كاديلاك «إس تي إس» رهان جنرال موتورز العالمي القوي في حلبة المنافسة على لقب أفخر سيدان متوسطة الحجم

«الشرق الأوسط» جربتها في جبال لبنان وتعرفت على إمكانياتها العالية على صعيد الأداء

TT

اصرار القيمين على قسم كاديلاك في شركة جنرال موتورز على جعل هذه الماركة الأميركية قلباً وقالباً ماركة عالمية... حتماً يستحق التقدير والاعجاب، فقد كان بمقدور هؤلاء ومن خلفهم ادارة الشركة العملاقة، التي هي أكبر صانع في العالم، صرف جهدهم في «شراء» ماركة جاهزة لها رنة وولاء في اوروبا. الا ان جنرال موتورز قرّرت منذ بعض الوقت ان كاديلاك مؤهلة لغزو اسواق العالم بسيارات «عالمية» المزايا تستجيب لمتطلبات أي مشتر متطلب. وبالفعل عكفت على تطوير «عائلة» من السيارات والمركبات لها فلسفتها التصميمية ومعاييرها التقنية والتجهيزية الرفيعة. واليوم لدى كاديلاك نحو 10 طرازات لسيارات ومركبات رياضية نفعية لها هويتها المميزة وحضورها القوي في السوق الأميركية، وأسواق أخرى تتألق فيها الماركات الفاخرة كأسواق الشرق الأوسط.

وتأكيداً لاهتمام كاديلاك بمنطقة الشرق الأوسط، أعدت جنرال موتورز في أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي، قيادة تجريبية ميدانية لأحدث سياراتها السيدان، وهي طراز ساس تي اس» المتوسط الحجم العالي الأداء في جبال لبنان، شملت ثلاث مراحل من فضاء الشوف الى قضاء عاليه (في محافظة جبل لبنان)، ثم من قضاء عاليه الى سهل البقاع، ومن ثم العودة عبر سلسلة جبال لبنان الغربية عند غابة أرز معاصر الشوف الى قلب قضاء الشوف.

* نماذج غير نهائية

* السيارات التي وضعت بتصرف الاعلاميين المدعوين للتجربة الميدانية كانت نماذج غير نهائية ـ بل قل شبه نهائية ـ الغاية من التعجيل بعرضها وتجربتها التعريف بها أولاً، ومن ثم جمع الانطباعات عنها تمهيداً لتحليلها ومن ثم اعتماد ما يصلح منها للمنطقة في المنتج بحلته النهائية.

بطبيعة الحال الانطباع الأولي عن السيارة تعلق بشكلها الخارجي. والواقع ان الـ«اس تي اس» تشبه كثيراً لأول وهلة شقيقتها الـ«سي تي اس»، ولكن ما ان يمعن الناظر النظر تتبين له اللمسات الأكثر رصانة وتناغماً وفخامة في السيارة الجديدة من الاخلال بالفلسفة التصميمية العامة للسيارتين.

الـ«اس تي اس» سيارة جميلة جداً وفاخرة التجهيز روعي في تصميمها توفير أعلى معايير الذوق والترف والراحة، بجانب استيعاب كل مستجدات التقنية المتطورة وتأمين التحكم بها بيسر سهولة.

* وبعد ذلك كان الانطلاق...

* «الشرق الأوسط» جربت النسخة الأقوى من «اس تي اس»، أي تلك المجهزة بمحرك «نورث ستار في في تي» ثماني الاسطوانات يولد قوة 320 حصاناً، وتسير بدفع رباعي. وعلى الطرقات الجبلية المتعرجة أحياناً بحدة في أرياف قضاء عاليه تألقت الكاديلاك الجديدة ونهبت الطريق نهباً بلا جهد يذكر، بل تغلبت على كل تحديات الطريق بما فيها بعض التحويرات الضيقة او الاسطح المحفّرة، بسهولة تامة، وامتصت كل الارتجاجات بثقة وكتمان.

لقد تألقت الـ«اس تي اس» تماماً حيث كانت في الماضي مواطن الشكوى التقليدية من السيارات الأميركية الفارهة الضخمة، أي في مجالات الاستجابية العالية والتماسك والدقة في التحكم والتفاعل مع أولويات السائق ومعطيات الطريق. فكاديلاك اليوم أشبه ما تكون بأرقى السيارات الأوروبية على صعيد التفاعل والاستجابية، وهي بذا تحاول بنجاح ظاهر الآن منافسة الصانعين الأوروببيين واليابانيين ومزاحمتهم في مضمارهم ومنافستهم في نقاط قوتهم. وهكذا، باختصار شديد يجوز القول انه على صعيد التقنيات يوجد في السيارة الجديدة ما يكفي لاكسابها شعبية عريضة في صفوف المشترين المتطلبين الساعين الى الأفضل.

