الخام الأميركي يقفز فوق 45 دولارا وسط توقعات بارتفاع إنتاج السعودية إلى 10 ملايين برميل يوميا

خبير أميركي: الرياض تستطيع إنتاج 1.3 مليون برميل نفط إضافي يوميا لمواجهة زيادة الطلب العالمي

TT

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الى مستويات قياسية مع شن القوات الأميركية هجوما لسحق تمرد في مدينة النجف العراقية المقدسة وهي خطوة هددت ميليشيات شيعية عراقية بأنها قد تفجر هجمات جديدة على مرافق البنية الاساسية لصناعة النفط. وقفز سعر الخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة في سوق نايمكس صباح أمس، وذلك بفعل المخاوف بشأن المعروض من انقطاع الامدادات النفطية من العراق ومن شركة النفط الروسية العملاقة «يوكوس»، في الوقت الذي تهدد فيه العاصفة الاستوائية بوني انتاج الولايات المتحدة في خليج المكسيك. وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف 65 سنتا الى 45.45 دولار للبرميل اعلى سعر للعقد في 21 عاما هي عمر التداول للعقود الاجلة للخام في بورصة نيويورك التجارية نايمكس. وسجل سعر العقود الاجلة لمزيج نفط خام برنت في لندن مستوى قياسيا جديدا اذ بلغ 42.08 دولارا للبرميل مرتفعا 51 سنتا. وكانت صادرات النفط العراقية تسير بنصف معدلاتها المعتادة خلال الاربعة ايام الماضية حيث تهدد انتفاضة يقودها رجل دين معاد لأميركا منشآت البنية الاساسية لمراكز انتاج النفط الجنوبية.

وزاد هبوط كبير غير متوقع في مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام يوم أول من أمس من مخاوف الا تستطيع امدادات المعروض مسايرة الطلب على النفط الذي يسير بأسرع معدل له في 24 عاما. وقال تقرير اسبوعي للحكومة الأميركية يوم الاربعاء، ان المخزونات الأميركية من الخام هبطت 4.3 مليون برميل الى 294.3 مليون برميل الاسبوع الماضي. وزاد من مخاوف المعروض ان نحو 25 في المائة من انتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك البالغ 1.7 مليون برميل يوميا تم ايقافه يوم الاربعاء بسبب العاصفة الاستوائية بوني.

الى ذلك، قالت مصادر بصناعة النفط أمس ان من المتوقع أن ترفع السعودية انتاجها في سبتمبر (ايلول) المقبل ليقترب من عشرة ملايين برميل يوميا تحقيقا لوعدها بتلبية الطلب الاضافي على النفط. وقال مسؤول تنفيذي غربي كبير بصناعة النفط يتابع الانتاج السعودي لرويترز «تم ابلاغنا أن السعودية تعتزم رفع الانتاج ليقترب من عشرة ملايين الشهر المقبل». وقال مصدر آخر يتابع الانتاج السعودي «نعم المشترون في أوروبا وأميركا سيحصلون على كميات أكبر في سبتمبر. وسيرتفع الانتاج من 9.5 مليون هذا الشهر ونقدر أنه سيكون أقرب الى 9.8 أو 9.9 مليون برميل يومي، وربما عشرة ملايين». وكانت المرة السابقة التي بلغ فيها الانتاج السعودي عشرة ملايين برميل يوميا لفترة من الوقت، في بداية الحرب العراقية الايرانية في أوائل الثمانينات. وتشير تقديرات مستقلة الى ان الرياض رفعت الانتاج الى 9.5 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران) لكنها خفضته في يوليو (تموز) مع تراجع الاسعار ثم رفعته مرة أخرى الى 9.5 مليون هذا الشهر. ويشمل انتاج النفط السعودي نحو 300 ألف برميل يوميا من انتاج المنطقة المحايدة الذي تتقاسمه مع الكويت ويدخل في حساب حصة السعودية في انتاج أوبك. ولا تشمل الحصص سوائل الغاز والمكثفات.

من جانبه، قال جيمس بيركهارد، المدير في مؤسسة كمبردج لأبحاث الطاقة في بوسطن في ولاية ماساجوستس، ان السعودية تستطيع انتاج 1.3 مليون برميل نفط اضافي يوميا لمواجهة زيادة الطلب العالمي، موضحا ان اكثر من نصف الانتاج الاضافي من النوع الاكثر طلبا في سوق البترول. وكان بيركهارد يعلق على تصريحات اميركية اشارت الى عدم قدرة السعودية على زيادة انتاجها بنسبة كبيرة، وبأن الانتاج الاضافي من النوع الاقل طلبا في سوق البترول.

ونشرت الصحف الاميركية أمس تصريحات لعادل الجبير، مستشار ولي العهد السعودي، نفى فيها ان زيادة الانتاج السعودي لها صلة بالحملة الانتخابية الاميركية. وقال: «سياستنا هي المحافظة على اسعار معتدلة». إلى ذلك، رفض ترنت دافي، المتحدث باسم البيت الابيض، التعليق مباشرة على تصريح وزير البترول السعودي، لكنه قال: «الادارة تجري اتصالات مع الدول المنتجة للبترول لتأمين امدادات بترولية كافية».