة ان يستمر معدل النمو الحالي في الطلب على النفط وسط توقعات استمرار النمو العالمي بوتيرته الحالية على المدى المتوسط اي خلال العام الحالي والعام المقبل، موضحا في اتصال مع «الشرق الاوسط» ان التوقعات تشير ان ينمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي بنسبة 3.8 في المائة مدعوما بالنمو الكبير للاقتصادات الرئيسية وبينها الصين التي يرجح لاقتصادها ان ينمو مابين 9 ـ 10 في المائة خلال العام الحالي.

وفي سياق الاثر المتوقع لارتفاع اسعار النفط على المدى المتوسط والبعيد قال الدكتور الشيخ ان المستوى الحالي للنفط سيؤثر سلبا على المدى المتوسط والبعيد على معدلات النمو الاقتصادي العالمية، مشيرا الى ان السعر الحالي جاء بفعل عدة عوامل بينها سياسي وامني، ما تطلب من الاوبك السعي لمطأنة الاسواق وتقليل المخـاوف الحالية. وكان رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الاندونيسي بورنومو يوسجانتورو أعلن أمس ان المنظمة ستدعو الشهر المقبل بلدانا غير اعضاء فيها لاجراء محادثات لتثبيت اسعار النفط المرتفعة.

ويأتي القرار المتعلق بلقاء مرتقب في فيينا في سبتمبر بعدما سجل سعر النفط الخام رقما قياسيا بلغ 44.77 دولار للبرميل الواحد الجمعة في نيويورك.

واشار ان «اوبك ستناقش تدابير لتثبيت اسعار النفط العالمية مع بلدان غير اعضاء في المنظمة من كبار منتجي النفط بينها روسيا وانغولا». واضاف «سنناقش وضع اسعار النفط العالمية». وسئل بورنومو يوسجيانتورو رئيس اوبك اليوم عما اذا كانت أوبك قد ترفع سقف الانتاج ليتمشى مع الانتاج الفعلي، فاجاب قائلا «هذا محتمل لان الانتاج الفعلي لاوبك يبلغ الان نحو 30 مليون برميل يوميا وسنبحث الامر في سبتمبر».