لبنان: مستثمرون سعوديون يتطلعون لإطلاق مشاريع عقارية جديدة في ضوء الطفرة القوية التي يشهدها هذا القطاع

TT

هل تكون سياحة الخليجيين في لبنان مدخلاً للاستثمار واقامة الاعمال فيه؟ هذا السؤال طرحته «الشرق الأوسط» على مجموعة من رجال الاعمال السعوديين الذين قصدوا المصايف اللبنانية هذا الموسم واستطلعوا امكانات العمل والاستثمار والقطاعات المجدية.

رجل الاعمال السعودي المهندس زهير العظم رئيس مجلس ادارة شركة «سيبكو» للمشاريع المدنية والكهربائية ومقرها جدة، ومقاول يتعهد انشاء محطات المياه والصرف الصحي والكهرباء ومشاريعه تنتشر في مختلف انحاء السعودية، لا سيما جدة والرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة وتبوك، اضافة الى قطر التي نفذ فيها مشاريع كهربائية ومائية وصرف صحي، واسس فيها اخيراً شركة سيبكو ـ قطر، اضافة الى ذلك فقد تولى العظم انشاء العديد من المجمعات السكنية والقصور والمباني السكنية والحكومية في المملكة العربية السعودية، قال عن المجالات التي لفتت انتباهه للاستثمار في لبنان: «جذبني القطاع العقاري سواء في بيروت او مناطق الاصطياف الجبلية، وأنا بصدد دراسة تنفيذ مشروع سكني وتجاري مع شركاء سعوديين ولبنانيين عند منطقة فردان ـ عين التينة. كما افكر بمشروع لمجمع يضم فيلات في منطقة شملان الجبلية. المجال العقاري خصب جداً ومن الممكن ان يكون له مردود مرتفع. اضافة الى هذا القطاع جذبني ايضاً القطاع السياحي لما يشهد من حركة وازدهار في الآونة الاخيرة. لذا افكر ببناء فندق وتلزيمه لشبكة عالمية تدير فنادق على مستوى رفيع من فئة ثلاثة نجوم، حيث ان بيروت تفتقد لهذه النوعية العالمية من الفنادق».

وحول اعماله السابقة في لبنان قال العظم: «لزمتنا شركة الكاتيل الفرنسية انشاء شبكة هاتف لاربعين ألف خط في طرابلس (شمال لبنان). كما اننا انشأنا خط التغذية الرئيسي لمنطقة الوسط التجاري بقوة 230 الف كيلوفولت». وطرحت «الشرق الأوسط» السؤال ذاته على محمد الفضل نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة الفضل للتجارة والمقاولات فقال: «أبرز ما يجذبني هو المجال العقاري حيث اعتبره من المجالات الاكثر أمناً وحفظاً للاموال المستثمرة فيه. فضلا عن ان هذا القطاع يشهد في لبنان نمواً وحركة ملفتة مع تزايد الاقبال على السياحة والطلب على التملك، كما ان الازدهار الذي تشهده مناطق عالية وبحمدون وعودة الحياة الى ربوعهما ومرافقهما السياحية حفزني للتفكير بمشروع سكني هناك. هذه المصايف قريبة من بيروت ويسهل التردد عليها، اضافة الى انه من الممكن قصدها مختلف ايام العام، وانا اتوقع لها مستقبلا مزدهرا». وأضاف الفضل: «على الرغم من ان قطاع السياحة والخدمات يشهد ازدهاراً ايضاً الا انني لا افكر بالاستثمار فيه لانه يتطلب مراقبة ومتابعة عن كثب وانا مقيم في جدة حيث اتابع اعمالي».

تجدر الاشارة الى ان للفضل استثمارات في لبنان ونشاطات مالية وعقارية فهو شريك في المؤسسة المالية Capital Finance Corporation التي تعنى بالقروض. كما انشأ منتصف التسعينات عمارة سكنية على مستوى عال من الفخامة Terra Blanca في منطقة الرملة البيضا الراقية (في بيروت)، ويتابع حالياً انشاء عمارة سكنية اخرى في منطقة عين المريسة. وفي ما يتعلق بهذه الاعمال ومشروعه الجديد رد بالقول: «اعتبر ان الموقع اهم عامل يحدد اهمية المشروع العقاري وأنا حظيت بأرض ذات موقع ممتاز عند منطقة عين المريسة على الكورنيش البحري، لها اطلالة على حدائق الجامعة الاميركية في بيروت وبمساحة 3300 متر مربع، فانطلقت بمشروع لعمارة سكنية ذات مستوى رفيع مستفيداً من الفورة التي يشهدها هذا القطاع، بعد الجمود الذي عانى منه الى خلال السنوات الاخيرة والذي دفعني الى التوقف بعد المشروع الاول. وسيحمل المشروع الجديد اسم horizon ويتألف من 20 طابقاً يشاركني فيها من ناحية التصميم مكتب طلال الكردي (مقره جدة)، فنحن شركاء في مجال التطوير العقاري، وسبق وشاركني في المشروع الاول كما انني افكر بمشروع عقاري ثالث».

