المركبات الرياضية النفعية تواصل رواجها في السوق الأميركية ولكن ربحيتها تتراجع

TT

ما زالت أرقام مبيعات المركبات الرياضية النفعية الوعرية أعلى بفارق كبير من المعدل الوسطي لمبيعات عموم مختلف قطاعات السيارات والمركبات في السوق الأميركية، إلا أن المؤشرات التي حملها يوليو (تموز) الماضي توحي بأن اقبال المشترين عليها ربما أخذ يفتر وينحسر.

مؤسسة «باور اينفورمايشن نتوورك» المتخصصة بجمع معطيات البيع وتحليل تفاصيلها لاحظت ان بين أسباب الفتور والانحسار ارتفاع اسعار الوقود واطلاق سيارات مثيرة جديدة من فئات أخرى. ويوضح توم ليبي، احد كبار المحللين في المؤسسة «ان قطاع المركبات الرياضية النفعية يتعرض الآن لضغوط شديدة، ولكن مؤشرات شهر واحد لا تكفي لأخذ استنتاجات عامة. علينا الانتظار لنرى ما اذا كانت مؤشرات الفتور مجرد ظاهرة عابرة او شاذة ام أنها تشكل تغيراً مفصلياً. لكن بمقدوري التأكيد على اننا لسنا بصدد نهاية عصر النفعيات الوعريات»؟

الحقيقة، وفق أرقام مؤسسة «اوتو داتا» ارتفعت مبيعات هذه المركبات في سوق الولايات المتحدة خلال يوليو الماضي عن يوليو 2003 بنسبة 7.5 %، وعبر يوليو كان الارتفاع خلال العام الحالي أعلى مما سجل في الفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة 7 %. وفي المقابل ارتفعت مبيعات سيارات الركوب والشاحنات بـ2.9 % فقط خلال يوليو الماضي عن يوليو 2003، كما بلغ الارتفاع خلال الاشهر المنتهية بآخر يوليو من العام الحالي 2.4 % عن الفترة نفسها من عام 2003. والأمر الملحوظ ان رواج النفعيات الوعريات سيستمر بقوة، ولكن على حساب تكاليف باهظة للشركات الصانعة. ومن مؤشرات الضعف المحتمل والمتوقع لقطاع المركبات النفعية الوعرية، بناء على المؤشرات الأخيرة، ما يلي:

ـ بدء التحرك في قطاع سيارات الركوب بصورة قد تسحب المشترين المحتملين اليه. اذ يشير ليبي إلى أن المركبات النفعية الوعرية تشكل 29 % من المركبات الجاري تبديلها في صالات عرض سيارة الستايشن واغن الجديدة دودج «ماغنوم». وهذه النسبة تشكل ضعفي الحصة المتعارف عليها في قطاع الـ«ماغنوم» أي 14 %. ومما يثير التساؤلات أكثر ان الـ«ماغنوم» تباع حالياً ليس فقط من دون محفزات للمشترين تقدمها دودج، بل من خارج صالات العرض عبر الانترنت بسعر معلن كامل بلا حسم. ويؤكد ليبي هنا ان ثمة سيارات أخرى مثل دودج «ماغنوم» تكسب الآن مزيداً من الشعبية والرواج مما سيهدد جدياً مكانة النفعيات الوعريات.

ـ هناك ارتفاع ملحوظ في حجم المحفزات والمغريات لاجتذاب زبائن المركبات الرياضية النفعية الوعرية. وفي حين قدرت نسبة المحفزات لهذا القطاع بين يونيو (حزيران) ويوليو بنحو 11.5 % تراجع حجم هذه المحفزات على سيارات الركوب والشاحنات بمعدل وسطي يبلغ قرابة 4.7 %. وبالتالي يمكن القول ان النفعيات الوعريات مدينة بالكثير في رواجها للمحفزات.

ـ المركبات الرياضية النفعية الوعرية تمكث حالياً في صالات عرض الوكلاء والموزعين بانتظار المشترين لفترات أطول من باقي المركبات والسيارات. وحسب الاحصائيات الواحدة من هذه المركبات الآن في صالات العرض ما متوسطه لـ73 يوماً (كان 60 يوماً قبل سنة) مقابل 71 يوماً لباقي فئات الشاحنات والسيارات.

ـ السعر الفعلي المدفوع لشراء المركبة الرياضية النفعية الوعرية في تراجع مقابل ارتفاع عمومي للسعر في باقي الفئات. ويلاحظ احد الخبراء في احدى وكالات شركة فورد ان المشترين يقبلون أكثر فأكثر الآن على شراء مركبات رياضية وعرية أصغر حجماً من السابق. ويشير الى ان مبيعات مركبتي فورد«أكسكرجن» و«اكسبديشن» الكبيرتين يتباطأ مقابل تحسن مبيعات طرازي «أكسبلورر» و«اسكيب» الأصغر حجماً.. مع العلم ان هامش ربح الشركات الصانعة في مبيعات المركبات الأكبر حجماً أكبر بكثير مما هو عليه مع المركبات المتوسطو والصغيرة الحجم.

* (خدمة «يو اس آيه توداي» ـ «لوس انجليس تايمز»)