«أرابتيك» للمقاولات الإماراتية تفتح باب تحول الشركات الخاصة إلى مؤسسات عامة

توقعات بحدوث موجة لطرح جزء من رؤوس أموال الشركات العائلية للاكتتاب العام خلال المرحلة المقبلة

TT

أعلنت شركة الانشاءات الفنية العربية «ارابتيك» أمس، التحول من شركة مساهمة خاصة الى شركة مساهمة عامة، في تطور يؤشر الى مرحلة جديدة في السوق المالية الاماراتية تدخل فيها الشركات العائلية لاعبا في السوق.

ويأتي الاعلان عن هذا التحول بعد قليل من اعلان شركة المجوهرات المعروفة باسم «داماس» التحول من شركة عائلية الى شركة مساهمة عامة برأسمال قدره مليارا درهم. ووفق نشرة الاكتتاب في شركة الانشاءات العربية الفنية التي أعلنت امس، فإن رأسمال الشركة المكتتب به يصل الى 400 مليون درهم، اكتتب المؤسسون بما مجموعه 180 مليون درهم، في حين طرح ما نسبته 55%من رأس المال بما يعادل 220 مليون سهم بقيمة 220 مليون درهم للاكتتاب العام. وقد احتفظ المهندس رياض برهان كمال وهو اردني يبلغ من العمر حوالي 65 عاما، وكان قد اسس الشركة في الامارات عام 1975 باكبر حصة من الحصص التي التزم بها المؤسسون، حيث بلغت مساهمته في رأسمال الشركة 76 مليون درهم، مما يتيح له الاستمرار في ادارة الشركة التي تبلغ عملياتها في الامارات حوالي 3 مليارات درهم سنويا. والى جانب رياض كمال شملت قائمة المؤسسين عددا من المستثمرين الاماراتيين، على رأسهم الشيخ بطي بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم الذي تصل حصته في رأسمال الشركة الى 20 مليون درهم. ومن الاسماء الاماراتية الاخرى التي كانت ضمن قائمة المؤسسين، حسين النويس وهو من ابرز رجال الاعمال في ابوظبي والشيخ سلطان بن صقر القاسمي واحمد بن علي بن خلفان الظاهري من ابوظبي ايضا وشركة المزروعي القابضة.

