في إحصائية أميركية: فجوة السلامة والأمان تتسع بين سيارات الركوب والمركبات الرياضية النفعية

TT

أشارت احصائية صادرة عن «الادارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة» (نهتسا) في الولايات المتحدة الى ان الفجوة التي تفصل بين المركبات الرياضية النفعية الوعرية وسيارات الركوب العادية على صعيد السلامة والأمان بلغت أقصى اتساع لها في العام الماضي 2003.

اذ تبين ان سائقي المركبات النفعية الوعرية وركابها معرضون لحوادث مميتة أكثر من سائقي سيارات الركوب وركابها بنسبة 11 %، وهذه النسبة تعد الأعلى المتجمعة لـ«نهتسا»ـ وهي ادارة حكومية اتحادية ـ منذ باشرت بجمع المعطيات التفصيلية ذات الصلة في مختلف قطاعات السيارات والمركبات منذ 1994. الجدير بالذكر ان المركبات الرياضية النفعية الوعرية ما زالت تتمتع بشعبية عريضة بالرغم من الشكوك حول مستوى السلامة والأمان الذي تقدمه لمستخدميها، وارتفاع معدل استهلاكها للوقود في فترة ارتفاع اسعارها، بدليل ان مبيعاتها خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2004 الجاري بلغت 27.2 % من أجمالي مبيعات المركبات الخفيفة بارتفاع عن 26 % في الفترة ذاتها من عام 2003 وفق احصائية مؤسسة «وورلد أوتو اينفو بنك». إلا أن نمو هذا القطاع (راجع الاطار المرفق) شهد مؤشرات فتور، في حين يتحسن الاداء السوقي للمركبات النفعية الصغيرة والمتوسطة الحجم المصممة على نسق سيارات الركوب (أي ما يعرف بالمركبات الجسرية او «الكروس أوفر») لا شاحنات البيك آب.

* تفاوت ضمن القطاع الواحد

* حصيلة «نهتسا» تسلط الضوء على التفاوت الكبير الحاصل على صعيد السلامة حتى بين فئات مختلفة من قطاع النفعيات الوعريات، الذي يشكل اليوم عشرات الطرازات من مختلف المشارب والأصول. والجيل الجديد منها يتمتع بمواصفات تخفض بصورة جذرية معدلات خطر الانقلاب.

فإجمالاً تشير احصائية «نهتسا» الى انخفاض عام في عدد الوفيات المسجلة عام 2003 لأدنى مستوى لها منذ ست سنوات، اذ بلغ عدد الوفيات 42643 في حوادث السير بمختلف مناطق الولايات المتحدة. والملاحظ ان نصيباً كبيراً من ظاهرة تناقص الوفيات عائد الى تراجع حالات القيادة بحالة السكر، وازدياد الحرص على استخدام الاحزمة الواقية. ولكن التحسن في ارقام الوفيات على طرق الولايات المتحدة لا يصل الى التحسن المسجل في الدول المتقدمة الأخرى لسبيين احدهما ان احترام الاحزمة الواقية أقل انتشاراً مما هو عليه في تلك الدول، والثاني هو الكثرة النسبية لعدد المركبات النفعية الوعرية وشاحنات البيك آب في الولايات المتحدة. والبديهي ان كثرة هذه المركبات فوق الطرق الأميركية يزيد اخطار الاصابة على ركابها وعلى الآخرين بالمقارنة مع الاخطار المعرض لها سيارات الركوب العادية.

بطبيعة الحال هناك جماعات عديدة متصلة بأوساط صناعة السيارات أكدت وتؤكد منذ عدة سنين ام المركبات النفعية الوعرية آمنة جداً بنفس نسبة أمان سيارات الركوب ان لم تكن أفضل منها. ولكن مع هذا يبدو أن السبب الرئيسي في «فجوة» السلامة والأمان بالنسبة للنفعيات الوعريات، كما ترى الاوساط الحكومية الاتحادية، هي ان هذه المركبات عرضة أكثر من غيرها للانقلاب. فـ«نهتسا» اعلنت في الأسبوع الماضي تسجيل 15.42 حالة وفاة لراكب في مركبة نفعية وعرية في العام الماضي لكل 100 الف مركبة مسجلة. في حين بلغت النسبة 14.85 حالة وفاة لكل 100 الف سيارة ركوب، و15.17 حالة لكل 100 الف شاحنة بيك آب، و11.2 حالة لكل ناقلة/شاحنة خفيفة.

ولكن ليست كل المركبات معرضة لنفس القدر من خطر الانقلاب. وللعلم، هذا العام بدأت السلطات الاتحادية الأميركية اجراء اختبارات الانقلاب على المضامير حية بدلاً من الاكتفاء بتحليل ابعاد المركبة ومواصفاتها لتقدير معدل الخطر. وبين المركبات من موديل 2004 التي رضخت للاختبار انتهى ثلثها على عجلتين.. مما استدعى الى وقف اختبارها. في حين تعرضت مركبة ساتورن «فيو» من انتاج شركة جنرال موتورز الى كسر في منظومة تعليقها في نموذجي الدفع الثنائي والرباعي مما دفع الشركة الى سحبها. وفي المقابل لم تنقلب اي سيارة ركوب خلال الاختبارات.

أما عن ابرز الطرازات التي درست نسب انقلابها، فقد أصدرت «نهتسا» ترتيبها لها، وتبين ان المركبة هوندا «بايلوت» (ام آر ـ في) في أسواق الشرق الأوسط لا يزيد خطر انقلابها عن 16 % فقط في أي حادث، بالمقارنة مع 26 % للمركبة شيفروليه «تاهو» وعدد من نماذج فورد «اكسبلورر».

أضف الى ذلك ان المركبة «الجسرية» (اي النفعية المقتبسة عن السيارات لا الشاحنات) كرايسلر «باسيفيكا» لا يزيد خطر انقلابها عن 13 الى 14 %، بينما تراوح هذا الخطر في قطاع سيارات الركوب بين 8 % لطراز مازدا «آر اكس 8» و15.5 % لطراز سوبارو «آوتباك» الستايشن الوعرية المرتفعة عن الارض.