* أما من انتقادات؟

* هنا لا بد من سؤال يتبادر الى الذهن ... هو هل بلغت الـ«اس تي اس» حد الكمال اذاً؟ أليس هناك بعض العيوب والنقاط السلبية؟

بداية، كما سبقت الاشارة، النماذج التي جربت في جبال لبنان غير نهائية أو بالاصح «شبه نهائية»، وبالتالي كانت هناك ثمة هنات بسيطة من البديهي انها ستتلافى في المنتج النهائي قبل مغادرته خط التجميع.

ومن ناحية ثانية، وهنا الجانب الأهم، يبقى هناك قطاع واسع من المشترين، وأيضاً الاعلاميين المتخصصين في شؤون السيارات، يرى ان الصانعين الأميركيين ما زالوا يمرون في مرحلة «التجربة والخطأ». والحقيقة ان الصانعين الأميركيين أول من يعترف بأنه ما زال أمامهم الكثير لاقناع حتى جمهورهم داخل الولايات المتحدة بقدرتهم على انتاج سيارات عالية الجودة والموثوقية تستطيع الحاق الهزيمة بالمنافسين اليابانيين والأوروبيين داخل السوق الأميركية نفسها. فالشركات الأميركية الصانعة، بسبب الهيمنة الطويلة على سوقها الضخمة، تولد عندها بمرور الوقت شيء من التقاعس والكسل والطمأنينة الخادعة الى قوة مواقعها. بداية الغزو الأوروبي الذي بدأ مع سيارة فولكسفاغن «الخنفساء» في عقد الخمسينات نبه الصانعين الأميركيين الى وجود ثغرة مهمة في السوق. ومع هذا جاء رد الفعل الأميركي أبطأ من تسارع المنافسة التي تطوّرت نوعياً مع اقتحام الصانعين اليابانيين تلك السوق. واليوم، رغم ادراك الصانعين الأميركيين خلفيات نجاح منافسيهم الأجانب في عقر دارهم، تبقى المنتجات اليابانية والكورية والأوروبية تتمتع بمكانة مميزة. وما زالت تويوتا «كامري» وهوندا «أكورد» أعلى سيارات السيدان مبيعاً في أميركا.

مع كل هذا، يجب القول اليوم ان الصانعين الأميركيين أخذوا يهتمون بالتفاصيل، وان المنتجات الأميركية استعادت قدرتها التنافسية، وليس أدل على ذلك من تحسن ادائها في تقييم مؤسسات مرموقة مثل «جي دي باور اند أسوشييتس». فللعام الثاني على التوالي أظهرت دراسة «جي دي باور» للجودة الأولية ان سيارات جنرال موتورز، مثلاً، سجلت أقل عدد من المشاكل يواجهها المقتني، فقد بلغ متوسط عدد هذه المشاكل، حسب الدراسة، 269 مشكلة لكل 100 سيارة ومركبة. ووجدت الدراسة التقييمية ـ التي تستطلع آراء 48.000 من المقتنين في الولايات المتحدة، الذين يقودون سيارات ومركبات لا تتجاوز أعمارها ثلاث سنوات، حول المشاكل المختلفة التي يواجهونها ـ أن عدد المشاكل التي يواجهها المقتني عند قيادته طرازات كاديلاك وشيفروليه وجي ام سي وساب تقل عن المتوسط العام لطرازات الماركات المباعة في السوق الأميركية من انتاج مختلف صانعي السيارات في العالم.

* موجز المواصفات الفنية

* ـ جسم السيارة: سيارة سيدان فاخرة بدفع خلفي أو رباعي (على العجلات الأربع).

ـ المحرك: تتوفر بمحركين الأول سداسي الاسطوانات: «في في تي» سعته 3.6 ليتر يولد قوة 255 حصاناً، والثاني «نورث ستار في في تي» ثماني الاسطوانات سعته 4.6 ليتر يولد قوة 320 حصاناً.

ـ علبة التروس (ناقل الحركة): ناقل اوتوماتيكي بخمس سرعات مع ضبط إلكتروني واتاحة المجال لتدخل السائق.

ـ أنظمة أخرى: جهّزت السيارة بعدة انظمة، ابرزها نظام «ستابيليتراك» للثبات والاستقرار، ونظام راحة الركوب المدعوم مغناطيسياً (ام آر سي) ونظام التحكم الجري التأقلمي (آي سي سي)، ونظام دخول السيارة بلا مفتاح مع تشغيل لمسي، ونظام تشغيل عن بعد، ونظام بينات أمامي، ونظام «أون ستار» الاتصالاتي الرصدي.