تجار: استئناف مبيعات النفط الخام عبر كركوك لأول مرة منذ مايو وسط احتياطات أمنية

تواصل عمليات تحميل النفط عبر موانئ البصرة وخور العمية وسومو تنسق مع زبائن تقليديين

TT

قال تجار ان العراق يسعى لاستئناف مبيعات نفط خام كركوك لأول مرة منذ مايو (ايار) في هدوء ويأمل في تجنب المزيد من أعمال التخريب لخط الانابيب الشمالي المعرض للخطر. وفي القطاع الجنوبي من العراق، قال وكلاء ملاحيون ومسؤولون نفطيون ان صادرات النفط العراقية من المرافيء الجنوبية تتدفق بأقصى معدلات لها أمس على الرغم من تجدد المعارك في مدينة البصرة بين انصار مقتدى الصدر والقوات الأميركية. وقالوا ايضا ان ناقلات تقوم بتحميل النفط الخام الخفيف من مرفأ البصرة الذي كان يعرف بميناء البكر ومرفأ خور العمية بمعدل مليوني برميل يوميا وهو مستوى لم يتحقق الا في بعض الاحيان.

ومن جهتها، قالت شركة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو)، انها فاتحت مجموعة مختارة من المشترين وطلبت اليهم اختيار مواعيد لتحميل النفط من ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.

وحددت الشركة سعرا لتحميل نفط كركوك من مرفأ جيهان في تركيا عند معادل سعر مزيج برنت الفوري مخصوما منه 4.75 دولار للبرميل بدلا من دعوة المشترين لتقديم عروض سعرية لمزاد فوري من شأنه أن يحظى بدعاية أكبر.

وقال أحد التجار لرويترز أمس، «ان «سومو» تتحرك على نطاق ضيق فهم يكتفون بالاتصال بالزبائن الحاليين الذين يشترون خام البصرة. وقد يكون ذلك خطوة أولى نحو استئناف التعاقدات الآجلة لبيع خام كركوك، وذلك رهن بكيفية سير الامور». وقال آخر: «يأملون ألا يشيع الخبر لحماية الخط». ويوم الاثنين الماضي قالت رويترز ان العراق بدأ ضخ نحو 450 الف ب ـ ي عبر خط انابيبه الشمالي الى مرفأ جيهان في تركيا.

وتخفف عودة خام كركوك الى الاسواق العالمية من عبء التصدير على مرافئ تصدير النفط بجنوب العراق. واستأنف مرفأ البصرة وخور العمية على الخليج لتوهما التحميل بأقصى طاقة لهما عند مليوني يرميل يوميا.

وربما تؤدي امكانية تدفق ما مجموعه 2.4 مليون برميل من النفط العراقي يوميا الى تهدئة اسواق النفط المشتعلة التي اقتربت من 50 دولارا للبرميل الاسبوع الماضي خلال توقف صادرات العراق من الجنوب على مدى اسبوعين. وقال مشتر محتمل لرويترز «خام كركوك بديل أفضل من البصرة لي لذا سأسعى لشرائه». وكانت اعمال التخريب اغلقت الخط فترات طويلة منذ الحرب. واجبرت الهجمات المتكررة بغداد على تجميع النفط في صهاريج بميناء جيهان وبيعه في مزادات فورية بأحجام تتراوح بين أربعة ملايين برميل وخمسة ملايين. ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس (اذار) 2003، لم تتمكن سومو الا من اقامة ثلاثة مزادات. وتقول مصادر شحن ان هناك 6.5 مليون برميل من النفط مخزن في صهاريج بميناء جيهان تبلغ طاقتها 7.8 مليون برميل.

وعلى صعيد انتاج نفط أوبك، ذكر تقرير نشر اول من امس في فيينا، ان الانتاج الاجمالي من النفط الخام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ارتفع من 24.322 مليون برميل يوميا في 2002 الى 26.885 مليون برميل في .2003 وأشار هذا التقرير الاحصائي الذي قدم للصحافيين ان بلدين فقط من اعضاء اوبك لم يزيدا انتاجهما، هما العراق بسبب المعارك وفنزويلا بسبب الاضراب في القطاع النفطي.

وبلغ انتاج السعودية 8.410 مليون برميل في اليوم في 2003 مقابل 7.903 في السنة التي سبقتها. وتراجع انتاج العراق من 2.126 مليون برميل يوميا في 2002 الى 1.379 مليونا في 2003. كما تراجع انتاج فنزويلا من 2.782 مليون برميل يوميا الى 2.643 مليون عام .2003 وسجلت قيمة مجمل صادرات اوبك ارتفاعا ايضا من حوالى 207.8 مليار دولار الى اكثر من 255 مليارا العام الماضي.

وفي تعليق على الاسعار المرتفعة للنفط الخام حاليا، قال محمد الطيب رئيس قسم الاحصاءات ان «الاسعار الحقيقية كانت اقل من تلك التي سجلت في الثمانينات» اذا أخذ التضخم والتقلبات النقدية في الاعتبار.