بريطانيا تمنح ترخيصا لإنشاء أول بنك إسلامي في أوروبا برأسمال يصل إلى 26 مليون دولار

TT

منحت سلطة الخدمات المالية البريطانية (أف أي أيه) أمس، الضوء الاخضر لانشاء أول بنك اسلامي في بريطانيا، الذي يعتبر كذلك الاول في دول الاتحاد الاوروبي، تحت اسم «اسلاميك بنك اوف بريتين»، ليقدم لزبائنه خدمات مالية تتوافق تماما مع مبادئ الشريعة الاسلامية. ومن المتوقع ان يبدأ البنك خلال الشهر المقبل تقديم خدماته المتنوعة، التي تمتد من الودائع البنكية وحتى الخدمات المالية الاستهلاكية الى نحو مليوني مسلم يعيشون حاليا في بريطانيا. وسيفتتح «اسلاميك بنك اوف بريتين» اول فرع له في سبتمبر (أيلول) في «إجوار رود» في العاصمة البريطانية لندن، وهو الشارع الذي يتميز بوجود كثافة عربية واسلامية، وسيكون مركزه الرئيسي في برمنغهام (وسط انجلترا).

وبعد ذلك سيتم فتح فروع اخرى له في برمنغهام وليسيستر في الخريف المقبل. وسيقدم «اسلاميك بنك اوف بريتين» خدماته عبر الهاتف والبريد العادي على مستوى بريطانيا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بينما سيقدم اول منتجات الرهن العقاري مع نهاية العام الجاري، في حين انه سيبدأ في العام المقبل تقديم الخدمات البنكية الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

وقال مايكل هانلون المدير التنفيذي السابق في بنك باركليز الذي عهدت اليه ادارة البنك الاسلامي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «ان اسلاميك بنك اوف بريتين لن يتعامل مع اي خدمة تستند الى الفائدة، حيث ان كافة البنوك الاسلامية لا تستخدم الفائدة، وان الخدمات التي نقدمها لعملائنا تختلف في تركيبتها في طرق متعددة عن تلك التي تقدمها البنوك التقليدية. ونحن سنقدم مجموعة من الخدمات التي تتوافق مع الشريعة الاسلامية وتستخدم احدث التقنيات الحديثة من اجل تقديم خدمات لزبائننا تتمتع بجودة عالية ويعتمد عليها».

وتعتبر هذه هي المرة الاولى في تاريخ سلطة الخدمات المالية البريطانية التي تسمح فيها بانشاء بنك يتلقى الودائع ويتعامل في اطار مبادئ الشريعة الاسلامية بحذافيرها وتحظر تقديم قروض بالفائدة او الاستثمار في قطاعات كصناعة الكحول او التبغ. ويملك البنك لجنة شرعية تقوم بمراقبة كافة التعاملات والموافقة عليها، ولاحترام مبدأ منع تقديم قروض بالفائدة، فان البنك لن يقوم بتقديم اموال نقدية، بل سيقوم البنك الاسلامي بنفسه بشراء الاشياء التي يريدها زبائنه ثم يبيعهم اياها بسعر محدد يسترجعه اقساطا شهرية. ويأتي هذا الترخيص بعد شهور من التحضيرات من اجل ضمان ان يتوافق عمل هذا البنك مع احكام الشريعة الاسلامية، وبما لا يتناقض مع التشريعات المالية البريطانية. وكانت مجموعة من المستثمرين الخليجيين والبريطانيين ومن ضمنهم بنك قطر الاسلامي الدولي قد قدمت دعما من اجل انشاء هذا البنك وصلت قيمته الى 14 مليون جنيه استرليني (25.77 مليون دولار). وقال المدير الاداري للبنك انهم يتأملون استقطاب حوالي 50 مليون جنيه استرليني (92 مليون دولار) كرأسمال من اجل تسهيل عملية التوسع والنمو وطرح الاكتتاب العام في الخريف المقبل. ويأمل المؤسسون كذلك في ان يستقطب البنك في مرحلته الاولى حوالي 15% من عملاء البنوك من المسلمين البريطانيين، والى جذب زبائن من أبناء الجالية الاسلامية في اوروبا الذين يتراوح عددهم بين 15 ـ 20 مليون شخص، اضافة الى اكثر من 600 الف من منطقة الشرق الاوسط يزورون بريطانيا كل عام. يشار هنا الى ان بنك ساكسوني ـ انهالت المملوك من الحكومة الالمانية حصل على اكثر من 120 مليون دولار في اكتتاب على اول صكوك (سندات) اسلامية في اوروبا. ويذكر ان بعض المصادر المصرفية في بريطانيا تقدر حجم الودائع البنكية للمسلمين لوحدها بحوالي ملياري دولار.