الخام الأميركي يتجه لنحو 50 دولارا وبرنت يتابع تحطيم أرقامه القياسية مدعوما باضطرابات العراق

سنو: الزيادة في الأسعار الحالية أكبر مما تبرره أسس السوق * خبير يطالب دول التعاون بتأسيس شركة نفطية كبرى تكون لاعبا مؤثرا في تحريك الأسعار

TT

تخطى سعر النفط في نيويورك أمس 49 دولارا للبرميل الواحد ووصل الى معدل قياسي ( 49.27 دولار) بسبب القلق حيال تفاقم الاوضاع في العراق ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي في بورصة البترول الدولية الى أعلى مستوى له على الاطلاق متجاوزا 45 دولارا للبرميل. وارتفع برميل النفط الخفيف تسليم سبتمبر (أيلول) الى 49.27 دولار خلال عمليات التبادل الإلكترونية قبل فتح الاسواق في نيويورك. وفي لندن، تخطى سعر برميل برنت تسليم اكتوبر (تشرين الاول) للمرة الاولى عتبة 45 دولارا محققا رقما قياسيا جديدا هو 45.15 دولار خلال التبادل بزيادة 82 سنتا عن مساء أول من امس. وارتفع سعر السولار في عقود سبتمبر (أيلول) في بورصة البترول الدولية أمس سبعة دولارات الى 405 دولارات بعد أن سجل مستوى قياسيا جديدا في وقت سابق عند 406.25 دولار للطن. وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر (ايلول) عن مستوى 49 دولارا للبرميل الى 48.90 دولار بعد ان سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا بلغ 49.33 دولار في التعاملات الإلكترونية.

وفي السياق نفسه واصل سعر سلة خامات أوبك الارتفاع ليصل الى 42.60 دولار يوم أول من أمس للبرميل مقارنة مع 42.07 دولار يوم الاربعاء. ويتجاوز سعر سلة أوبك الحد الاقصى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولارا للبرميل منذ بداية العام الحالي.

وفي تصريح لافت قال جون سنو وزير الخزانة الأميركي أمس ان اضطراب امدادات النفط لم يصل بعد الى الحد الذي يتطلب اتخاذ قرار بالسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأميركي.

وأضاف في حديث لشبكة «سي.ان.بي.سي» التلفزيونية المالية «الرئيس أوضح أن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي يستخدم في الاغراض التي خصص لها وهي اضطراب كبير في الامدادات بدرجة تتطلب ذلك. ولا أعتقد أننا وصلنا الى ذلك بعد». وتابع سنو أنه لا يعتقد أن استمرار الحكومة في تعزيز الاحتياطي الاستراتيجي له أثر كبير على أسواق النفط. وسئل سنو ان كان ينبغي لادارة بوش ان تتوقف على الاقل عن ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي فقال «اننا نملأه بمعدل 100 ألف برميل يوميا في سوق يزيد حجمها عن 80 مليون برميل يوميا... لا اعتقد ان ذلك سيكون له اثر كبير». وجدد سنو القول ان الصعود الحاد للاسعار أخيرا يعكس المخاوف من عرقلة محتملة للامدادات وان الاسعار الحالية لا يبدو انها تدعمها اسس السوق. وأعرب بورنومو يوسجيانتورو، رئيس منظمة اوبك، أمس عن قلقه من تواصل ارتفاع اسعار النفط العالمية، لكنه أكد ان المنظمة لم تشهد تضخما بسبب ذلك. وحين طلب منه التعليق على ارتفاع اسعار الخام الأميركي الخفيف الذي وصل الى أقل من 50 دولارا قال «أنا قلق من استمرار صعود اسعار النفط لكن في الوقت الراهن لم نشهد تضخما بسبب ارتفاع الاسعار». وصرح بورنومو وهو ايضا وزير البترول الاندونيسي بان اوبك ستنتظر حتى اجتماعها العادي في سبتمبر (ايلول) المقبل الذي سيعقد في فيينا قبل ان تتخذ اي خطوة. وصرح رئيس منظمة اوبك بان لجنة المراقبة الوزارية الفرعية ستجتمع يوم 13 سبتمبر (ايلول) على ان يجتمع وزراء نفط دول المنظمة في اليوم التالي.

وفي تعليقه على استمرار ارتفاع أسعار النفط الحالية قال عبد الصمد العوضي، الخبير في شؤون الطاقة، «ان استمرار ارتفاع الاسعار لمستوياتها القياسية الحالية يقف وراءه دخول جهات متعددة في السوق»، موضحا في اتصال مع «الشرق الاوسط» بأن البيوتات المالية الاميركية وشركات الطيران الكبرى دخلت منافسا في الطلب على النفط، بما تمتلك من احتياطات مالية كبيرة، وقد وجدت هذه الجهات في السوق «فرصة ذهبية» في تحريك الاسعار لمستويات كبيرة، وقال «ان ما يجري من مضاربات على أسعار النفط انما هو محل تجربة لهذه المؤسسات التي تراقب رد فعل السوق على ارتفاع الاسعار». ولفت العوضي في تصريحه الى ان شركات الطيران الكبرى زادت من شرائها في سوق النفط المستقبلي في الفترة الاخيرة لتغطية احتياجاتها من الطاقة، موضحا ان التنافس الشديد بين شركات الطيران على اسعار التذاكر أصبح أحد العناصر الداخلة في تحريك السوق». وبرر العوضي ارتفاع اسعار النفط المستقبلي بقوله «ان ارتفاعها هو نتيجة طبيعية لما هو حاصل من اضطرابات في العراق، وغيرها من العوامل وان سوق النفط يعتمد في حركته على الاضطرابات وليس على الهدوء». وقال «ان المؤسسات المالية والشركات الكبرى وعلى رأسها «بي بي» البريطانية اصبحت أحد اللاعبين الأساسيين في تحريك السوق».

وطالب العوضي في ختام تصريحه دول التعاون بان تنظر بجدية الى تأسيس شركة نفطية كبرى تلعب دورا أساسيا في بيع النفوط المستقبلية، وتكون لاعبا مؤثرا في تحريك الأسعار، بدل ترك السوق لشركات خارج الدول المنتجة تلعب هذا الدور. وجاءت أحدث دفعة للسعر بعد هجوم الليلة الماضية على شركة نفط الجنوب العراقية في البصرة من جانب مقاتلين يعتقد أنهم موالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأثار الهجوم الذي وقع في الوقت الذي قصفت فيه مقاتلات أميركية أتباع الصدر في النجف مزيدا من الشكوك على قدرة الحكومة العراقية على حماية البنية الاساسية النفطية. وخفضت هجمات تخريبية بالفعل صادرات النفط الى نحو مليون برميل يوميا أي نحو نصف مستواها المعتاد.

وقالت شركة «ريفكو» للسمسرة في تقرير «أسعار النفط ترتفع مرة أخرى مع احتدام أعمال العنف في العراق... الصدر واتباعه أبدوا استعدادا لاستهداف انتاج النفط ووسائل نقله بشكل مباشر مما يحتمل أن يهدد النفط الذي يصدر من الميناء الجنوبي».