وحول ما اذا كان لبنان مؤهلاً لاستيعاب الاستثمارات العربية، قال الفضل: «لبنان بلد عمره 12 سنة، يعني كل هذه النهضة حصلت منذ 12 سنة فقط، تاريخ انتهاء الحرب الاهلية وحركة العمران التي حصلت خلال هذه الفترة جبارة، ولبنان جدير بالرساميل العربية لتوظف فيه. وما من معوقات جدية امام حركة الاستثمار، الا ان السجال السياسي المستثمر بين اهل الحكم متعب، ومن الممكن ان ينفر بعض المستثمرين. فنشرات الاخبار المحمومة تنقل هذا السجال ومن يستمع اليه عن بعد يظن ان الحالة سيئة جداً، والوضع على شفير الانفجار، لكن عندما يأتي الى بيروت يرى ان الحالة عادية وهادئة. وانا اتساءل هنا: ماذا يريد السياسيون الذين يجادلون طوال الوقت. اتمنى لو يحتذوا حذو من عمل ونهض بالبلد بدل الكلام طوال الوقت. لبنان ذو ارضية خصبة لرجل اعمال يتطلع للاستثمار، بنيته التحتية اصلحت والثروة البشرية جيدة والاستقرار مستتب، حبذا فقط لو يخفف بعض السياسيين الكلام».

وتحدثت «الشرق الأوسط» الى رجل الاعمال السعودي عمرو زيدان رئيس مجموعة زيدان القابضة (مقرها الخبر) التي تقوم بإنشاء المشاريع الهندسية والصناعية والمائية والكهربائية، اضافة الى مشاريع الغاز والبتروكيمائية حول المملكة. وعن المشاريع التي استقطبت اهتمامه في لبنان قال عمرو زيدان: «لم استثمر بعد في اي مجال في لبنان، الا انني ارى ان قطاعات السياحة والخدمات والعقارات هي مجالات خصبة جديرة بالاستثمار نتيجة الحركة والازدهار التي تشهدها. وبرأيي ان لبنان وبالتحديد بيروت تستوعب المزيد من الفنادق وهي بحاجة للفنادق الصغيرة الهادئة أو تلك التي تعرف بـ«اوتيل بوتيك»، اذ لا يوجد حالياً سوى اثنين منها، وفي اعتقادي ان هذه الفنادق مرغوبة كثيراً لما تحمل من خصوصية، لا سيما خلال فصل الصيف والموسم السياحي المزدحم خصوصا في الفنادق الكبرى. كما ارى ان البلد ينقصه المزيد من المشاريع السياحية الترفيهية كإقامة مجمعات ترفيهية. من ناحية اخرى فالقطاع العقاري يشهد حركة قلّ نظيرها وأرى انه من البديهي ان يأتي أي مشروع عقاري بمردود جيد».

واذا ما كان عرض عليه مشروع معين خلال وجوده في بيروت ويعتزم المضي فيه، اجاب: «عرضت علي مساهمات في مشاريع عقارية، لكنني لم اتخذ قراري بعد ولا اعتقد ان استثماري في لبنان سيكون خلال هذه الفترة».

وعن الاسباب التي من الممكن ان تدفعه للعزوف عن الاستثمار في لبنان، قال زيدان: «اخاف من عدم وضوح بعض القوانين ومن تأثير النفوذ السياسي في مجالات معينة. لكن يبقى لبنان من افضل البلاد العربية للاستثمار. ثم انني اجد ان البنية التحتية ما زالت بحاجة للمزيد من التأهيل. فهي اصلحت في مناطق وفي مناطق اخرى ما زالت بحاجة للتأهيل والمزيد من التطوير».