أسعار النفط تتأرجح حول معدلات قياسية بعد فوز شافيز والهجوم على بئر عراقية

خبير نفطي: أسعار النفط القياسية تعود إلى عدم مواءمة الزيادة في الطاقة الإنتاجية مع وتيرة النمو الاقتصادية عالميا

TT

تأرجحت أسعار النفط الخام الأميركي صعودا وهبوطا في أوائل المعاملات بسوق نايمكس أمس اذ ارتفع في البداية عقب أنباء اشعال ميليشيا عراقية النار في بئر نفطية ثم انخفض بعد أن اتضح فوز الرئيس الفنزويلي في استفتاء على حكمه. وانخفض الخام الأميركي الخفيف في عقود سبتمبر (ايلول) 26 سنتا الى 46.32 دولار للبرميل بعد أن أنهى فترة التداول الإلكتروني على نظام اكسيس مرتفعا سبعة سنتات ليصل الى 46.65 دولار للبرميل. وكان الخام الأميركي قد سجل أعلى مستوياته على الاطلاق عند 46.91 دولار للبرميل في المعاملات الإلكترونية في وقت سابق امس وسجل أعلى مستوياته في بداية المعاملات الرسمية في نايمكس أمس عند 46.80 دولار وأدنى مستوى عند 46.41 دولار.

وفي لندن انخفض مزيج برنت القياسي خمسة سنتات الى 43.83 دولار للبرميل بعد أن ارتفع الى 44.11 دولار مسجلا أعلى مستوياته على الاطلاق.

وفي سياق اخر علق الخبير في شؤون النفط الدكتور انس الحجي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» حول تراجع المخاوف التي مرت بها اسواق النفط مع الاقتراع على استمرار الرئيس الفنزويلي في الحكم، حيث قال ان شافيز نجح على مدى 6 اشهر في استبدال اعداد كبيرة من العمال والاداريين العاملين في شركة النفط الفنزويلية (بادافيزا) مما يقلص احتمالات حدوث انخفاض في الامدادات كما حدث سابقا، كما ان شافيز اكتسب الخبرة في التعامل مع ازمة احتجاج عملاء نقل النفط، من هنا لا يتوقع ان تتعرض امدادات النفط الفنزويلية لانخفاض، وشافيز كما هو معلوم مؤيد لسياسات اوبك على عكس التيار السياسي الاخر المؤيد لاميركا والداعي للانعزال عن اوبك والسماح للشركات الاجنبية للاستثمار في قطاع النفط الفنزويلي ونظام السوق الحرة.

وعن استمرار الاسعار في مستوياتها العالية رغم التطمينات قال الحجي ان ذلك يعود على المدى الطويل الى عدم مواءمة الزيادة في الطاقة الانتاجية مع وتيرة النمو الاقتصادية عالميا، وبالتالي فان مستوى النمو في الطلب على النفط سواء بفعل النمو الاقتصادي او قيام اميركا وحوالي 7 دول اسيوية ببناء مخزون استراتيجي مما نتج عنه تراجع مستمر في مستوى القدرة الانتاجية الفائضة لتصل الى مستويات متدنية تقدر حاليا بمليون برميل حسب بعض التقديرات ـ السعودية اعلنت انها تمتلك 1.3 مليون برميل. فيما ارجع الدكتور الحجي محدودية التوسع في الاستثمار لزيادة الطاقة الانتاجية على مدى العقدين الماضيين، لعاملين هما الكلفة الكبيرة للحروب التي مرت بها منطقة الخليج والشرق الاوسط، والانخفاض الكبير لاسعار النفط في منتصف الثمانينات وفي عام 1998.

وقال الدكتور الحجي ان هناك اسبابا ذات اثر قصير مرت بها الاسواق اخيرا، مشيرا الى ان ارتفاع الطلب مرتبط بالنمو الاقتصادي وكذلك لجوء 6 ـ 7 دول اسيوية لخلق احتياطات استيراتيجية من النفط على غرار الاستراتيجي الأميركي الذي اقترب من حدودة القصوى.

ويخيم شبح الاضطرابات في العراق على السوق اذ لا تزال الصادرات عند نصف مستوياتها قرب حوالي 900 الف برميل يوميا منذ ان هاجم مخربون خط الانابيب الجنوبي الرئيسي، بينما اتسع الهجوم الأميركي على مؤيدي الزعيم الدين الشيعي مقتدى الصدر ليشمل عدة مدن.

وحتى الان استطاعت الاقتصادات الكبرى تحمل الاسعار المرتفعة، غير انه ظهرت دلائل على أن تكلفة الطاقة المرتفعة بدأت تسبب اضرارا.

من جهة اخرى عرضت ليبيا أمس الأول تراخيص للتنقيب عن النفط في حقولها البرية والبحرية بعد رفع العقوبات الأميركية. وأظهرت معلومات على موقع مؤسسة النفط الوطنية على الإنترنت أن ليبيا تعرض 15 منطقة امتياز بحرية وبرية.

وقال الموقع ان اخر موعد لتلقي عروض التنقيب سيكون العاشر من يناير (كانون الثاني) عام 2005 وان أي اتفاقات جديدة للتنقيب والمشاركة في الانتاج ستكون وفقا لشروط جديدة.

وقال الكسندر الكسندروفيتش رئيس شركة فولجوتانكر التي تشحن نفط يوكوس بسفن نهرية أمس، ان الشركة غير مستعدة لشحن الخام بالاجل على الرغم من أن يوكوس سددت رسوم النقل حتى نهاية اغسطس (اب).

وقال مسؤول عراقي في شركة نفط الجنوب طلب عدم نشر اسمه، ان «خط الانابيب لا يعمل. ولا نعرف متى ستتحسن الظروف بما يسمح بإعادة فتحه». وأضاف قائلا: «القرارات تتخذ على أساس يومي. وليس من المعروف حتى ما اذا كان الموظفون سيحضرون للعمل غدا (اليوم)»، وأوضح أن الشركة أمرت الموظفين العاملين في المقر الرئيسي بالبقاء في منازلهم منذ يوم الاثنين الماضي.

وتابع المسؤول أن النفط يتدفق من الحقول الجنوبية الى مرفأي البصرة وخور العماية على الخليج عبر خط أنابيب ثان قطره 42 بوصة وتبلغ طاقته مليون برميل يوميا.