والى جانب المستثمرين الاماراتيين ضمت قائمة المؤسسين مساهمين من ايرلندا واليونان وقطر والاردن وشركة في جزر الكايمن يعتقد انها مملوكة لمجموعة يقودها رياض كمال، وبذلك يصل مجموع التزامات المؤسسين 45% من رأس المال. وحسب نشرة الاكتتاب فإن حصة الاماراتيين في رأسمال الشركة لن تقل عن 51 %، مما يعني ان رئيس مجلس ادارة الشركة سيكون من بين المساهمين الاماراتيين، ومن المتوقع ان يكون الشيخ بطي المكتوم الاوفر حظا لتولي هذا المنصب، حيث ان مساهمته في رأسمال الشركة هي الاكبر بين المساهمين الاماراتيين. وتشرف على عملية الاكتتاب شركة شعاع كابيتال الاماراتية المتخصصة في الاعمال المالية والمصرفية، وقد بلغت مصاريف الاصدار فلسا واحدا مقابل كل سهم من الاسهم المكتتب بها والبالغة قيمته درهما واحدا. وستكون عملية تحول شركة ارابتيك اختبارا للسوق المالية الاماراتية لمعرفة قدرتها على استيعاب عمليات تحول اخرى من شركات عائلية خاصة الى شركات مساهمة عامة. فالسوق الاماراتية التي تعد ثاني انشط الاسواق المالية في منطقة الخليج بعد السوق السعودية اعتمدت طوال العقود الثلاثة الماضية على الشركات التي تساهم بها الحكومة الاتحادية او الحكومات المحلية، وكانت المساهمات الحكومية المشار اليها من الحوافز التي ساهمت في انجاح الشركات العامة الاماراتية، حيث اعتبرت المساهمة الحكومية شكلا من اشكال الضمان للمستثمرين واسلوبا من اساليب الرقابة على حسن ادارة الشركات المشار اليها. وقالت مصادر مالية في ابوظبي: ان الاكتتاب في شركة ارابتيك يبدو مضمون النجاح، بالنظر الى القاعدة المالية المستقرة التي تتمتع بها الشركة والتي جعلتها من بين اكبر خمسة لاعبين في قطاع المقاولات النشيط بالامارات. ويصل عدد العاملين في الشركة حاليا الى اكثر من 12 الف موظف وعامل، وكانت الشركة قد نفذت العديد من الانشاءات الفندقية في ابوظبي ودبي، من ابرزها بعض الاجزاء الرئيسية من فندق قصر المؤتمرات الضخم المقرر افتتاحة في سبتمبر (ايلول) من العام الحالي وفندق فيرمونت دبي ومنتجع المها في دبي ومشروع تلال الامارات وفندق ريتز بدبي وشيراتون ابوظبي والعديد من المشروعات في قطر والسعودية. وكانت الاوساط المالية الاماراتية قد توقعت حدوث موجة من التحول من شركات خاصة وعائلية الى شركات مساهمة عامة بسبب النشاطات التي تشهدها اسواق الاسهم الاماراتية وتوافر سيولة مالية كبيرة لدى العديد من المستثمرين. ووفق الخطة التي اعلنت عنها شركة داماس للمجوهرات فان من المتوقع ان يتم تحول الشركة الى شركة عامة قبل نهاية هذا العام، على ان يكون رأسمال الشركة حوالي ملياري درهم. وقال توحيد عبد الله المدير التنفيذي لشركة داماس: ان الشركة تنتظر موافقة وزارة الاقتصاد للتحول الى شركة مساهمة عامة، مشيرا الى ان رأسمال الشركة الحالي يصل الى 900 مليون درهم، على ان يتم رفع رأس المال الى ملياري درهم عند الموافقة على عملية التحول.

وقالت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» ان عمليات التحول الى شركات مساهمة عامة في الامارات يمكن ان تكون سهله اذا التزم اصحاب الشركات بتقديم مستويات معقولة عند تقدير اصول الشركات وعدم المبالغة في تقدير علاوة الاصدار. واشارت تلك المصادر الى أن من شأن نجاح عمليات تحول الشركات الخاصة والعائلية الى شركات مساهمة عامة تشجيع الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية على تقليص مساهماتها في الشركات المساهمة العامة حاليا، ومن ابرزها مؤسسة اتصالات التي تملك الحكومة الاتحادية ما نسبته 60% من اسهمها وبنك ابوظبي التجاري الذي تصل مساهمة الحكومة فيه الى اكثر من80%، وكذلك بنوك مثل بنك دبي الاسلامي وبنك دبي الوطني وبنك الامارات الدولي.

وكان خبراء ماليون قد دعوا مرارا الى تقليص الحصص الحكومية في رؤوس اموال الشركات المساهمة كوسيلة لتنشيط اسواق الاسهم المحلية.

ومن أبرز الشركات العائلية التي ابدت رغبة في التحول الى شركة مساهمة عامة مجموعة الفهيم التي تملك مشروعات سياحية فضلا عن وكالة سيارات المرسيدس بابوظبي. وقد تعثر مشروع التحول الذي طرح في حياة مؤسس المجموعة محمد عبد الجليل الفهيم بسبب تراجع سوق الاسهم الاماراتي عام 1998 وهو ما جعل عملية طرح المجموعة للاكتتاب العام غير مضمونة النتائج، لكن ورثة مؤسس المجموعة ما زالوا ينظرون للتحول الى شركة مساهمة عامة باعتباره الاختيار الاخير الذي ينتظر اللحظة المناسبة.